مدونة د.حذيفة عبود مهدي السامرائي


الحضارة .. أسسها ومظاهرها

أ.د.حذيفة عبود مهدي السامرائي | huthaifa al-samarrai


19/03/2020 القراءات: 8985  


الحضارة: هي تلك التغييرات التي تحدث داخل المجتمع، والتي تؤدي إلى تطوره وازدهاره، إذ يُتَعرف على هذه الحضارات عبر الإنجازات التي قدمتها للبشرية وتاريخ الأمم المختلفة، إذ أطلق بعض الفلاسفة مصطلح الحضارة على الحياة المادية من عمران وتخطيط وتواجد للمرافق المهمة، وتوفير للاحتياجات الكمالية والترفيهية، ورأى البعض الآخر أن الحضارة تطلق على الجوانب: الفكرية ، والثقافية ، والأخلاقية ومدى تقدمها وتطورها. والحضارة هي: الرقي العلمي، والفني، والأدبي، والاجتماعي، والاقتصادي في الحضر.. وبعبارة أخرى أكثر شمولاً، هي: الحصيلة الشاملة للمدنية، والثقافية، والفكر، ومجموع الحياة، في أنماطها المادية والمعنوية. أسس قيام الحضارة ونظريات تطورها : توجد عدة أساسيات لقيام الحضارة ونذكر منها: • السكان: أهم أسس ودوافع قيام الحضارات من خلال تعاون الأفراد والعمل المشترك لبناء وتطوير مجتمعهم. • الأرض: هي المساحة الجغرافية التي تقوم عليها الحضارة، والتي يعيش عليها الأفراد، ومجموعة العوامل والمؤثرات التي تساهم في إعطاء كل حضارة مظهرها الخاص. • المجتمع: هو تلك العلاقات الإنسانية والمادية المترابطة التي تبنى من خلالها حضارات قوية ومتكاملة. اهتم العلماء بدراسة الحضارات وتطورها فوضعوا العديد من النظريات التي تساعد في فهم أوضح حول طبيعة تكوين الحضارات ومراحل تطورها، ونذكر أهم تلك النظريات وهي نظرية ابن خلدون يرى ابن خلدون أن الحضارة تبدأ بدوية ثم تنتقل وتستقر في مكان آخر، وتبدأ بإحداث التغييرات من مظاهر البناء والعلاقات الاجتماعية والبيئية وصولًا للحضارة. مظاهر الازدهار الحضاري شهدت الأمم والحضارات على مر التاريخ ازدهارًا واسعًا شمل مساحات شاسعة من الأرض، والذي طال عدة مجالات مختلفة مهمة، إذ كان لكل حضارة دور مؤثر في تطور التاريخ الإنساني، كما تمتعت تلك الحضارات بالإصرار والمثابرة على تحقيق الإستقرار والقوة لمجتمعاتها، ومن المهم ذكره أن جميع المجالات الحياتية مترابطة ومتكاملة ويؤثر كل منها بالأخرى، ومن هنا سنتحدث عن أهم هذه المجالات وتطورها ومدى تأثيرها إلى يومنا هذا: • المجال الاقتصادي: يعد الاقتصاد من أهم المؤثرات في ازدهار الحضارات على امتداد العصور الإنسانية، وهو إحدى أهم ركائز تقدم وصمود الأمم. • النظام السياسي: إن النظام السياسي هو أهم عامل لتحقيق الأمان في أي بقعة على الأرض، فكلما كان النظام السياسي نظامًا يتصف بالديمقراطية والاهتمام برأي الشعب، ساد الهدوء في تلك الدولة وقلت المنازعات والاضطرابات. • الجانب الديني: إن الدين من أهم المعتقدات التي تساعد في تكوين الثقافة، ويظهر دور الديانات في تطوير وازدهار الأمم عندما تستطيع أن تؤثر إيجابيًا على أخلاق الأفراد ونشر الرحمة بينهم والألفة والاطمئنان، فتصبح المجتمعات أكثر ترابطًا وانسجامًا. • العلوم والثقافة: ليس خافيًا على أحد مدى تأثير التطور العلمي والثقافي في ازدهار الحضارات، وأهمية العمل بجد للمحافظة على أعلى مستويات التقدم في هذا المجال، وإذا عدنا إلى الأمم التي اندثرت وانتهت فهي تلك التي اعتمدت على المشعوذين والسحر، ولم تلق أي اهتمام للعلم والعلماء. • الجانب الفني والعمراني: منذ قيام الحضارات كان الاهتمام بالعمران والبناء واستخدام الرسم من أهم مظاهر تقدم ورقي تلك الحضارات، والتي لازالت واضحة إلى يومنا هذا. • التجارة: تعد التجارة حبل الوصل بين الحضارات منذ العصور القديمة إلى عصرنا هذا، إذ أدى ذلك إلى تبادل الثقافات والصناعات المتنوعة . • المياه: ساهمت الثروة المائية في تقدم الحضارات وازدهارها، إذ ثبتت أهميتها في جذب الأفراد لبناء ركائز الحياة بالقرب منها، ولم تتوقف أهمية المياه فقط على ذلك المجال، بل تعداه ليضم نواحٍ عديدة ومهمة مثل النقل، والثروة المائية والزراعية وهي إحدى ركائز قيام الحضارات وتطورها. ومن هنا: يجب تكثيف البحوث والدراسات في الجانب الحضاري، والتنقيب عن الأسس والمرتكزات ، التي تساهم في النهوض والتقدم ، وايجاد تفسير لأسباب تراجع الأمة حضارياً حتى يمكننا من خلال هذه الدراسات استخلاص رؤى الباحثين والمفكرين والخبراء في عودة النهضة الحضارية.


حضارة ، أسس


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع