مدونة بكاري مختار


نظرية انتشار الابتكار Diffusion of Innovation Theory - الجزء الثاني-

د/ بكاري مختار | Dr. BEKKARI mokhtar


17/11/2022 القراءات: 1865  


نظرية انتشار الابتكارات ايفرت روجرز
ولقد عرف ايفرت روجرز الانتشار على أنه تلك العملية التي يتم فيها توصيل الابتكار بين عدد من الأشخاص عبر قنوات الاتصال المختلفة في فترة زمنية معينة (VanDykGibson, 2016, 18). كما أكد ايفرت روجرز على أنه يمكن وصف مصطلح الانتشار على أنه شكل من أشكال التبادل الاجتماعي لعملية التواصل والتي تتم عبر قنوات معينة بين أعضاء النظام الاجتماعي، وتشتمل قنوات الانتشار على أربعة عناصر أساسية يمكن استعراضها كما يلي:

(1) الابتكار.

(2) الفرد أو الوحدة التي لديها معرفة أو خبرة باستخدام الابتكار.

(3) فرد أو وحدة ليس لديهم معرفة أو خبرة في التعامل مع الابتكار.

(4) قناة اتصال تربط بين الوحدتين. وتجدر الإشارة هنا إلى أمر على قدر كبير من الأهمية ألا وهو أن مثل هذا التبادل في الأفكار لا يشترط أن يتم التخطيط له بصورة مسبقة، كما أكد على أن الهيكل العام للنظام الاجتماعي من الممكن أن يسهل أو يعرقل من انتشار المبتكرات (Thayer, 2013, 8).

كما أكد ايفرت روجرز على مصطلح المتبنون الأوائل للتكنولوجيا Early Adopters of Technology حيث أوضح أن المتبنون الأوائل هم قادة الممارسات والسلوكيات الابتكارية في عملية الانتشار، والذين يمكن تقسيمهم إلى خمس فئات أساسية على النحو التالي:

المبتكرون innovators الذين يطلقون الأفكار الجديدة بداخل النظام.
فئة الأوائل early adopters والمؤثرون بشكل كبير على تبني عملية الابتكار على المستوى المحلي.
الأغلبية السباقة early majority والذين لديهم رغبة متعمدة في تبني الابتكار.
الأغلبية المتأخرة late majority والتي تشمل الأشخاص الذين يتعرضون في النهاية لضغوط من قوى خارجية تجبرهم على تبني الابتكار.
فئة المتقاعسين laggards وهي أخر فئة تتبني عملية التغيير (Thayer, 2013, 9).
ويمكن القول بأنه وفقًا نظرية انتشار الابتكار فإنه يمكن القول بأن النظام الاجتماعي أما أن يكون مسئولًا عن تسهيل أو إعاقة انتشار الابتكار (Petrie-Waymyers, 2018, 107). وينبغي التأكيد على أن الإطار النظري الخاص بتلك النظرية قد تمت دراسته على مستوى تخصصات مختلفة متضمنة في ذلك الزراعة، وإدارة الأعمال، والصحة، وعلم الاجتماع، والأنثروبولوجيا، والتعليم من أجل وصف الكيفية التي يتم من خلالها إجراء عمليات التغيير بداخل النظام، أو المؤسسة، أو المجتمع بأكمله، وكذلك وصف المعدل الخاص بالتغيير، والدافع وراء هذا التغيير (Thayer, 2013, 8).

توظيف النظرية في المجال التعليمي:
تركز نظرية انتشار الابتكار في المجال التربوي على دراسة الكيفية التي يمكن من خلالها مشاركة المعرفة لكي يسهل فهمها، واستخدامها، وتقدير القيمة الخاصة بها (Nutley, Davies & Walter, 2002, 15). ويمكن القول بأن النظام التعليمي يتعامل مع انتشار الابتكار على أنه نظام اجتماعي. وهنا نجد أن ايفرت روجرز قد ميز بين نوعين من الأنظمة وهما الأنظمة المركزية والأنظمة اللامركزية centralized and decentralized systems، حيثما أكد على أن نظام الانتشار المركزي هو نظام يؤكد على الاحتياجات المرتبطة بتطبيق الابتكار أو التكنولوجيا، أما عن النظام اللامركزي فهو يعكس اتجاهًا قائمًا على المشكلة problem-centered approach ناتج عن المعتقدات الخاصة بمتطلبات تطبيق الابتكار لمساعدة التكنولوجيا على الإيفاء بالاحتياجات أو المتطلبات الخاصة بالبيئات التعليمية. وهنا يمكن القول بأن تبني النظام اللامركزي يرتبط بدرجات عالية من التكيف مع الابتكار من أجل إشباع الاحتياجات (VanDykGibson, 2016, 21). ويمكن القول بأن هناك خمس مراحل أساسية لتطبيق نظرية انتشار الابتكار في المؤسسات التربوية، ويمكن استعراض تلك المراحل كما أوردها (VanDykGibson, 2016, 22-32) على النحو التالي:


الابتكار


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع