تضخيم الدليل عند بعض المعاصرين
10/08/2021 القراءات: 979
من الكوارث العلمية التي وقع بها قديما وحديثا كثيرون هي ما أسميه بتضخيم الدليل وهو استنباط أحكام لا يحتملها الدليل لا نصا ولا إشارة ولا دلالة ولا اقتضاء وهو نوع من الاستدلال الفاسد.
مثال ذلك حديث حاطب رضي الله عنه الذي سرب خبرا للنبي صلى الله عليه وسلم فلم يعاقبه النبي صلى الله عليه وسلم لسابقته في بدر
فيريد البعض من هذا الدليل أن لا تصف المخطئ بخطئه إذا كانت له سابقة بل أن تبرر خطأه وتدافع عنه لسابقته وهذا ما لا يحتمله الدليل
فحاطب سرب خبرا وهذا نوع من الخيانة بالاتفاق ولا اعلم أحدا من اهل العلم لم يصف فعله بذلك، إذن فهو مخطئ بالإجماع فهذه واحدة، ولا اعلم احدا من اهل العلم برر فعل حاطب أو اعتبر تبرير حاطب لنفسه مقبولا ومعذورا فتبريره مرفوض وغير مقبول ولا يسوغ له فعله وهذه ثانية، ولم يعاقبه النبي صلى الله عليه وسلم لبدريته وفيها امران
الاول انه لم يعاقبه وليس لم يخطئه او قبل عذره وهذه ثالثة
الثاني انه رفع العقوبة عنه لبدريته وهي علة قاصرة لا توجد في غيره ولا يقاس عليها غيرها وهذا نص أهل العلم في ذلك فليست البدرية في احد فينا اليوم بل ولا الصحبة ولا سابقة الإسلام وهذه رابعة
ومثال آخر أشارت أم سلمة على النبي صلى الله عليه وسلم يوم الحديبية بأن يحلق رأسه أمام الجميع حتى يقتدوا به ففعل، فجعله البعض دليلا على جواز دخول المرأة للبرلمان وتوليها مناصب في الدولة، فكل ما في الحديث أن المشورة خير، وأن الرأي الحق يعتبر سواء قاله رجل أم امرأة.
ومثال ثالث أن النبي صلى الله عليه وسلم وقف لما مرت به جنازة يهودي فجعلها البعض دليلا على جواز مشاركة غير المسلمين في كل مناسباتهم الدينية وغير الدينية.
وسبب هذا التضخيم هو النظر في الدليل من غير استعمال أدوات الاجتهاد الأصولي ومن غير كفاءة من الناظر.
دين - فقه - اجتهاد - دليل
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع