مدونة د. سعد عبد اللطيف خلف الاعظمي
صورة اخيرة للحرب الروسية الاوكرانية على ضوء العفيدة الروسية الجديدة
د.سعد عبد اللطيف خلف الاعظمي | Dr. Saad Abdulateef Khalaf AlAdhami
12/04/2022 القراءات: 2281
روسيا هي أكبر بلد في العالم من حيث المساحة، حيث تغطي نسبة 8/1 من مساحة الأرض المأهولة بالسكان في العالم بمساحة تبلغ 17,075,400 كيلومتر مربع (6,592,800 ميل مربع) تَأتِي الوِلايات المُتّحِدَة في المَركز الثّالِث من حيث المِساحة (3.79 مَليون مِيل مُربّع أو 9.83 مَليون كم²). عامل المساحة يجعل القيادة الروسية تفكر انها يجب ان نكون سيدة العالم .
وضعت روسيا منذ العام 1995 أول عقيدة عسكرية لها بعد انهيار الاتحاد السوفياتي، وكانت تشير إلى خطرين أساسيّين يلزمان الدولة الروسية التصدّي لهما، الأول هو: توسع حلف شمال الأطلسي باتجاه بعض دول أوروبا الشرقية، والدول التي كانت جزءًا من الاتحاد السوفياتي. والثاني هو: تعرّض الأقليات الروسية في جمهوريات الاتحاد السوفياتي السابق إلى الخطر.
يشير نص العقيدة العسكرية لروسيا الاتحادية إلى أن تزايد القدرة العسكرية لحلف شمال الأطلسي يعد أحد الأخطار الرئيسية التي تهدد روسيا الإتحادية، إضافة إى منح حلف شمال الأطلسي مهمات ووظائف عالمية يتم تنفيذها مع انتهاك معايير القانون الدولي وكذلك اقتراب البنية التحتية العسكرية للدول الأعضاء في حلف الأطلسي من الحدود الروسية بما في ذلك عن طريق التوسع المستمر للحلف وقبول دول جديدة فيه.
اكتسبت الإستراتيجية العسكرية الروسية زخماً تصاعدياً بوصول الرئيس بوتين للسلطة، إذ أبدى الأخير اهتماماً كبيراً بصياغة عقيدة عسكرية جديدة للتعامل مع التحديات المواجهة لروسيا الإتحادية في البيئة الإستراتيجية الدولية، وبخاصة في ما يتعلق بتصاعد حدة التوتر مع الولايات المتحدة الأمريكية والغرب بشأن العديد من القضايا، وفي مقدمتها مشروع الدرع الصاروخي الذي تتبناه الإدارة الأمريكية، وضرورة تركيز هذه العقيدة على التهديدات التي تواجه الأمن القومي الروسي، والمتمثلة في:
• محاولة إضعاف روسيا سياسياً واقتصادياً وعسكرياً لمنع عودتها لمستوى القوة والتأثير العالمي الذي كانت عليه في العهود القيصرية والسوفييتية.
• توسيع حلف شمالي الأطلسي شرقاً وإقامة القواعد العسكرية الأجنبية على الحدود الروسية.
• إزدياد الصراعات القومية والدينية وسباقات التسلح في المجال الحيوي الروسي .
لذلك شددت العقيدة العسكرية الجديدة التي أعلنتها القيادة الروسية في 24 كانون الثاني / يناير 2000، على أن من المهمات الإستراتيجية الأساسية لضمان أمن روسيا الإتحادية تأكيد إقامة تعاون عسكري فعال مع دول رابطة الدول المستقلة، وان ضمان مصالح أمن روسيا الإتحادية يستلزم وجوداً عسكرياً لروسيا في بعض المناطق ذات الأهمية الإستراتيجية في العالم .
مما تقدم يمكن إيجاز أهم أهداف الإستراتيجية العسكرية الروسية بعد الحرب الباردة، فيما يلي :
1. تقوية القدرات العسكرية الروسية.
2. الحفاظ على الأمن القومي الروسي ووحدة الأراضي الروسية.
3. تأمين الظروف المناسبة للتطور الإقتصادي للبلد.
4. مكافحة (الإرهاب).
5. توطيد أمن وسلام الجمهوريات والأقاليم المكونة للإتحاد الروسي وجواره الإقليمي.
6. حفظ هيبة روسيا الإتحادية ومكانتها الدولية.
يذكر التاريخ القريب حروباًَ خاضتها قوى كانت عظمى في وقت من الأوقات، وبسبب هذه الحروب خسرت تلك الدول مكانتها الكبرى في المشهد الدولي. يعتقد خبير أمريكي أن الأمر نفسه يتكرر اليوم في مشهد الغزو الروسي لأوكرانيا.
ويخلص نيغريا إلى القول إن غزو أوكرانيا كان خطأ فادحا في التقدير، فقد اعتقد بوتين أن الأمر سيكون مثل غزو المجر في عام 1956 أو تشيكوسلوفاكيا في عام 1968 مما جعل الاتحاد السوفيتي أقوى. بل إنها أشبه بحرب أفغانستان 1989-1979 التي تفكك بعدها الاتحاد السوفيتي وأصبحت العديد من الجمهوريات المكونة له مستقلة.
بالمنظور السياسي لا العسكري لن يكون النظام الدولي ما قبل اجتياح اوكرانيا كما هو بعده ، ولكن اعتقد ان الآمال الروسية في تحقيق تحالف اخر امام الغرب لم يتبلور بعد وخاصة ان الصين موقفها غير مندفع بخصوص روسيا وكذلك ايران وفانزويلا وباكستان والهند ، ولذلك كانت مواقف تلك الدول بالتاكيد محل دراسة امام السياسيين الروس .
عسكريا وحربيا اتسم الهجوم الروسي بعد ثلاثة ايام بالبطئ الشديد مما فسره الخبراء العسكريين بالمقاومة الشديدة من الجيش الاوكراني والمقاومة الشعبية التي فتح لها زيلينسكي السلاح ، ولكن بنظرة استراتيجية يمكن للروس ان يحسموا اوكرانيا بالقوة الفتاكة او الغاشمة التي لا تبقي ولا تذر ولكن الروس اعتمدوا على تغيير مطالبهم السياسية امام الحملة العالمية التي يقودها الغرب ضد روسيا ولذلك روسيا غيرت من اهدافها المعلنة سابقا بتغيير النظام السياسي الى التعامل مع النظام السياسي والتفاوض معه حول حيادية اوكرانيا ، زيلينسكي عبر عن ذلك بانه يبحث قصة ومطلب حياد اوكرانيا ولكن بشرطية ان يتراجع الروس عن مطالبهم باستقلال اقليم دونباس وجزر القرم ، اما الروس فقد تنازلوا ايضا لمطلب ادارة محلية موالية للروس ، اعتقد ان المفاوضات ستقف الى هذا الحد وخاصة عملية الحشد الامريكي والبريطاني لجعل اوكرانيا ساحة افغنة لاستنزاف القوة الروسية وانهاء طموحاتها كقوة عظمى تنافس النظام الامريكي الغربي والدفع بالشعب الروسي للمطالبة بتغيير القيادة السياسية لروسيا .
اذا روسيا لم تحقق اهدافها المعلنة في بداية الهجوم واعتقد ان المفاوضات ستصل الى طريق مسدود وستبقى ساحة اوكرانيا هي المعركة الحقيقية بين الناتو وروسيا والقاعدة الواسعة للناتو في غرب اوكرانيا.
توطدت العلاقات بين روسيا والمنطقتين الانفصاليتين في أوكرانيا منذ بدء الصراع في 2014، إذ أصدرت موسكو 800 ألف جواز سفر روسي لسكان دونباس منذ أن وقع الرئيس فلاديمير بوتين أمراً في أبريل: نيسان 2019 يسمح لهم بالتقدم بطلب للحصول على الجنسية الروسية بموجب إجراء مستعجل، في خطوة وصفها الرئيس الأوكراني زيلينسكي لاحقاً بأنها
روسيا اوكرانيا الصين امريكا النفط . الدولار الروبل الناتو
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع
مواضيع لنفس المؤلف
مواضيع ذات صلة