مدونة مولاي مصطفى المقدم


فضائل الأعمال في العشر الأوائل من ذي الحجة

أ.د. مولاي مصطفى المقدم | Research Doctor: moulay mustapha el mouqadim


03/07/2022 القراءات: 1194  


فضائل الأعمال في العشر الأوائل من ذي الحجة
من أعظم الأيام عند الله العشر الأوائل من شهر الله ذي الحجة الحرام؛ لما لها من فضل وبركة على أهل الإسلام، كما أن للعمل الصالح فيها مزية على العمل الصالح في غيرها من الأيام،
وأبرز ما ينبغي الحرص عليه من هذه الأعمال الصالحة في هذه الأيام الصلاة والصيام والذبح والصدقة... فينبغي استغلال هذا الموسم بالإكثار من هذه الأعمال الفاضلة قدر المستطاع.
أولا- فضائل العشر الأوائل من ذي الحجة
إن هذه الأيام خير أيام العام، فقد أقسم الله سبحانه وتعالى بها في سورة الفجر بقوله: {وَالْفَجْرِ ١ وَلَيَالٍ عَشْرٖ ٢} [سورة الفجر:1-2].
فالليالي العشر هي ليالي العشر الأوائل من ذي الحجة، وقد سماها الله بالأيام المعلومات في كتابه الكريم لما قال: ﴿ويَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أيّامٍ مَعْلُوماتٍ عَلى ما رَزَقَهُمْ مِن بَهِيمَةِ الأنْعامِ﴾ [الحج:٢٨].
وإن من فضل هذه الأيام أن فيها يوما هو خير يوم في العام وهو يوم عرفة، الذي قال فيه رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أَفْضَلُ الدُّعَاءِ دُعَاءُ يَوْمِ عَرَفَةَ، وَأَفْضَلُ مَا قُلْتُ أَنَا وَالنَّبِيُّونَ مِنْ قَبْلِي: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ. أخرجه مالك في "الموطأ" (1 / 300) برقم: (726 / 239) كما أن فيها يوم النحر الذي عظمه رَسُول اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لما خَطَبَ النَّاسَ يَوْمَ النَّحْرِ فَقَالَ: "يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَيُّ يَوْمٍ هَذَا ، قَالُوا: يَوْمٌ حَرَامٌ ، قَالَ: فَأَيُّ بَلَدٍ هَذَا ، قَالُوا: بَلَدٌ حَرَامٌ ، قَالَ: فَأَيُّ شَهْرٍ هَذَا ، قَالُوا: شَهْرٌ حَرَامٌ ، قَالَ: فَإِنَّ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ وَأَعْرَاضَكُمْ عَلَيْكُمْ حَرَامٌ ، كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا ، فِي بَلَدِكُمْ هَذَا ، فِي شَهْرِكُمْ هَذَا ، فَأَعَادَهَا مِرَارًا..." أخرجه البخاري في "صحيحه" (2 / 176) برقم: (1739).
ومما يدل فضل هذه الأيام أن سعيد بن جبير كَانَ إِذَا دَخَلَ أَيَّامُ الْعَشْرِ اجْتَهَدَ اجْتِهَادًا شَدِيدًا حَتَّى مَا يَكَادُ يَقْدِرُ عَلَيْهِ. أخرجه الدارمي في "مسنده" (2 / 1113) برقم: (1815).
ثانيا- فضائل الأعمال في العشر الأوائل من ذي الحجة:
إنّ عبادة الله تعالى والتقرّب إليه بمختلف الطّاعات مطلوبة مِن كل مسلم في كلّ وقتٍ ومكان، إلاّ أنّها تتأكد في أفضل الأوقات والأمكنة، ومنها هذه الأيّام العشرة مِن شهر ذي الحجّة.
1- صيام يوم عرفة:
وهو من الأعمال الصالحة حيث قال فيه النَّبِيِّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - : " صَوْمُ عَرَفَةَ يُكَفِّرُ السَّنَةَ الْمَاضِيَةَ وَالسُّنَّةَ الْمُقْبِلَةَ " صحيح ابن خزيمة - كتاب الصوم - جماع أبواب صوم التطوع - باب فضل صوم يوم عرفة وتكفير الذنوب بلفظ خبر مجمل غير مفسر.
2- صلاة العيد:
في العيد يظهر فضل الله تعالى على عباده المؤمنين بما شرع لهم من أسباب الترويح عن النفس والأهل، كما أن من فضله عليهم تلك الآداب الواردة في كيفية الذهاب إلى المصلى والرجوع منه، حيث يشرع للمسلم الذهاب من طريق والرجوع من آخر ليلقى أكثر إخوانه ويسلم عليهم ويدعو لهم، وكذلك الخروج إلى المصلى؛ لأداء صلاة العيد مع المسلمين؛ إظهارا لشعائر الإسلام واقتداء بالرسول الأكرم؛ استدرارا لفضل الله على عباده المؤمنين بإعزاز دينه وأهله، وإغاظة اليهود والنصارى وسائر الكافرين.
3- ذبح الأضحية:
وقد وردت أحاديث كثيرة تدل على فضل ذبح الأضحية وكذا الهدي، وهي سنة مؤكدة، وذبحها أفضل من الصدقة بثمنها؛ لأن النبي - ﷺ - وخلفاءه واظبواعليها وعدلوا عن الصدقة بثمنها؛ لأنها أحب الأعمال إلى الله يوم النحر، وأنها تأتي يوم القيامة على الصفة التي ذبحت عليها، ويقع دمها بمكان من القبول قبل أن يقع على الأرض. فعَنْ عَائِشَةَ - رَضِيَ اللهُ عَنْهَا - قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - : "مَا تُقُرِّبَ إِلَى اللهِ - تَعَالَى - يَوْمَ النَّحْرِ بِشَيْءٍ هُوَ أَحَبُّ إِلَى اللهِ – تَعَالَى- مِنْ إِهْرَاقِ الدَّمِ، وَإِنَّهَا لَتَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِقُرُونِهَا وَأَشْعَارِهَا وَأَظْلَافِهَا، وَإِنَّ الدَّمَ لَيَقَعُ مِنَ اللهِ - تَعَالَى- بِمَكَانٍ قَبْلَ أَنْ يَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ، فَطِيبُوا بِهَا نَفْسًا" أخرجه الحاكم في "مستدركه" (4 / 221) برقم: (7618). وهي سنة إبراهيم الخليل؛ لقوله تعالى: {وَفَدَيْنَٰهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٖۖ ١٠٧} [سورة الصافات:107].


فضائل الأعمال في العشر الأوائل من ذي الحجة


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع