مدونة د حازم الشيخ الراوي


الخطاب الإلهي المباشر للمؤمنين الحلقة الثالثة عشر(الصبر)

د حازم الشيخ الراوي | D.HAZIM AL SHEIKH ALRAWI


24/04/2022 القراءات: 586  



ورد الصبر في آيتين من آيات الخطاب الالهي المباشر، ففي الآية 153 من سورة البقرة قال تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ) وفي الآية 200 من سورة آل عمران (َيا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)
والصبر يعني تحمل المشاق، وهو دليل على الشجاعة والجدارة والقدرة على مجابهة الأحداث مهما تفاقمت. والصبر هو العلاج الأمثل لداء الأزمات النفسية والأهوال والقنوط. وهو الفضيلة التي يحتاجها المؤمن في حياته، فالمؤمن الذي يحمل صفة الصبر انما يستصغر الشدائد، ويستهين بالصعاب والنوائب، فيثبت في الأهوال، ويصبر تجاه جسامتها.
وللصبر أهمية بالغة تعود على المؤمن بالخير في الدنيا والآخرة، فمن يصبر يؤجر ويثاب على صبره من عند الله فقد وعد الله الصابرين بالجنة والخير في الدنيا. والصبر يمنح المؤمن الطاقة اللازمة لتحمل جميع المصاعب ويبعده عن الأمراض التي تحدث نتيجة التفكير الكثير في مآسي الحياة ومعاناتها والشعور بالظلم أو عدم الراحة. والإنسان الصبور يحصل على احترام الآخرين، فيشعرون بالراحة تجاهه لما يملك من السكينة والهدوء. والصبر هو مفتاح الفرج، وهو السبيل الأسلم والأسهل والأسرع لتحقيق المراد.
وربط القرآن الكريم بين الإيمان والصبر في العديد من الآيات القرآنية الكريمة معززا ثقة المؤمنين بعقيدتهم وداعما لهم بأنه سبحانه معهم بقوله تعالى في الآية 46 من سورة الأنفال (واصبروا إن الله مع الصابريـن). وفي الصبر كل الخير كما أخبرنا تعالى في الآية 126 من سورة النحل بقوله: (ولئن صبرتم لهو خير للصابرين). وفي الحافز المعنوي للصبر قوله تعالى بالآية 90 من سورة يوسف (إنه من يتق ويصبر فإن الله لا يضيع أجر المحسنين) وقوله تعالى في الآية 186 من سورة آل عمران (وإن تصبروا وتتقوا فإن ذلك من عزم الأمور).
وربط الله تعالى بين الصبر والتقوى، فمن تمسك بهما لا يضره كيد الكائدين بقوله سبحانه في الآية 120 من سورة آل عمران (وإن تصبروا وتتقوا لا يضركم كيدهم شيئاً إن الله بما يعلمون محيط) وقوله عز وجل في الآية 90 من سورة يوسف (إنه من يتق ويصبر فإن الله لا يضيع أجر المحسنين). كما بشر جل جلاله الصابرين بثلاث مزايا هي الصلوات والرحمة والهداية منه سبحانه كما جاء في قوله تعالى بالآيات 155 ،156 ،157 من سورة البقرة: (وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون. أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون).
ووصف النبي صلى الله عليه وسلم الصبر بالضياء بقوله: الطهور شطر الايمان، والحمد لله تملأ الميزان، وسبحان الله والحمد لله تملآن، أو تملأ السماوات والأرض، والصلاة نور، والصدقة برهان، والصبر ضياء، والقرآن حجة لك أو عليك، كل الناس يغدو فبائع نفسه فمعتقها أو موبقها (الترمذي، ح/ 3517)



المؤمنون .. العقيدة ..


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع