مدونة يحيى محمود سالم التلولي


حوارات هادئة/ لماذا مكث نوح في دعوته هذه المدة؟

د. يحيى محمود سالم التلولي | Dr. Yahya Mahmmoud Salem Tlouli


13/08/2022 القراءات: 532  


حوارات هادئة
لماذا مكث نوح في دعوته هذه المدة؟
بقلم/ د. يحيى محمود التّلولي
في هذه المرة عرّج صاحبنا على قصة نوح –عليه السّلام-؛ ليكون مدار سؤاله، فقال: لماذا مكث نوح –عليه السّلام- في دعوته هذه المدة الطّويلة من التّعب والمشقة، وما لاقاه من معاناة؟ أليس بالإمكان أن تكون تلك المدة أقل من ذلك بكثير؛ فيرتاح من هذا الجهد الكبير، وهذه المعاناة كغيره من الأنبياء؟
فقلت: أولا: لقد قررنا في كثير من مناقشاتنا أن ما يدور ويجري في هذا الكون إنما يحدث بعلم الله –عزّ وجلّ- وإرادته، وحكمته، وليس هناك شيء خارج عن ذلك.
ثانيا: لو علم الله –عزّ وجلّ- أنه لن يؤمن من قوم نوح –عليه السّلام- أحد بعد عشرين سنة من بداية دعوته مثلا، لما مكث ما مكث، ولانتهى الأمر بعد هذه المدة.
ثالثا: لو علم الله –عزّ وجلّ- أنه سيخرج من صلب أحد الرّجال من قومه من يقول لا إله إلا الله ولو بعد ألفين سنة؛ لمكث حتى يلد هذا الشّخص، ويؤمن بدعوته، ولما أصابهم ما أصابهم من عذاب الاجتثاث، وغرقهم جميعا إلا بعد إيمان ذلك الشّخص.
رابعا: لقد علم الله –عزّ وجلّ- أن شخصا ما سيؤمن بعد مدة طويله، ولنفترض بعد 900 سنة؛ لذلك أخر نوح –عليه السّلام-، وأمهله هذه المدة؛ رحمة بذلك الشّخص، وليتمكن الشّخص نفسه من الإيمان بدعوة نوح –عليه السّلام-. ولذلك نادى –عزّ وجلّ- نوح –عليه السّلام- بقوله: {وَأُوحِيَ إِلَى نُوحٍ أَنَّهُ لَنْ يُؤْمِنَ مِنْ قَوْمِكَ إِلَّا مَنْ قَدْ آمَنَ فَلَا تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ} [هود : 36]


نوح-دعوته- عذاب


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع