مدونة د حازم الشيخ الراوي


الخطاب الإلهي المباشر للمؤمنين الحلقة الثانية عشر (الصدق)

د حازم الشيخ الراوي | D.HAZIM AL SHEIKH ALRAWI


22/04/2022 القراءات: 639  



ورد الصدق في الخطاب الالهي المباشر بالآية 119 من سورة التوبة بقوله تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ) . وفي هذه الآية الكريمة أمر من الله سبحانه بتبني الصدق الذي يثاب المؤمن عليه. وقد وصَف الله عباده المؤمنين بصفات عديدة، وخصالٍ حميدة، لعل مِن أعظمِها: صفة الصدق فقال سبحانه في الآية 23 من سورة الأحزاب ﴿مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ)
والصدق عكس الكذب الذي هو من الاوصاف الممقوتة في شريعة الاسلام. وفي ذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: عَلَيْكُمْ بِالصِّدْقِ فَإِنَّ الصِّدْقَ يَهْدِي إِلَى الْبِرِّ وَإِنَّ الْبِرَّ يَهْدِي إِلَى الْجَنَّةِ وَمَا يَزَالُ الرَّجُلُ يَصْدُقُ وَيَتَحَرَّى الصِّدْقَ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ صِدِّيقًا وَإِيَّاكُمْ وَالْكَذِبَ فَإِنَّ الْكَذِبَ يَهْدِي إِلَى الْفُجُورِ وَإِنَّ الْفُجُورَ يَهْدِي إِلَى النَّارِ وَمَا يَزَالُ الرَّجُلُ يَكْذِبُ وَيَتَحَرَّى الْكَذِبَ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ كَذَّابًا. (مسلم، ح/ 2607)
وقد وصف الله تعالى عباده المؤمنين بالصادقين في قوله تعالى في الآية 15 من سورة الحجرات ﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ﴾.
وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يُلقّب بالصادق الأمين قبل نبوته، فالصدق هو من الخصال الاساسية للمؤمنين، بل هو حبل النجاة، وهو أحد مداخل كسب ثقة الناس. وهو القيمة الاخلاقية العليا الذي تفضي الى طريق الخير والسداد والوفاء بالعهود والالتزام بالوعود، وهو الذي يحقق التماسك الاسري والاجتماعي ويبعد المؤمن عن الوقوع بالخلل أو الزلل، فالكذب فضلا عن كونه من المحرمات، فهو يؤدي الى طريق المخاطر والمهالك، بل يؤدي الى غضب الله تعالى، وخاصة عندما يتعلق الأمر بشهادة الزور التي تعتبر من الكبائر التي يعاقب الله تعالى الإنسان عليها يوم القيامة، وكذلك عدم الوفاء بالعقود، وغيرها من الأمور الخطيرة. بل أن الكذب من صفة المنافقين كما وصفه الرسول الأكرم صلى الله عليه وسلم بقوله: آية المنافق ثلاث إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف وإذا اؤتمن خان. (البخاري، ح/33). فالشخص الكذاب لا يمكن أن يكسب ثقة الناس، فلا يستأمنوه على أنفسهم، ولا على أموالهم، ولا يمكن أن يكون موضع ثقتهم.
وقبل كل شيء يجب أن يكون المؤمن صادق النية في جميع نشاطاته وأن يبتغي وجه الله بها، وأن يكون صادقا مع الله في جميع الالتزامات والواجبات والفروض التي اقرتها شريعتنا السمحة.
كما يجب أن يكون صادقا مع الأهل والأبناء والاخوة والاصدقاء والجيران، ومع المعارف والأغراب، مع الصغار والكبار، وعنداك يكون محبوبا عند الجميع ومحط ثقتهم واحترامهم واهتمامهم. وأن يكون صادقا في جميع مناحي الحياة، سواء في البيع والشراء، في التجارة والاسعار، أو في العقود والزواج والطلاق وغيرها من المعاملات.


المؤمنون .. العقيدة ..


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع