مدونة البرفسيور محمد عبد الرحمن يونس


قصتان قصيرتان جدا ، بحر المدينة و القبّرة

البروفسيور محمد عبد الرحمن يونس | professor : Mohammad Abdul Rahman Younes


04/05/2022 القراءات: 1183  


بحر المدينة







قصتان قصيرتان جدا
أ.د. محمد عبد الرحمن يونس
ــــــــــــــــــــــــــــ
بحر المدينة



شاطئان يحتضنانه : الغربة والمساء .. الموجة وبرميل الزبالة .. شاطئ خلفي يعكس قاع المدينة، وأمامي يعشعش بأفراح البحّارة وطقوسهم.. للرجل شاطئان: ساعد زوجته ورأس صديقته.. ينجذب بطن النورس صور المرأة، وصوب بطن السفن المهرّبة إلى قبرص وأثينا. لا شيء في هذا البحر إلاّ زجاجات الفانتا والكوكاكولا ومايوهات النساء المخرومة، وأشعة غريبة من الصعب تحديد ماهيتها.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


القبّرة
قصة قصيرة جدا



مسكت قبّرة شرنقتها , وبدأت تجدل خيطا من نحيب نائم . . ومدّت الخيط من حي (العمارة الشرقي) حتى حيّ (القصور) في طرف المدينة الغربي , وما إن شاهده الرصيف حتى تعلّق بأهدابه .
صرخت القبّرة : اترك الخيط ,, دائما أنتم الأرصفة آفاقكم ملعونة .
مسك الرصيف ثوب القبرة , ورفعه عاليا .. بان فخذها الجميل .. وانخرطت في بكاء حاد , وقالت : أتحبني ؟ إذن تزوجني .
طارت القبرة , وتعلّقت بغيمة .. لوّح لها الرصيف .. مدّ لها عصا سحريّة . تحرّك فيها أفق الشهوة , فبالت على المدينة وجميع أحيائها ورجالها ونسائها وأرصفتها , وولاتها وعسكرها , .. وكان الحدادون يلوحون بمطارقهم , والمدينة ترشف زجاجات عرق التين المغشوش , أمّا نساؤها الألقات فكن يتشاتمن بفحائش بذيئة لا تخشى لومة لائم .

انتهت


القبرة، بحر المدينة، بروفيسور يونس، Younes


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع