مدونة ياسر طرشاني


فوائد أصولية ومقاصدية من الآيات القرآنية (5)

الأستاذ الدكتور ياسر طرشاني | Prof. Dr. Yasser Tarshany


20/02/2023 القراءات: 813  


قال تعالى {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَتَ اللَّهِ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [البقرة: 218]

الآية توضح مقاصد المكلف من الهجرة والجهاد أنها في سبيل الله ، ولذا فيجب موافقة مقاصد المكلف لمقاصد الشارع.
• مقصد الترتيب البدء بالإيمان ثم الهجرة وبعدها الجهاد ، فلا يمكن لهجرة في سبيل الله بلا إيمان، كما أن الهجرة تترتب عليها أنواع متعددة من الجهاد، كجهاد النفس في مفارقة الوطن والأهل، وجهاد تعليمي بدعوة الناس وغيرها.
• الهجرة انتقال من مكان لمكان فيه مفارقة الأوطان يناسبها نتيجة رحمة الله بعباده المهاجرين.
• من وسائل الثبات بعد الهجرة لتحقيق مقصد الجهاد في سبيله هو الرجاء في رحمة الله وعفوه ومغفرته والثقة بنصره.
• من مقاصد ذكر اسمه الغفور الرحيم مناسبة حال المؤمنين المهاجرين المجاهدين وظروفهم القاسية وتغير أحوالهم، فلا بد للمهاجر أن يكون متفائلا بالله.
• الهجرة يختلف حكمها بحسب المقصد منها، وتدور عليها الأحكام التكليفية الخمسة، وتكون واجبة في حالة الاتفاق مع نفس العلة التي كانت للجيل الأول وذلك من باب القياس لمن يفقد دينه ولا يتمكن من إقامة أدنى شعائر الإسلام للأقليات المسلمة في الغرب أو الشرق.
• المشقة تجلب التيسير، فالهجرة والجهاد فيهما مشقة فجاء التيسير برحمة الله بهم.
• المسلم مهما فعل من الأعمال فلا بد أن تكون مصحوبة بحسن الظن بالله والرجاء برحمته، وهذا يقين لا يزول بالشك مهما كانت الشدائد.
• المفاعلة تكون بين اثنين وأكثر ، فلفظ هاجر على وزن فاعل ففيها هجر من الجانبين، وعلى المسلم أن يحسن الهجر كما يحسن التواصل.
• المقصد من تكرار الاسم الموصول مرة مع الإيمان وأخرى مع الهجرة ولم يذكر الاسم الموصول مع الجهاد لتعظيم هذه الأعمال فهي من أسباب رحمة الله.
• الحكم على الشيء فرع عن تصوره ولا يحكم على حال المهاجر إلا من كان في نفس ظروفه، فالفتوى تتغير بتغير الأحوال والأشخاص والأزمنة والأمكنة.
• المقصد من الفعل المضارع يرجون هو الاستمرار في الرجاء وحسن الظن بالله ولا عبرة بالتوهم في تخلي الله عن عباده.
• للمهاجر والمجاهد رخص لا تعم المقيم السليم الساكن.
• وصف الله المهاجرين المجاهدين أنهم يرجون رحمة الله سدا لذرائع اليأس والإحباط والاكتئاب لكثرة الأزمات.
• لا بد أن تكون الهجرة محققة لمقاصد الشريعة من حفظ الدين أو النفس أو المال أو العقل أو النسل.
• يقين المسلم لا يبطل بيقين غيره، فيقين المهاجر في رحمة الله والثقة بنصره لا يزول بمجرد سماع شبهات وشكوك المحبطين أو يقينهم في الهزيمة والإحباط.
• قد يتعرض المهاجر المجاهد لأزمات والضرورة تقدر بقدرها.
• يحتاج المهاجر لتطبيق قاعدة دفع أعظم الضررين بارتكاب أخفهما.
• ليس للمؤمن المهاجر المجاهد أن يتسبب في الإضرار بالآخرين، فليس للمظلوم أن يظلم غيره.
• تكرر لفظ الجلالة في الآية ثلاث مرات للتأكيد على المقصد الأصلي أنها هجرة في سبيل الله، وفيها نرجو رحمة الله، و تشملنا مغفرة الله ورحمته.
اسأل نفسك:
• هل تحرص على أن تجدد نيتك في كل عمل ليكون في سبيل الله؟
التوصية:
• الحرص على التفاؤل بنصر الله ورحمته.
• نسأل الله أن يغفر لنا ويرحمنا... اللهم آمين آمين آمين.




القرآن الكريم، مقاصد الشريعة، أصول الفقه، التفسير الأصولي والمقاصدي.


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع