مدونة سعد رفعت سرحت


(دكتوراهْ)أم(دكتوراة)أم(دكتوراهَُِ)؟.

سعد رفعت سرحت | Saad Rafaat sarhat


17/03/2022 القراءات: 1831  




ممَّا لا شكّ فيه أنّ ترجمة هذه الكلمة ب(العالمية_العالمية العالية)محال،إذ لا يقوى هذا المقابل على قوة ما هو شائع وقارّ على ألسنتنا (دكتوراه)، وكذلك الحال مع تعريبها بالتاء المربوطة هكذا:(دكتوراة)،إذ قد يفضي ذلك الى اللبس،فقد تلتبس_في سياقات معينة_ بجمع السالم(دكتورات)،فنحن نقول:(حضور الدكاترة وحضور الدكتورات)،وكذلك الحال مع النطق بها بالهاء معربةً بإحدى الحركات الثلاث( دكتوراهَُِ)،فما الذي يدعوك إلى إعرابها؟.


إذن ما الضير من بنائها على الوقف(دكتوراهْ) ؟.

ستقولون كراهة التقاء الساكنين عند الوصل بخلافه عند الوقف.ولا أظنّ أنّ هناك حجّةً أخرى.




والحقّ أنّ من الأفضل الإبقاء عليها كما هي شائعة،سواءٌ في الوقف أم في الوصل، ففي الوقف يمكن حملها على ما ورد عن العرب من مجيء الهاء لبيان الألف، لأن الألف عبارة ،مثل:(بشرَاه _زيداه)،فضلًا عن أنها تبدل من التاء في نحو (رماه من رماة) و(أخواه من أخوات).




أمّا في الوصل،فأرى أن لا ضير من حذف الهاء أو بقائها وبنائها على الوقف،أي السكون،و حجتي في ذلك:



١_الهاء في(دكتوراه)تكاد تكون صُوْرية،لأننا_وإن ثبتناها في الخط_فعند الوصل نسقطها في الغالب الأعم ،فنقول(حصل فلان على شهادة الدكتورا في اللغة العربيه)،فوجود الهاء كعدمها.


٢_عندما تقرأ قوله تعالى:(لا تضارّ)أرجو أن تقارنه بقولك(دكتوراه في كذا)وأسأل نفسك أيهما أثقل في النطق؟.


أعرف ستعترض و تقول لي:تضارّ ونحوها مطّرد في العربية.


صحيح،ولكننا نتحدّث عن كلمة حديثة فرضت نفسها على اللسان العربي في زمن اعتاد فيه هذا اللسان على التلفّظ بكلمات من قبيل(رونالْدو _موْدْرتش) ومن ثمّ لا تصعب عليه كلمة (دكتوراهْ)لا في الوقف ولا في الوصل.


٤_ألا ترى أنّ لصوت الهاء بعد الألف نفثًا أو(هتّة)،حتى أن الخليل _رحمه الله _شبّه الهاء بالحاء.وهكذا فعندما تقول(دكتوراه) في الوصل تكاد تقف وقفة لطيفة تُظهر فيها هتّة الهاء ،بحيث يأخذ الهواء مجراه من فراغ حلقك إلى فمك . أليست هذه الهتة بمثابة حركة؟.


وإذا كان ذلك فقل (دكتوراهْ)ولا تحمل لسانك ما لا طاقة لك به.


دكتوراه أم دكتوراة أم دكتوراهُِِ


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع