مدونة يحيى محمود سالم التلولي


حوارات هادئة/ طلب واحد والجزاء مختلف

د. يحيى محمود سالم التلولي | Dr. Yahya Mahmmoud Salem Tlouli


20/09/2022 القراءات: 704  


حوارات هادئة
طلب واحد والجزاء مختلف
بقلم/ د. يحيى محمود التّلولي
قال صاحبنا: شدني، واستوقفني مشهدين ورد المشهد الأول في قوله تعالى: {وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ} [البقرة : 55] وورد المشهد الثاني في قوله –عزّ وجلّ-: {وَلَمَّا جَاءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَنْ تَرَانِي وَلَكِنِ انْظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَى صَعِقًا فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ} [الأعراف : 143] ، فقلت: وما ذاك؟ فقال: حين طلب بنو إسرائيل رؤية الله –عزّ وجلّ- جهرة أنكر عليهم ذلك، فأخذتهم الصّاعقة، وعندما طلب موسى –عليه السّلام- رؤية ربه، لم ينكر عليه ربه طلبه، ولم تأخذه الصاعقة، ألا ترى أن الطّلب واحد والجزاء مختلف؟ فلِمَ حدث ذلك؟
فقلت: كلامك صحيح، ولكن شتان ما بين المشهدين، فبخصوص طلب بني إسرائيل ففيه محظورات عديدة، منها:
أولا: تضمن طلبهم قلة أدب مع الله –عزّ وجلّ-.
ثانيا: طلبهم طلب جحود، وتكذيب لنبي الله موسى –عليه السّلام-.
ثالثا: طلبهم تضمن شرطا للإيمان بموسى -عليه السّلام-، وهذا الشّرط قد لا ينعقد الإيمان به.
أما طلب موسى –عليه السّلام- فله دلالات، منها:
أولا: لم يتضمن المحظورات السّالفة الذّكر.
ثانيا: طلب موسى –عليه السّلام- طلب اشتياق لرؤية الله –عزّ وجلّ-.


حوارات- طلب- جزاء


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع