مدونة د عبد الرزاق محمود عواد فاضل


لماذا نصوم ستا من شوال ؟!

د عبد الرزاق محمود عواد فاضل | Dr. Abdul Razzaq Mhmoud Awoud


03/05/2022 القراءات: 1277  



لماذا نصوم ستا من شوال ؟
ان من مكارم الاخلاق ان يشيع الضيف عند خروجه لباب الدار ، ويدعو له مضيفه بالخير ويودعه ، حتى يركب راحلته وينطلق .
ورد حديث عند ابن ماجة عن أبي هريرة  قال: قال رسول الله ﷺ: إن من السنة أن يخرج الرجل مع ضيفه إلى باب الدار لكن هذا الحديث لا يصح عن النبي ﷺ. [رواه ابن ماجه: 3358، وهو حديث موضوع كما ذكر الألباني في ضعيف ابن ماجه: 3349].
لذا فقد صحبنا ضيفا كريما لمدة شهر ، وما يمر علينا ضيف هو اكرم منه ، فهلا نشيع هذا الضيف بصيام ستا من شوال .
استحباب صيام ستة أيام من شوال
وجواز تقديمها على قضاء صوم رمضان ... !
ولماذا ستا .؟!
روى الإمام مسلم عن أَبِى أَيُّوبَ الأَنْصَارِيِّ رضي الله عنه: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:
«مَنْ صَامَ رَمَضَانَ ثُمَّ أَتْبَعَهُ سِتًّا مِنْ شَوَّالٍ كَانَ كَصِيَامِ الدَّهْرِ»
فصم ستا إن شئت متتابعات أو متفرقات من أول الشهر أو أوسطه أو آخره .
ثم ان رسول الله صلى الله عليه وسلم ، سن لنا في كل فريضة نافلة قبلها او بعدها وغالبا ما يجمع بين الامرين فيكون قبلها وبعدها كالحال في الصلوات الخمس ، وفي رمضان .
فكان عليه الصلاة والسلام يستقبل شهر رمضان بصيام اكثر شعبان ، ويودعه بصيام ستا من شوال .
فصوم ستا من شوال مع رمضان هو كصوم الدهر هذا من باب الحسنة بعشر أمثالها .

الشهر بعشرة شهور والستة ايام بشهرين فهذه سنة كاملة من صيام
وقد ورد حديث عنه صلى الله عليه وسلم بلفظ : «من صام رمضان فشهر بعشرة أشهر، وصيام ستة أيام بعد الفطر فذلك تمام صيام السنة» رواه النسائي وغيره

ومن كان عليه قضاء من صيام رمضان قد فاته لعذر كسفر أو مرض أو حيض أو نفاس

فيجوز صيام الست من شوال أولاً لأن وقتها مضيق خلال شهر
ويؤخر قضاء رمضان لأنه واجب موسع خلال العام ( فعدة من أيام أخر ) وهذا قول الجمهور

والأفضل أن يأتي بالقضاء قبل الستة أيام من شوال إن استطاع ذلك وخاصة إذا كان مطلوبا أياما قليلة

ومن قال أن ظاهر الحديث يفهم منه أن الأجر لاينطبق إلا على من كان قد أكمل رمضان

فالجواب عنه
أن هذا جرى مجرى الغالب وإلا فإن لكل من سيكمل صوم رمضان ولو قضاء فله أجر عشرة شهور عن شهر رمضان
وله صوم شهرين عن الستة أيام

ومن تأخر صيامه لعذر فله نفس الأجر
كمن صلى جالسا وهو مريض فله أجر القائم

ففي صحيح البخاري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( إذا مرض العبد أو سافر كتب له ما كان يعمل صحيحا مقيما )

أخي المسلم احرص على صومها وتذكر وتدبر أن في الصوم قد نسب الله الأجر والثواب فيه لنفسه فقال كما في الحديث ( وأنا أجزي به )
ومعلوم ان كل عبادة جزاؤها هو من الله تعالى
لكن هنا للتمييز وتعظيم عبادة الصوم

والكريم إذا قال أنا أتولى الإعطاء بنفسي ففيه إشارة إلى عظم العطاء وفخامته

وقد ورد عن عمر بن عبدالعزيز :
" من لم يجد ما يتصدق به فليصم بعد الفطر فإن الصيام يقوم مقام الإطعام في التكفير للسيئات كما يقوم مقامه في كفارات الأيمان وغيرها من الكفارات مثل: كفارات القتل، والوطء في رمضان، والظهار" لطائف المعارف لابن رجب.
اللهم أعنا على طاعتك اللهم اعنا على الصيام اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك
وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه .
غالب المقال مقتبس من مقال للشيخ ابو عبدالله الهاشمي .


ستا من شوال


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع