فلسطين المعاصرة كما يجب أنْ تكون
صباح علي سليمان | . Sabah A. Sulaiman
04/05/2024 القراءات: 598
فلسطين المعاصرة كما يجب أنْ تكون
أ.د. صباح علي السليمان
تعد فلسطين الحبيبة مهبط الأنبياء عليهم الصلاة والسلام فهي مسقط ولادة المسيح عليه الصلاة والسلام ، ومسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهي أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين ، زيادة عن الأنبياء الذين عاشوا فيها ، وهم إبراهيم عليه الصلاة والسلام ، وإسحاق عليه السلام ، وداود عليه السلام ، و يعقوب عليه السلام ، وزكريا عليه السلام ، ويحيى عليه السلام .
ومن حيث موقعها الجغرافي تعد فلسطين ذات "أهمية كبيرة على الصعيدين السلمي والحربي، ففي العصور القديمة كانت فلسطين تمثل إحدى الطرق التجارية الهامة التي تربط بين مواطن الحضارات في وادي النيل وجنوب الجزيرة العربية من جهة، ومواطن الحضارات في بلاد الشام الشمالية وفي العراق من جهة ثانية، وكانت فلسطين مسرحاً لمرور القوافل التجارية قبل الإسلام وبعده، حيث تسير إليها القوافل العربية صيفاً قادمة من الجزيرة العربية كجزء من رحلة الشتاء و الصيف التي ورد ذكرها في القرآن الكريم .كما كانت معبراً لمرور هجرات القبائل العربية التي قدمت من الجزيرة العربية في طريقها لبلاد الشام أو شمالي أفريقيا، واستقر بعضها في فلسطين بينما استقر بعضها الآخر في المناطق المجاورة .وازدادت أهمية الموقع التجاري لفلسطين في عهد المماليك عندما كانت البلاد ممراً للقوافل التجارية التي تنقل البضائع المتجهة من الشرق الأقصى لأوروبا وبالعكس. وكانت السفن التجارية تصل إلى عدن وتفرغ حمولتها لتنقل براً بواسطة القوافل عبر اليمن والحجاز إلي الموانئ الفلسطينية على البحر المتوسط حيث تنتظر السفن الراسية تمهيداً لشحنها بسلع متنوعة كالحرير والعطور والتوابل والمجوهرات وغيرها، ومن ثم نقلها إلى الموانئ الأوروبية. أمَّا موقعها الجغرافي فتعد "حلقة وصل بين بيئتي المداريات والموسميات في جنوبي آسيا والشرق الأدنى من جهة ، وبين بيئتي البحر المتوسط وأوروبا الوسطى والغربية من جهة أخرى . ولا شك أنَّ الحركة التجارية تزدهر بين البيئات المتفاوتة في إنتاجها، وجاءت فلسطين بموقعها لتربط بين حضارة الشرق الزراعية وحضارة الغرب الصناعية، وبذلك أصبحت طريقاً مهما لمرور حركة التجارة العالمية والمسافرين على كافة طرق المواصلات البرية والبحرية والجوية"[ جغرافيا فلسطين – المعرفة ] .ومن حيث الزراعة "تطور هذا القطاع بصورة سريعة ويعمل على تصدير الكثير من المنتجات كالنباتات الطبية التي شهدت طفرة ونمو كبير بالإضافة الى الحمضيات والزيتون والطماطم والتوابل والفواكه وتعتبر المنتجات الزراعية للورود والفراولة من المنتجات المهمة للتصدير وخصوصا للدول الأوروبية حيث شهدت هذه المنتجات تطوراً ملحوظاً " ،بسبب مناخها " الشتاء الدافئ في منطقة الأغوار يسمح بإنتاج الخضروات في فصل الشتاء، في حين أن المناخ المعتدل في الصيف في الجبال والمناطق الساحلية يسمح لإنتاج الخضروات، أما استخدام البيوت المحمية فيسمح بمزيد من الإنتاج النباتي على مدار السنة" زيادة عن الثروة الحيوانية الكبيرة . [قطاع الزراعة والثروة الحيوانية/ هيئة تشجيع الاستثمار والمدن الصناعية ]، و تعد الحركة الصناعية ذات قيمة كبيرة في فلسطين فهي تنافس الصناعة الأوربية وأهمها صناعة الخزف والزيتون والفخار والشمع والزجاج والصدف [ ينظر : الصناعات الفلسطينية.. تاريخ عريق ومستقبل مجهول تحت قصف الاحتلال- الجمهور ] . أما في التعليم وبالرغم من مضايقات الكيان الصهيوني فقد ازداد في صفوف الفلسطينيين ؛ إذ وصل " معدل التحاق الطلاب بالمرحلة الأساسية 97.9 بالمئة، ونسبة التسرب في المرحلة الأساسية منخفضة فقد بلغت بين الذكور 0.85 وللإناث 0.58، معدل الإلمام بالقراءة والكتابة ، وأشار تقرير الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني إلى وصول هذا المعدل إلى الكمال لدى السكان الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و 24 سنة، وعدد المدارس 3000 مدرسة منها 400 مدرسه خاصة، و 1.2 مليون طالب، 53% إناث، و 66 ألف معلم/ة ،و 60%إناث، ويتوزعون حسب المؤهل: 14%، 78%، 8%، دبلوم، بكالوريوس دراسات عليا على التوالي، أما رياض الأطفال فقد بلغت 1620 بها 135 ألف طفل تشرف عليهم 8000 مربية .أما مؤشرات التعليم العالي فتشير إلى وجود : 222 ألف طالب/ة يتوزعون على 15 جامعة، و 32 كلية، يشرف عليها 16 ألف موظف،70و% يحملون مؤهل الماجستير والدكتوراه" [قطاع التعليم ] . زيادة أنّ عدد سكان فلسطين في نهاية عام 2020 وصل إلى 13.7 مليون فلسطيني حول العالم سواء في داخل فلسطين أو خارجها . [فلسطين.. مهد الحضارات وموطن المقدسات – الجزيرة ] وهذه قوة بشرية كبيرة لو كانت كلها في فلسطين لأصبحت فلسطين قوة كبيرة .
وبالرغم من الهجمات الشرسة على أهل فلسطين عبر الـتأريخ وخاصة الاحتلال الصهيوني ظلت فلسطين قبلة للعالم في كافة المجالات ، ولو استقرت أمنيا لأصبحت من أفضل مناطق الشرق الأوسط هذه هي فلسطين ، وهذا سبب تكالب الكيان الصهيوني ودول أوربا عليها .
فلسطين - المعاصرة
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع
مواضيع لنفس المؤلف
مواضيع ذات صلة