مدونة د. ميثاق صادق محمود هزاع المليكي


أنصار الشيطان قراءة تحليلية

د.ميثاق صادق المليكي | Dr.Methaq sadeq Almuliki


14/07/2022 القراءات: 2438  


اليوم بدأ الكثير من الشباب، وبعض المثقفين بالغثائية الشيطانية بمحاولة تلميع أنفسهم، ومحاولة الظهور بشكل يائس على مواقع التواصل، فمنهم من يسب العلماء، وهناك من يستهزئ بالأحاديث النبوية، والبعض يقول أخطأ المفسرون بتفسير كذا وكذا، ويستدلون بأدلة مغلوطة وكل دليل يأتى به من وادي غير ذي زرع.
هم يرون أنهم يخدمون الدين لكن للأسف يفهم العالم والعامي والدارس والذي لم يدرس أن كلامهم ليس خدمة للدين بل خدمة الشيطان وحزبه.
المشكلة في هذا كله أن البعض يتكلم عن الدين وينشر وهو لم يدرس دين ولا شريعة ولا يعرف ضوابط الفتوى ولا ضوابط المفسر، ولا مقاصد الشريعة، فلا يدري ماذا يقول؟
يريد يهندس الشرع على حسب هواه وفكره. فالفتوى والتحدث بالشريعة ليس سهلا. بل لها أهل ومتخصصين بها درسوا لسنوات كل له مجاله وتخصصه، فالمتخصص بالطب لديه المعرفة والدراية بالطب والمتخصص بالهندسة لديه المعرفة والدراية بالهندسة، كذلك المتخصص بالشريعة ومعرفة مقاصدها لديه الدراية والمعرفة بالشريعة ومقاصدها.
ورد في الأثر أنه كان في زمن النبي ــ صلى الله عليه وسلم ــ إذا سأل أحد الصحابة عن تفسير آية أو فتوى يمر السؤال على أربعين صحابيا وكلهم يقول: لا أعلم، اسأل فلان والأخر يقول: اسأل فلان، فتمر الفتوى على أربعين صحابيا، حتى تصل إلى النبي ــ صلى الله عليه وسلم ــ فيجيب عنها ...
فلماذا كان الصحابة يتجنبوا الإجابة عن السؤال أو الفتوى، وهم يعرفون الإجابة؛ بلا شك أنهم يتجنبون الإفتاء خوفا من الوقوع في الخطأ، وخوفا من الوقوع في الفتوى بغير علم، واحتراما لأكثرهم علما وحلما.. خوفا من أن يكونوا ممن سيجلس على مقعد من النار يوم القيامة قال النبي: صلى لله عليه سلم ينطبق عليهم (من أفتى بغير علم كان إثمه على من أفتاه، ومن أشار على أخيه بأمر يعلم أن الرشد في غيره فقد خانه) أبو داوود.
لكن اليوم بعض شبابنا للأسف يقرأ كتابا أو كُتَيباً أو يطلع على بعضٍ من المسائل الشرعية وينقلب مفتي بليلة ليس فيها ضوء، ويكون حاله مثل حال من يشتري كتاب الإنجليزي الذي يُعرض للبيع " تعلم الإنجليزي بثلاث أيام" يشتري الطالب الكتاب فتمر الثلاث الإيام وهو صفر على الشمال لو سأله إنسان لا يستطيع الرد؛ لأنه ليس عنده قاعدة علمية بالإنجليزي ولم يتعلم ولم يدرس وصدق بأنه سوف يتكلم الإنجليزي بثلاثة أيام، فكذلك المفتي بغير علم ينسخ ويلصق الفتاوى المشبوهة ويعجنها عجين بغير علم وفي الأخير لو سأله إنسان عن أبسط الأمور في الشرع يجد حاله صفر على الشمال لأنه ليس عنده قاعدة علمية ولم يتعلم ولا يدرس. كما يقول المثل الصبري "عمياء تخضب مجنونة"
تم قراءة منشوراً لأحد الشباب يقول فيه أخطأ المفسرون في تفسير "ذوي القربى في القرآن" وسرد الآيات وفسرها على حسب هواه ورغبته النفسية فقط؛ لكي يشبع رغبته انتقاما فقط من أعدائه.
فهل كلمة "ذوي القربي" من زمن النبي صلى الله عليه وسلم حتى التابعين والصحابة وزمن المفسرين يمشون فيها هذا الخطأ الذي تقوله؟ إلى أن أتيت أنت لتشرحها وتفسرها للأمة!!
أين تعلم هؤلاء؟ وأين المشايخ الذين درسوا على أيديهم؟ ومن أي الجامعات الشرعية تخرجون؟
ولو تتبع القارئ السيرة الذاتية لهذا المفسر لوجد أنه ليس دارس شريعة! وممكن لا يحسن قراءة الفاتحة، بل ولا يمكن أن يحسن الوضوء، حتى المنشور الذي نشره وجد فيه أكثر من عشرين خطأ املائي.
والقصد الصحيح الظاهر من هذه المنشورات التي يحرفون فيها الدين والتفسير هو الحصول على تعليقات أو كثرة المتابعين أو التقرب للغرب أو التقرب للذين حصلوا على شهادة نوبل للعلمنة أو للحصول على الدعم المادي مع احترامي لأصحاب النزاهة، أو قد يكون لأجل نشر الفتنة بين المسلمين أو العمل على تحريض العامة والخاصة اتجاه حزب أو جماعة لا يحبها. وآمل ممن يقرأ منشورات هؤلاء أن لا يردوا عليهم بأي إعجاب أو تعليق فهذا هو الحل الصحيح والأمثل مع هؤلاء وهم سيسكتون بلا شك فكلما كتبت تعليق حول ما يكتب يرى نفسه علامة.
فيا أخي المخدوع لا تتعب نفسك وتبيع آخرتك بالكذب والافتراء وتحريف تفسير الآيات لما يخدم الشيطان والغرب فالتقرب للشيطان والغرب أصبح بفلوس وبواسطة، وإن حصلت على المال فعلم أنك تبيع كرامتك وشرف دينك وسيكون ما تجنيه حسرة وندامة عليك، وأنت الخاسر في الأول والأخير.
للعلم هناك الكثير ممن استخدموهم بهذا الشكل استخدمهم الغرب فترة موجزة ثم رموهم في الأخير في مزبلة التأريخ لا هو باقي بدينه شريف ونزيه ولا علماني معتز بعلمانيته.
ألم تعلم أن الرسول صلى الله عليه وسلم يقول:
(من قال في القرآن بغير علم فليتبوأ مقعده من النار) رواه الترمذي ويقصد به المفسر للقرآن وهو ليس أهلا للتفسير.
وإذا كانت نيتك في التفسير الجدال والمراء، فإنهما مذمومان ومنهي عنهما شرعا على العموم، وخاصة إذا كانا في القرآن أو في الدين؛ فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :(أنا زعيم ببيت في ربض الجنة لمن ترك المراء وإن كان محقا، وببيت في وسط الجنة لمن ترك الكذب وإن كان مازحا، وببيت في أعلى الجنة لمن حسن خلقه) رواه أبو داود والترمذي.
وقال صلى الله عليه وسلم: (من جادل في خصومة بغير علم لم يزل في سخط الله حتى ينزع) صحيح الجامع.
وإن كانت نيتك هو الانتقام من حزب أو جماعة فلا يجوز شرعا أن تستخدم الدين وتعويمه وتطويعه لأجل الانتقام من أي جماعة كانت. فقد يكون من تراهم أسوأ من الشيطان من المقربين عند الله فميزان وقياس الإيمان ومعرفة ما في القلب لا يعلم به إلا الله. والحمدالله رب العالمين مع تحيات د. ميثاق المليكي



الانصار / الشيطان / التحليل


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع