كيف يكون القائد السياسي جيدا؟
28/01/2021 القراءات: 7665
في كتابها المعنون بـ "القيادة السياسية: الموضوعات، السياقات، والانتقادات"، الصادر بالولايات المتحدة الأمريكية في عام 2018، تطرقت الكاتبة "جيسيكا كامرون" الى مسألة سمات القائد السياسي الناجح، وهذا بالنظر إلى أهمية القيادة السياسية وتاثيرها في محيطها من أتباع وجمهور عام؛ وكذلك بالنظر إلى الأدوار المختلفة التي يقوم بها القائد السياسي في أي نظام سياسي، ولعل ابرز هذه الأدوار هو دوره في اتخاذ القرار وتأثيره فيه. ترى جيسيكا كامرون أن القائد السياسي الجيد هو كل شخص مسؤول يعمل كقدوة للنزاهة؛ ولديه مهارات في التواصل الجيد تمكّنه من العمل مع مجموعة من الأشخاص الآخرين، بغض النظر عن الانتماء الحزبي أو اختلاف الرأي السياسي، لتحقيق أكبر فائدة لعامة السكان. وهو الذي يكون قادرا على مقاومة الإغراءات المختلفة في الساحة السياسية؛ ذو شخصية قوية وكاريزما وضمير حي؛ مستعد للاستماع إلى احتياجات عامة الناس وتمثيلهم بأمانة؛ وتكون لديه الشجاعة ليقول ما يجب أن يقال بدلاً من مجرد إخبار عامة الناس بما يريدون سماعه. والقائد الجيد يكون مستعدا لاتخاذ قرارات صعبة من أجل الصالح العام، وقد تكون غير شعبية أحيانا. وللقائد السياسي الفعال أسلوب قيادة يركز على الائتلاف والبناء، في حين أن القيادة غير الفعالة تنتج عن قائد محتال، يستخدم التلاعب للحصول على ما يريد. ورغم أن التفاوض وحتى الإكراه ضروريان في بعض الأحيان، فإن القائد السياسي الجيد سيحاول دائمًا استخدام أسلوب الإقناع أولاً. إن إحدى الصفات القيادية الرئيسية التي يفتقر إليها العديد من القادة السياسيين هي القدرة على تحمل المسؤولية. فالكثير من القادة السياسيين بارعون جدًا في توجيه أصابع الاتهام إلى الجميع ، والقليل منهم قادر على تحمّل المسؤولية عن أخطائهم، والاعتراف بإخفاقاتهم السياسية والاعتراف بمساهمتهم الخاصة في حدوث الأزمة. والمساءلة أمر حاسم للقيادة السياسية الفعالة، لأنه من دون ذلك، لن يكون هناك أي احترام من الأتباع. إن القائد السياسي الجيد هو الشخص الذي يكون صادقًا ومسؤولا عن أفعاله وقراراته وهو على استعداد للاعتراف عندما يرتكب خطأ. والقائد الجيد يركز جهده ووقته على خدمة الناس بدلاً من قضاء كل الوقت في انتقاد الآخرين.
القيادة السياسية، القائد السياسي، السمات الشخصية
مواضيع لنفس المؤلف
مواضيع ذات صلة