مدونة عبدالحكيم الأنيس


رسالة عامة إلى الإعلام (قصيدة)

د. عبدالحكيم الأنيس | Dr. Abdul Hakeem Alanees


07/04/2022 القراءات: 718  


عقدتْ "الرابطة المحمدية للعلماء" في المغرب ندوة ثقافية تحت عنوان: (نحو إعلام مغربي رائد)، وذلك مساء الخامس والعشرين مِن شهر رمضان سنة (1430)، (15) مِن سبتمبر (2009م)، وقد شاركتُ فيها بدعوة كريمة مِنْ أمينها العام فضيلة الأستاذ الدكتور أحمد عبادي، وألقيتُ هذه القصيدة السُّباعية (سبعة مقاطع، في كل مقطع سبعة أبيات):

إنْ كانَ لي مِنْ كِلْمةٍ أقولُ بالتزامْ
أصوغُ مِنْ أعماقِ قلبي ألطفَ الكلامْ
أقولُ والآلامُ في نفسي تلي الآلامْ
باللهِ يا إِعلامَنا باللهِ يا إِعلامْ
رفقًا بنا، رفقًا بعينٍ ساءَها الإِعتامْ
رفقًا بنا، رفقًا بسمعٍ ساءَه الإِعجامْ
رفقًا بنا، رفقًا بما تنسبُ للإسلامْ
***
إنّي أرى الدنيا تفورُ فورةَ النيرانْ
تملؤها الهمومُ والغمومُ والأحزانْ
تَفرَّقَ الأهلُ فلا زوج ولا ولدانْ
وغَرَّبَ الصحبُ هنا وشَرَّقَ الخِلانْ
وأصبحَ الإنسانُ لا يَعرفُ ما الإنسانْ
وازدحمتْ في النفس أطيافٌ من الشيطانْ
والدَّورُ للإِعلامِ أنْ يُجدِّدَ الإيمانْ
***
اشتطَّ في الغَربِ سُعارٌ يملأ الدُّروبْ
تقدَّمتْ فيه النفوسُ تقتلُ القلوبْ
وسيطرَ الكُرهُ فلا حبٌّ ولا محبوبْ
لا شيءَ إلا ما يُرى وانتهتِ الغيوبْ
وباتَ كلُّ الهمِّ أنْ تطحَنَنا الحروبْ
ودِينُنا في الجُبِّ لا يَسمعُهُ يعقوبْ
والدَّورُ للإِعلام أنْ يُغيِّرَ الأسلوبْ
***
كانتْ لنا حضارةٌ قدسيّةٌ شمّاءْ
تعملُ للناسِ ولا تنظرُ للأسماءْ
كانتْ وكنّا هكذا نعلو بلا استعلاءْ
واليومَ إذ ضعنا وضاعتْ تلكمُ الأشياءْ
وقامَ فينا صارخٌ يُلوِّث الأفياءْ
ومِعْولُ الهَدمِ يُرى في الصُّبحِ والمساءْ
فالدَّورُ للإِعلامِ أنْ يَجتثَّ ذاك الداءْ
***
الدَّورُ للإِعلامِ أنْ يُجدِّدَ البناءْ
أنْ يَبذرَ الآمالَ في الأجواءِ والأرجاءْ
أنْ يَزرعَ البسمةَ في الوجوهِ والأحشاءْ
أنْ يَهزمَ الظلامَ، أنْ يُناصِرَ الضِّياءْ
أنْ يُرْجِعَ الصحراءَ يومًا جنّة خضراءْ
أن يَجْعلَ الحُبَّ ضروريًا كما الهواء
فإنّه الآنَ هُوَ الشرابُ والغِذاءْ
***
كُنْ في الذي يُحْزنُنا دربًا إلى السرّاءْ
لقد طمى الداءُ فلا تزدْ سُمومَ الداءْ
وأنتَ فينا اليومَ سلطانٌ من الأنباءْ
يُضحِكُ إنْ شاء ويُبكي بعدَهُ إنْ شاءْ
ننتظرُ الراحةَ، قد أهلكنا الإعياءْ
وكلُّنا يأملُ أنْ تطارِدَ الشَّحناءْ
أنْ تُرْجعَ الأعداءَ ما استطعتَ أصدقاءْ
***
باللهِ يا إِعلامُ لا تنحُ إلى السِّبابْ
لا تَخدعِ الأفهامَ بالإرهابِ والكبابْ
لا تُربكِ الأنظارَ بالأوهامِ والسرابْ
خُطَّ لنا طريقةً واضحةَ الأسبابْ
واجعلْ لنا مكانةً تُسامِقُ السحابْ
وفي الختامِ لي سؤالٌ يرتجي الجوابْ:
هل أنتَ يا إِعلامُ هل تجعلُنا أحبابْ؟
***
الرباط: الثلاثاء (25) مِن شهر رمضان (1430)
= (15) مِن سبتمبر (2009).


الإعلام. الإصلاح. المسؤولية.


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع


فعلاً ما أحوجنا إلى إعلام بناء.


حقا ما أحوجنا إلى إعلام بناء يبني ولا يهدم، ويصلح ولا يفسد!