مدونة عمران بن شعبان بومنجل


الوجود و الهوية بين الإختيار و الجبر(6)

عمران بن شعبان بومنجل | omrane ben chaabene bouminjel


06/11/2020 القراءات: 1555  



لن نتنكر لمن علمونا حروفا لكن هانحن نتنكر لأنفسنا و ننظر حقارة في الإسم و المسمى . في إسم أن تكون طالبا و مسمى أن تكون جامعيا . نكرة بدون علم هكذا لغويا ... ألم تسأل ما معنى أن تكون طالبا ؟ ما معنى أن تكون جامعيا؟ و لا حتى أن تكون طالبا جامعيا ؟ هي أسئلة في الماهية و المفهوم . فقط لا غير ... ربما بين أسوار العلوم تلحظ لقطاء المبدأ و منحرفي التناقض .. تلحظ كل شيئ :من عباءة الباب إلى متنفس الشبابيك إلى جفاف الساحة و خشونة القاعة .. إلى مخلوقات بالمئات ربما أو هم أكثر بكثير. وجوه كأقواس القزح و أجسام كعريس الغنم و اجتماعات كمرتع إبليس ... بكل الأشكال تلحظهم .. عجبا أين الطلبة ؟ قيل لي أن العلم عالي المنال و الطلبة سافروا و شدوا الرحال .. قلت أين ؟ أهربوا ؟ قال : لا . بين أضلع العلم ذهبوا راجين عفو القلب و منالة الرتب . حمدت و استرجعت على ما خالطني من سوء ظن . قلت و أين القلب ؟ خرقة بالية و قذارة حب أهلكت بنتا مسكينة و ألقت بها في جرف حرية تزحلق بها حيث نكست أعلام الكرامة و الأبوة بين مساحيق غطت إسما و مسمى و خاطوا شهاداتهم بمنطق أني طالب .. ربما لكن بمعناها الشعبي هكذا علمني من منعني من السؤال...
ما أصعب أن يستعيد القلم العافية بعد نزلة أفكار شوشت كيانه و أربكت أفكاره ..لكنه القلم . قد يبدوا و أن الأمر إتخذ طابعا هزليا و أن الكلمات صارت تافهة لتعبر عن ما سبق . لكنه القاموس لم يأذن لنا إلا بذلك معتبرا سذاجة الأفكار لا تسقى إلا بوحل الكلام. ربما ... أتدري ما معنى أن تهرب منك الكلمات و تفر منك الحروف . قد تنفض غبار فكرك و لا تجد . ربما قد عوقبت من سيد المكان و الزمان بعد تركك إياه متعمدا مكتفيا ببعض التعليقات إستسقيتها مما قيل من هراء ظل يكابد الوجود حتى أنساك معنى أن تكون . و تجرأ عليك متحديا غير مشفق شماتة جندي أمسك قائده متذللا عند باب القدر واسما خسارته بتسيير المكاتيب . أتذلل عند القدر و تجلي للوجود أم مصارعة مع سيرورة التاريخ وانضباط عند عتبة كيف يمكن أن تكون في ظل لعبة لست الحكم و لا اللاعب و لا الجمهور إنما إنحناءة وجود في كون الوجود.
وجودك ليس مهما بقدر كيف يمكن أن يكون. أتفعل أفعالا في الوجود أم دلالة عليه أم أفعالك هي الوجود ذاته . أيمكن أن تكون أنت و أفعالك شيئان قد يلتقيان و قد لا يجتمعان . ما معنى أنك تفعل ؟ أتغير موجودا أم تظيف موجودا أم تتصرف في موجود أو أن فعلك موجود فقط أنت من حركه أم أنه وجد عندما أردت له أن يوجد أو إلتقى بك عندما تم تحديد الزمان و المكان ... أتعرف ما معنى ذلك ... أن أفعالك قد تكون سيدتك عليك و قد لا تكون مالكها. مجبر عليها متحكمة فيك و متصرفة في مسارات حياتك هي وجدت قبل أن توجد أنت أو وجدتما معا أو أنك من أوجدها ...سؤالات في القدر تهدم جسر الحرية و تجعل من حريتنا قدر لسنا من إخترناه ...


الوجود و الهوية


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع