مدونة محمد كريم الساعدي


المرتكزات الفكرية في تأصيل ظاهرة التشويه لشخصية الرسول محمد (ص)/ الجزء الأول

أ.د محمد كريم الساعدي | Mohamad kareem Alsaadi


14/06/2022 القراءات: 624  


من المفكرين الذين أسسوا لظاهرة التشويه الثقافي في الفكر الغربي هو المفكر الكنسي (توما الاكويني - 1225-1274) الذي حاول التمسك بنفس الاوصاف التي اطلقت على الرسول محمد (ص) في تلك الحقبة الزمنية ،إذ نقل عن (توما الاكويني) هذه الصفات عن الرسول في قوله: محمد... ضلل الناس بوعود بمتعة جسدية تدفعنا نحو شهوة الجسد . كذلك فقد احتوت تعاليمه تصورات كانت مطابقة لوعوده ، فأعطى سيطرة كاملة للمتعة الجسدية . في هذا كله – وهو امر ليس من غير المتوقع – كان يطيعه رجال شهوانيون، أما ادلته تأييدا لمذهبه، فأنه لم يضع امامنا الا ما يمكن ان يُفهم فحسب بواسطة القدرة الطبيعية لأي شخص يتمتع بأكثر درجات الحكمة تواضعاُ ، وفي الحقيقة فأن الحقائق التي علمها قد مزجها مع اساطير كثيرة ومع مذاهب على قدر كبير من الزيف ، لم يقدم اية علامات انتجت بطريقة خارقة للطبيعة ، وهي وحدها التي تعطي بصورة مناسبة شهادة على وحي الهي ؛ ذلك أنّ فعلاً مرئياً يمكن أنّ يكون الهياً فحسب يكشف عن معلم للحقيقية ذي الهام غير مرئي وعلى النقيض فان محمداً قال انه بُعث بقوة اسلحته – وهي علامتان لا يفتقر اليهما حتى اللصوص والطغاة . اكثر من هذا فان رجالاً يتسمون بالحكمة ، رجالاً مدربين على امور الهية انسانية لم يؤمنوا به البداية ، أولئك الذين امنوا به كانوا رجالاً قساة ومن التائهين في الصحراء ، يجهلون تماماً كل تعاليم الهية ، وبفعل اعدادهم اَجبر محمد اخرين على ان يصبحوا اتباعاً له بعنف اسلحته .
إنّ (توما الاكويني) في هذا الوصف لشخصية الرسول محمد (ص) واتباعه يؤشر الى عدة امور هي:-
اولاً- إنّ هذه الشخصية تدعو الى التضليل من خلال إبعاد الناس عن الفضيلة ودفعهم الى شهوانية ومتع جنسية بعيداً عن الفضيلة التي كان (توما الاكويني) يعتقدها في لاهوته الديني فقط.
ثانياً- إنّ الرسول ليس لديه أدلة على أنه موحى اليه من قبل السماء ، فهو لا يمتلك أي دليل حول هذا الموضوع ، بل كان يقنع الناس من خلال المتع الجنسية الشهوانية بعيداً عن الحكمة و الوحي والمعجزات.
ثالثاً- تتضمن افعاله التي يدعو من خلالها الى النبوة والرسالة بالزيف وذلك كونه لم يقدم اي علامة على كونه مرسل ويمتلك الهام الهي يسانده في هذا الموضوع.
رابعاً- إبتعاد الاشخاص الذين يتصفون بالحكمة عنه، بل كانوا اتباعه هم فقط القساة وقطاعين الطرق وهم كُثر اجبروا الناس على الدخول الى الاسلام وبحد السيف.
إنّ (توما الاكويني ) في توصيفاته لشخصية الرسول (ص) وافعاله من المؤكد انها تخلو من الموضوعية كون هذه الاوصاف يوجد ما يفندها في القران الكريم ومنها أنّ الرسول (ص) في القران قد شرع للناس من خلال الوحي ما يُيسر امورهم وعلاقاتهم الزوجية واليات التعامل بين الزوجين دون أنّ يكون هنالك افراط في ذكر الجانب الجنسي في هذا المجال ، وكان ذكر الزواج في القران الكريم لغرض تنظيم الاسرة والمجتمع ومصداق ذلك الآية الكريمة رقم (72) في سورة النحل المباركة (بسم الله الرحمن الرحيم : والله جعل لكم من انفسكم ازواجاً وجعل لكم من ازواجكم بنين وحفدة ورزقكم من الطيبات افبالباطل يؤمنون وبنعمت الله هم يكفرون ) ، وكذلك توجد آيات قرآنية اخرى في هذا المجال ، وكون هذا الكتاب يناقش موضوعه الاساءة في الثقافة الغربية لشخصية الرسول محمد (ص) ، فلا يمكن ان نذكر آيات قرآنية اخرى كون الكتاب ليس من شأنه أنّ يسردها ويذكرها ، واذا اراد القارئ البحث في هذا المجال سيجد آيات عديدة في هذا المضمون.


الفكر ، التشويه ، الاسلام


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع