مدونة الدكتور محمد محمود كالو


صاحب التصانيف في الحط من الملة (2)

الأستاذ الدكتور محمد محمود كالو | Prof. Dr. Mohamed KALOU


13/05/2022 القراءات: 535  


ويرى الصفدي أنه "كان من متكلمي المعتزلة ثم فارقهم وصار ملحداً زنديقاً".
أما الحافظ ابن حجر فقد وصفه بـ"الزنديق الشهير"؛ واستجاد حذفَ الذهبي لـ"ترجمته من هذا الكتاب"، يقصد "ميزان الاعتدال"؛ لكن الذهبي أورد ابن الراوندي في كتابه "لسان الميزان" معتذراً عن ذلك الإيراد بقوله: "وإنما أوردته لألعنه".
وقال عنه ابن كثير في (البداية والنهاية): "وهو أقلُّ وأخسّ وأذلّ من أن يُلتفت إليه وإلى جهله وكلامه وهذيانه وسفهه وتمويهه".
ولا يصف الخياط ابن الراوندي إلا بـ"الماجن السفيه".
ويذكر ابن الجوزي أن كان يسمع بـ"العظائم" عن ابن الراوندي حتى رأى "ما لم يخطر مثله على قلب أن يقوله عاقل"، ثم ذكر أنه وقف على عدد من كتبه فسمى منها نحو العشرة، ونقل أقوالاً مستبشَعة من هذه الكتب، ومن كتاب "الزمرد" لابن الراوندي نقل قوله: "نجد في كلام أكثم بن صيفي (التميمي أشهر حكام العرب في الجاهلية) أحسنَ من {إِنَّا أَعْطَيْناكَ الْكَوْثَرَ}"، وقوله عن حديث عمّار بن ياسر (ت 37هـ/658م) «تقتلك الفئة الباغية» إن "المنجِّم يقول مثل هذا".
ونقل عنه زعمه أن في القرآن تناقضاً بين قوله تعالى: {وَما تَسْقُطُ من وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُها} وقوله سبحانه: {وَما جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْها إِلَّا لِنَعْلَمَ..}، وكذلك تعليقه الاعتراضي على قوله تعالى {إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطانِ كانَ ضَعِيفاً}، بقوله "أي ضعف له وقد أخرج آدم وأزلّ خلقاً؟".
وقد ذكر ابن خلّكان أن لابن الراوندي نحواً من 114 كتاباً.
أما صاحب "الفهرست" فقد قسم كتبه إلى مرحلتين: "مرحلة الصلاح"، ومرحلة "الكتب الملعونة"؛ وأدرج في كل مرحلة أسماء طائفة من كتبه.
وما فتئت الردود تتوارد على كتب "جهالات وحماقات" ابن الراوندي، وقد رد الجبائي على أغلب "كتبه الملعونة"، وكذلك أبو الخياط في "الانتصار".
كما رد عليه ابن عقيل الحنبلي (ت 513هـ/1124م) وابن الجوزي وابن تيمية في مختلف كتبهم.
وصنف ابن حزم الظاهري الأندلسي (456هـ/1065م) كتاباً بعنوان: "الترشيد في الرد على كتاب الفريد" لابن الراوندي في اعتراضه على النبوات.
ويذكر الذهبي -في "سيَرأعلام النبلاء" بأن ابن عبدون الفهري الأندلسي (ت 529هـ/1135م) نظم "قصيدةً من أحد عشر ألف بيت في الرد على المرتد البغدادي، يقصد ابن الراوندي.
وقد سخر المعري (ت 449هـ/1058م) من كتب ابن الراوندي الملعونة؛ فيقول عن كتابه "الفريد" إنه "أفرده من كلّ خليل، وألبسه في الأبد بُرْدَ الذّليل"، ويقول المعري عن كتاب "الدامغ": "ما إخاله دمغ إلاّ من ألّفه، وبسوء الخلافة خلفه... وقد دلّ ممن وضعه على ضعف دماغ".
وعلق الأديب مصطفى صادق الرافعي (ت 1356هـ/1937م) بتعليق طريف على تناول المعري لابن الراوندي؛ فقال -في كتابه "تاريخ آداب العرب" إنه "وفّى الرجلَ حسابَه عليها، وبصق على كتبه مقدار دلو من السجع! وناهيك من سجع المعري الذي يلعن باللفظ قبل أن يلعن بالمعنى".
وأغلب المراجع تتفق على أن ابن الراوندي توفي مختفياً عند ابن لاوي اليهودي سنة 298هـ/912م.


ابن الراوندي، الكتب الملعونة، الملحد، الطريد، المنسلخ


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع