مدونة د.اعتزاز عبدالرحمن مصطفي محمداني


دور الذكاء الاصطناعي في تأهيل المتاحف والمباني الأثرية

اعتزاز عبدالرحمن مصطفي محمداني | Dr. Eatezaz Abdelrahman Mohammedani


21/05/2024 القراءات: 658  


تعد المتاحف والمباني الأثرية من أهم المواقع التاريخية والثقافية التي تحتاج إلى تأهيل وصيانة مستمرة للحفاظ على قيمتها وجمالياتها. وفي هذا السياق، يلعب الذكاء الاصطناعي دورًا حيويًا في تحقيق هذا الهدف حيث تبرز أهمية تأهيل المتاحف والمباني الأثرية في الحفاظ على التراث الثقافي وتوثيق الذاكرة الجماعية. إن المحافظة على هذه المباني وتأهيلها بشكل صحيح يسهم في محافظة الدولة على جزء من تاريخها وثقافتها. بمناسبة اليوم العالمي للمتاحف، يسرني أن أقدم لك مقالًا علميًا حول دور الذكاء الاصطناعي في تأهيل المتاحف والمباني الأثرية والذي أصبح أمرًا بالغ الأهمية، خاصة في ظل التحديات التي تواجهها المناطق المتأثرة بالنزاعات والحروب.
يتميز الذكاء الاصطناعي بقدرته على معالجة كميات ضخمة من البيانات وتحليلها بشكل سريع وفعال. وباستخدام تقنيات التعلم العميق والتعلم الآلي، يمكن للذكاء الاصطناعي تحليل الصور والمعلومات المتعلقة بالمتاحف والمباني الأثرية، وتقديم تقييم دقيق لحالتها واحتياجاتها على سبيل المثال، يمكن للذكاء الاصطناعي تحليل الصور الفوتوغرافية للمباني الأثرية وتحديد المناطق التي تحتاج إلى إصلاح أو ترميم. كما يمكنه أيضًا تحديد العناصر المفقودة وتوفير توصيات لاستعادة هذه العناصر بشكل دقيق ومتناسب. بالإضافة إلى ذلك، يمكن للذكاء الاصطناعي تحسين تجربة الزوار في المتاحف من خلال تقديم معلومات إضافية وتفصيلية عن القطع الأثرية والتاريخ الذي تعود إليه. يمكن للذكاء الاصطناعي توفير نصوص صوتية أو ترجمة لوحات العرض بلغات مختلفة، مما يسهم في تعزيز الوعي الثقافي والتفاعل بين الزوار والتحف الفنية.
.و بفضل التطورات التكنولوجية التي توفرها تقنيات الذكاء الاصطناعي، يمكن تعزيز تجربة الزوار وجعلها أكثر تفاعلية وتعليمية ومن هذه التقنيات:
1. التفتيش المرئي ومراقبة الصحة الهيكلية:
تستخدم الخوارزميات الذكية للكشف عن التلف أو الأضرار في المواد الثقافية من خلال تحليل الأنماط والألوان والملمس في المسح العالي الدقة أو الصور للكائنات المتضررة1. يمكن لهذه التقنيات أن تكون مفيدة في تحديد الأماكن التي تحتاج إلى تدخل عاجل وإصلاح.
2. النمذجة الرقمية:
يمكن للذكاء الاصطناعي أن يساهم في إعادة بناء الأعمال الفنية المفقودة أو المتضررة من خلال تحليل البيانات والتوصل إلى نماذج رقمية2. يمكن استخدام هذه النماذج لتوثيق المباني والمعالم الأثرية وتحديد الأماكن التي تحتاج إلى ترميم.
وبالرغم من أن الذكاء الاصطناعي مفيدًا في البحث الأثري والتاريخي، مما يساعد في تعميق المعرفة وتحديد المواقع الا ان هناك بعض التحديات التي لا بد من مراعاتها عند استخدامه في ترميم واعادة تاهيل المباني الاثرية ومنها
1- البنية التحتية والموارد البشرية: يتطلب استخدام الذكاء الاصطناعي استثمارًا في البنية التحتية والمعدات والموارد البشرية المؤهلة.
2- البيانات وحقوق النشر: يجب حل قضايا حقوق النشر قبل استخدام البيانات، ويجب أن يتعلم المحترفون في مجال التراث كيفية التنقل في هذا المجال المعقد.
.بالتالي، يمكن القول إن الذكاء الاصطناعي يلعب دورًا حاسمًا في تأهيل المتاحف والمباني الأثرية. فهو يساهم في الحفاظ على التراث الثقافي وتعزيز الوعي الثقافي للجمهور


الذكاء الاصطناعي، الترميم الرقمي، التحليل البياناتي، الحفاظ على الآثار، التفاعلية.


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع