مدونة د. نكتل يوسف محسن


كم حياة نعيش " عبارة لها دلالاتها الإجتماعية والدينية"

د. نكتل يوسف محسن | Dr. Naktal yousif mohsen


27/08/2022 القراءات: 1491  



عبارة دائماً ما يتردد ذكرها في المجالس ويزداد ترديدها عندما يتعرض انسان ما لمشكلة اقتصادية او اجتماعية - نفسية فيردد هذا الكلام كم حياة عايش...
في الحقيقه أننا نعيش حياة دنيا وحياة أخرى ومسألة حصر المعيشة بحياة واحدة قصيرة يؤدي إلى أهمالنا حياة ثانيه طويلة هي اعظم من الأولى وهي : ( المأوى - الباقية - الخالدة) ، على العكس من الأولى : ( الفانية - الغرور - الدنيا ) ، وما بين المعاني الأولى والثانية فرقاً كبيراً في المعنى يؤدي إلى فرقا في الواقع وتقريراته.
الحياة الأولى قصيرة لا تتجاوز (ساعتان وثلث) في أقصى الحالات قياساً بأيام الله الذي قال عنها تعالى :"... إِنَّ يَوۡمًا عِندَ رَبِّكَ كَأَلۡفِ سَنَةٖ مِّمَّا تَعُدُّونَ" فإن افترضنا اننا نعيش مئة سنة هي في الحقيقة ساعتان وثلث عند الله، وهي عشر اليوم الرباني.
الدنيا في الحقيقة مزرعة الأخرى، ومن يزرع شيئاً يحصده خيراً كان أو شرأ فمن يزرع حنظلاً سيحصد حنظلاً ومن يزرع قمحاً سيحصد قمحاً...
فهل يمكن أن تكون هذه المدة القصيرة هي : محور جهدنا وطموحنا وتطلعاتنا وحياتنا الرغيدة وهي أقصى غاياتنا وما نطلبه من المجد والنعيم والسؤدد ؟
بالتأكيد لا لأننا كمسلمين نؤمن بحياة ثانية هي أطول وفق ما قدمنا ولذا من العقل والمنطق أن يعمل الإنسان للحياة الاطوال ولا يكتفى بالاقصر فالثانية باقية وخالدة والأولى مؤقتة وزائلة، فاحذر أن تُكرس كل جهدك ووقتك وأموالك لحياتك الأولى وتنسى أن لك حياة أطول هي بحاجة لعمل وبذل أكثر من الأولى، فأنت مسافر إلى الله باجلك المحتوم اليوم أو غداً فلا تقصر في زاد سفرك حتى لا تهلك.


حياة، نعيش، الأولى، الأخرى، الله


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع