أ. د. عبد العزيز بن عبدالكريم المصطفى


عنف الأبناء علاجه ممارسة الرياضة

أ. د. عبد العزيز بن عبدالكريم المصطفى | (Prof. Abdulaziz A. Almustafa (Retired


25/02/2022 القراءات: 1857  


العدوان والعنف والتطرف بأشكاله المتعددة من الظواهر الاجتماعية والنفسية والأمنية الجديرة بالدراسة والفهم والتنقيب، إذ أن دراستها يساعد على تحليلها وإمكانية التنبؤ بأسبابها ، وتحقيق الوسائل الوقائية التي تحد من خطورتها. وقد تعددت تتلك المظاهر وأصبحت من الظواهر الشائعة في المجتمعات المعاصرة، فعلى الرغم من الجهود التي تبذل لفهم واستيعاب تلك الظاهرة بجوانبها المختلفة وإيجاد الحلول المناسبة لها، إلا أنها ما زالت تحتل مكانة بين الأطفال والشباب في ظل العولمة وكذلك طبيعة المرحلة العمرية.
للعلم العنف والعدوان نتاج تراكمي وثقافي يصيب المجتمعات الإنسانية دون تحديد للهوية، فقد شغلت اهتمام التربويين والسياسيين وغيرهم، وانطلق الجميع يبحث عن تفسير لهذه الظاهرة، من خلال دراسة المفهوم النفسي أو البيئي أو الاجتماعي أو السياسي أو القانوني، الذي يدفع الأطفال والشباب إلي مرحلة الممارسة والاستمتاع للعنف والعدوان من خلال العابهم وأنشطتهم حتى الالكترونية منها.
وهذا يثير العديد من التساؤلات هل العنف والعدوان نتيجة طبيعية للمرحلة العمرية والخمول وعدم ممارسة الرياضة والعزلة ؟ أم نتيجة المشاهدات العدوانية في الاعلام ووسائل التواصل الاجتماعي؟ أم هو بسبب ضغوط الحياة الاجتماعية والنفسية والاقتصادية أو الإخفاق الدراسي، أو ضعف العلاقات الأسرية ؟ أم عدم إدراكهم مفهوم الخير والشر؟
إن مكافحة التطرف والعدوان والوقاية تتطلب تضافر جهود كافة المؤسسات التربوية والعمل على معالجة الأسباب والدوافع التي ينتج عنها ظاهرة "العدوان والعنف". والرياضة -كنشاط حركي اجتماعي يجمع بين مختلف فئات المجتمع يلعب دورًا في التصدي والوقاية نحو الميل للعنف، من خلال ثقافة ممارسة الرياضة انطلاقا من البيت إلي المدرسة والنادي كما فعلت كل من اليابان والصين بتحويل الشباب إلي طاقة إيجابية ، وكذلك في مدينة شيكاغو الأميركية، والبرازيل والأرجنتين بتشجيع ممارسة الألعاب الجماعية ككرة القدم والسلة وغيرها التي تسهم من نسبة الاطمئنان النفسي للأطفال مما يجعل الميل للعنف في حدوده الدنيا. وانطلاقا من أهمية ممارسة الرياضة التي تسهم في تعزيز التسامح والمساواة بل هو لقاح قوي ضد أي نوع من أمراض العنف لأن كل انسان تكمن فيه الطاقة السلبية التي يمكن تسميتها بالطاقة المظلمة ، وان ممارسة الرياضة التي تجعل الفرد يستمتع ويتعب في الوقت نفسه، فالألعاب الجماعية والفنون القتالية تجعل الميول للعنف في حدوده الدنيا. لذا من الضرورة بمكان نشر ثقافة ممارسة الرياضة بأنواعها الجماعية والفردية من خلال تشجيع الأسرة والمدرسة والجامعة حتى يضمن أكبر مشاركة في تلك الأنشطة وتوليد الطاقة الإيجابية التي تساعد الأطفال والشباب على إيجابية التفكير وعدم التطرف وتقبل الطرف الآخر والعمل على التقارب بين أبناء المجتمعات الإنسانية على اختلافاتهم الأيدولوجية والدينية والعِرقية والثقافية.


الأطفال الشباب ممارسة الرياضة العنف العدوان


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع