مدونة د. طه أحمد الزيدي


فتوى بشأن (سجود التلاوة في الصلاة السرية أو بوضع لا يستطيع السجود)

د. طه أحمد الزيدي | Dr. TAHA AHMED AL ZAIDI


15/05/2023 القراءات: 373  


سجود التلاوة في الصلاة السرية أو بوضع لا يستطيع السجود
س: إذا قرأ الإمام آية فيها سجدة في الصلاة السرية هل يسجد لها؟
ج: سجود التلاوة سنة عند جمهور الفقهاء، ومن تركه فلا شيء عليه، والأولى بالإمام في الصلاة السرية أن يتجنب قراءة آية فيها سجدة، فإن قرأها فيستحب تركه ويجوز له أن يؤخره الى ما بعد الصلاة لتجنب التشويش على جموع المصلين، وقد نهي النبي صلى الله عليه وسلم عن التشويش على المصلين وايذائهم بقول أو فعل، ولو كان طاعة، فقد ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم اعتكف وخطب الناس فقال: " أما إن أحدكم إذا قام في الصلاة، فإنه يناجي ربه، فليعلم أحدكم ما يناجي ربه، ولا يجهر بعضكم على بعض بالقراءة في الصلاة "، وفي رواية فلا يجهر بعضكم على بعض بالقراءة؛ فتؤذوا المؤمنين ". أخرجه مالك وأحمد
س: ماذا اقول في سجود التلاوة، وإذا لم استطع السجود ماذا أفعل ؟
ج: إذا مرّ المسلم بآية سجدة تاليا أو مستمعا يستحب له أن يسجد، سواء أكان في صلاة، أو خارجها، لفعله عليه الصلاة والسلام ولما ثبت عنه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه قال: (إِذَا قَرَأَ ابْنُ آدَمَ السَّجْدَةَ فَسَجَدَ اعْتَزَلَ الشَّيْطَانُ يَبْكِي يَقُولُ يَا وَيْلَهُ ! أُمِرَ ابْنُ آدَمَ بِالسُّجُودِ فَسَجَدَ فَلَهُ الْجَنَّةُ، وَأُمِرْتُ بِالسُّجُودِ فَأَبَيْتُ فَلِي النَّارُ) ، أخرجه مسلم.
والسجود سنة عند جمهور الفقهاء يسجد القارئ والمستمع؛ لأنه ثبت عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: «سجد رسول الله صلى الله عليه وسلم فيها – يعني سورة النجم - والمسلمون والمشركون والجن والإنس»، اخرجه الترمذي، كما ثبت عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ رضي الله عنه، قَال: َ «قَرَأْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ النَّجْمَ، فَلَمْ يَسْجُدْ فِيهَا»، اخرجه الترمذي وأبو داود، ولو كانت السجدة واجبة لم يترك النبي صلى الله عليه وسلم زيدا حتى كان يسجد، ويسجد النبي صلى الله عليه وسلم، وثبت عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه، أنه قرأ يوم الجمعة على المنبر بسورة النحل حتى إذا جاء السجدة نزل، فسجد وسجد الناس حتى إذا كانت الجمعة القابلة قرأ بها، حتى إذا جاء السجدة، قال: «يا أيها الناس إنا نمر بالسجود، فمن سجد، فقد أصاب ومن لم يسجد، فلا إثم عليه ولم يسجد عمر رضي الله عنه، وعن ابن عمر رضي الله عنهما، قال: «إن الله لم يفرض السجود إلا أن نشاء». اخرجه البخاري
وإذا لم يستطع القارئ أو المستمع السجود للتلاوة، فلا شيء عليه، ويرى بعض الفقهاء جواز التأخير اليسير لأدائه، فإن طال فلا يسن السجود، ومنهم من أجاز ان يومئ برأسه ويقرأ دعاء السجود، لقوله تعالى : (فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ) (سورة التغابن: 16)، وقوله صلى الله عليه وسلم: وإذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم، اخرجه البخاري.
وأما قراءة دعاء أو تسبيح لمن لم يستطع السجود، فلم يثبت بدليل؛ ولأن زيدا حينما لم يسجد لم يعلمه النبي صلى الله عليه وسلم دعاء يدعو به بدلاً عن السجود، وقد انكر العلماء ذلك قال ابن حجر الهيتمي رحمه الله (في فتاواه الفقهية 1/ 194): "إنَّ ذَلِكَ لَا أَصْلَ لَهُ، فَلَا يَقُومُ مَقَامَ السَّجْدَةِ، بَلْ يُكْرَهُ لَهُ ذَلِكَ إنْ قَصَدَ الْقِرَاءَةَ لأَنَّهُ لَمْ يَرِدْ فِيهِ شَيْءٌ".
ويستحب أن يقول في سجوده: ما ثبت من أدعية السجود في الصلاة، وعن عائشة رضي الله عنها، قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في سجود القرآن بالليل: «سجد وجهي للذي خلقه وشق سمعه وبصره بحوله وقوته»، أخرجه أبو داود والترمذي والنسائي ، وثبت أنه صلى الله عليه وسلم قرأ في سجوده : " اللهم اكتب لي بها عندك أجرا، وضع عني بها وزرا، واجعلها لي عندك ذخرا، وتقبلها مني كما تقبلتها من عبدك داود"، أخرجه الترمذي.


سجود تلاوة- صلاة- دعاء السجود- الصلاة السرية- طه الزيدي


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع