أبناء الفاروق... أحفاد الكرار
د. نكتل يوسف محسن | Dr. Naktal yousif mohsen
14/08/2024 القراءات: 407
إن من عناصر الترابط والتماسك بين ال عمر بن الخطاب وال علي بن ابي طالب رضي الله عنهما حالة المصاهرة التي حصلت بين الفاروق والكرار من خلال زواج أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه من أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب.
فقد ذكر أن وفاة النبي صلى الله عليه وآله وسلم قد اثرت في نفس عمر بن الخطاب وكان يروي كلام النبي صلى الله عليه وسلم كل سبب ونسب منقطع إلا سببي ونسبي، وكان من نتائج وفاته صلى الله عليه وسلم قطع الصهر من أم المؤمنين حفصة بنت عمر بن الخطاب رضي الله عنهما، فأراد الفاروق الصهر إلى ال النبي لإعادة السبب منهم، فطلب أم كلثوم بنت علي بعد أن شرح له السبب، ولم يكن لدى الكرار مانع من المصاهرة وكيف لا وهو الفاروق أمير المؤمنين ومعز الدين وأهله، ولكنه أخبره أن يستاذن ابنته حسب ما يقتضيه العرف والشرع.
لقد كان من ثمرة هذا الزواج المبارك ولدان هما : زيد بن عمر بن الخطاب ورقية بنت عمر بن الخطاب.
وقد ولد التابعي زيد بن عمر بن الخطاب في سنة 23 من الهجرة في آخر أيام خلافة أبيه عمر بن الخطاب . توفي شابا حيث مات متأثرا بجراحه بسبب فتنة وقعت بين بني عدي أهل أبيه وماتت أمه معه في يوم واحد وكان أول حدث في الإسلام أن يموت الابن وتموت والدته معه في نفس الوقت ولا يرث أحدهما الآخر، وكان ذلك في ولاية سعيد بن العاص على المدينة الذي تولى إمارة المدينة المنورة سنة 49 من الهجرة لذا يكون عمره وقت وفاته 26 عاما ولم يكن له عقب صلى عليه أخوه من أبيه عبد الله بن عمر بن الخطاب، وشهد الصلاة عليه خالاه الحسن والحسين. وكان يُلقب بابن الخليفتين نسبة إلى والده أمير المؤمنين عمر بن الخطاب وجده من أُمه علي بن أبي طالب.
أما رقية بنت عمر بن الخطاب العدوية القرشية حفيدة علي بن أبي طالب رضي الله عنه. تزوجت ابراهيم بن نعيم بن عبد الله النحام والروايات عنها قليلة.
إن من يرى واقع الحال يعلم أن مجرى الأحداث سارت بغير القناعة التي تولدت عن اتباع الشخصيتان الكريمتان، مما يبعث الثقة بالقول أن النصوص التي أفادت بخلافهما وتشنج العلاقة بينهما، فيها نظر وتحتاج إلى مراجعة الرأي بالقبول المطلق.
الفاروق، الكرار، زيد، رقية، ام كلثوم
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع
مواضيع لنفس المؤلف