التعليم الإلكتروني في ظل جائحة كورونا (كوفيد 19)
د ساجدة كامل أبو ماضي | Dr. Sajida Kamel Abu Madi
06/06/2020 القراءات: 3149
اليوم وفي ظل جائحة كورونا حدثت الكثير من التغييرات والتحولات، فقد توقفت الكثير من أمور حياتنا، منها ما هو مصيري وهام كالتعليم والعمل ومنها ما هو أقل أهمية كالعلاقات الاجتماعية بين الناس, فبعد أن أصبحت المؤسسات التعليمية فارغة بإبقاء الطلاب في منازلهم وعدم الحضور إلى المدارس أو الجامعات, اكتفت العديد من الدول بالتعليم الإلكتروني أو التعليم عن بعد، فما بين لحظة وضحاها وجدَ الطلابُ أنفسَهم في معظم دول العالم مجبرين على التعلم في المنزل بواسطة التقنية الحديثة.
بعد أن كانت المؤسسات التعليمية تنظر إلى التعليم الإلكتروني كنوع من العوامل المساعدة في التعليم لزيادة الخيارات التعليمية لمن يرغب في التزود تعليمياً أو تدريبياً، انتشر مصطلح التعليم الإلكتروني، فهناك من تعرف عليه وتعامل معه سابقاً, وهناك من لم يتعامل مع التعليم الإلكتروني من قبل، ففي ظل الأزمة التي أحدثتها جائحة كورونا في ميدان التعليم جاء هذا الأسلوب لحل الأزمة التعليمية التي أحدثتها جائحة كورونا, حيث فرض منع التجول وأغلقت المدارس والجامعات والتزم الجميع بمنازلهم فانقطع الطلاب بجميع مستوياتهم عن التعليم, من هنا أصبح التعليم الإلكتروني اليوم ضرورة ووسيلة لتمكين مئات الملايين من الطلاب من التعلم بعد أن فقدوا فرصة الذهاب إلى المؤسسات التعليمية بسبب جائحة كورونا التي كانت مفاجئة للعالم بأسره.
في ظل هذه الظروف المفاجئة ظهر التأقلم السريع من قِبَل العديد من المعلمين, حيث بدأ مجموعة من المعلمين بالتفكير بطرق التعليم الإلكتروني واستخدام البرامج والتطبيقات المختلفة للوصول للطلبة وتعليمهم عن بعد، وبالرغم من تأخر هذه الخطوة فالتعليم الإلكتروني كان يجب أن يكون محوراً أساسياً من خطط التعليم في العالم بأسره قبل وقوعنا في هذا الظرف المفاجئ، لا أن يكون خطة بديلة لتعذر استمرارية العملية التعليمية بشكل مباشر في ظل جائحة كورونا، فيجب أن يتم تقييم هذه المرحلة.
لقد ظهر التباين بين المعلمين في استخدام هذا النظام التعليمي الجديد, فعدد من المعلمين غير متمكنين من استخدام وتوظيف البرامج والتطبيقات اللازمة للتعليم الإلكتروني كإنتاج الفيديو أو الملفات أو ربط الطلاب في حلقة واحدة ضمن الصفوف الافتراضية, فلم يتم تهيئة المعلمين مسبقاً لاستخدام التعليم الإلكتروني، كذلك بالنسبة للطلبة فإن النسبة الأكبر منهم لم يستوعبوا عملية التعليم عن بعد, ولم يتمكنوا من التماشي معه ومتابعة دروسهم من البيت فنسبة كبيرة من الطلبة لا يملكون جهاز حاسوب أو هاتف ذكي, ونسبة كبيرة منهم لا يجيدون استخدام البرامج والتطبيقات اللازمة لهذا النوع من التعلم, كذلك فإن نسبة لا بأس بها من الطلبة لا يتوفر لديهم خدمات الانترنت باستمرار.
إن هذه المرحلة التي نمر بها علمتنا العديد من الدروس والعبر التي يجب أن نستفيد منها لتحضير أنفسنا وجيل المستقبل لما بعد كورونا، لا سيما وأن جائحة كورونا قد كشفت لنا وجود ضعف وقلة خبرة وعدم جاهزية النظام التعليمي لمواكبة التعليم الإلكتروني، فلا بد أن تبدأ وزارة التربية التعليم بالاستعداد لتطبيق التعليم الإلكتروني في المدارس مستفيدة من الدروس والعبر التي تعلمناها في ظل جائحة كورونا لنبني عليها لمستقبل الطلبة.
وأخيراً هل سيستمر زخم التعليم الإلكتروني فيما بعد كورونا؟ أم أنه سيخبو وتعود الأمور إلى ما كانت عليه سابقاً؟
التعليم الإلكتروني - جائحة كورونا - كوفيد 19
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع
مواضيع لنفس المؤلف
مواضيع ذات صلة