مدونة خديجة بوخبز


رمضان لتغيير _ عادة و عبادة !!

خديجة بوخبز | khadija boukhbza


25/03/2023 القراءات: 729  



رمضان مبارك على الجميع، فرصة جديدة لتجديد علاقتنا بالله، فرصة جديدة كي نتكون داخل أسوار هذا الشهر الكريم، و يعتبر هذا الأخير مدرسة لها قواعدها و قوانينها و مدة التعلم فيها شهر واحد فقط و يكون التعلم مجانيا.
رمضان شهر أنزل فيه القرآن، شهر تصفد فيه الشياطين،شهر الصلاح و الإيمان، شهر الصدقة و الإحسان،شهر مغفرة الرحمان و التوبة و العتق و الرفق و الفوز بهدايا الرحمان.
في رمضان بدر الكبرى يوم التقى الجمعان و رج فيه ميزان الإيمان،لحظة فاصلة في الزمن بين الحق و الباطل، و بين أهل كان بمعتيهم الله و بين أهل جمع بينهم الشيطان.
في هذا الشهر الكريم هناك من يعتبره عبادة فيتخده فرصة جديدة كي يتزود من الإيمان و يملأ حسابه بالخيرات الحسان و يقطف من زهور المحبه زهرة تضيء دروب حياته المعتمة، و هناك من يعتبره عادة،شهر يأتي ليؤدي مناسك محددة و يؤدي واجبا لا يعتبره إلا صوما عن الأكل و الشرب فيتحول عنده إلى عادة كل عام يمر دون أن يأخد من منابع هذا الشهر شيئا فكيف يتحول رمضان من عبادة الى عادة؟
و كيف يمكن أن نجعل من رمضان شهرا مختلفا و ليس كغيره من الشهور؟
انطلاقا من الآية الكريمة سوف أبين كيف نجعل رمضان يغير فينا سلوكات متعددة و يقول الله تعالى:
" إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللّهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلاَ مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُم مِّن دُونِهِ مِن وَالٍ" [الرعد:11].
قد تسألني ما علاقة الآية الكريمة برمضان فهناك آيات بينات تدل على أن رمضان عبادة ليست كغيرها و يجب الإجتهاد لتحصيل منافعه ،كالآية 184 من سورة البقرة الذي يقول فيها الله عز وجل:
﴿أَيَّامًا مَّعْدُودَ ٰتٍ ۚ ﴾ 18
أولا: كون رمضان فترة لتغيير.
"الله لا يتغير من أجلنا بل يجب علينا نحن أن نتغير من أجله عز وجل"، اقتباس رائع من شرح الشعراوي للآية 11 من سورة الرعد، فالتغيير الذي يبحث عنه الانسان يبدأ من نفسه أولا، فكيف لا يستطيع التغيير و فرصة رمضان عبارة عن دورة تكوينية لنفس بدون أجر يدفعه الإنسان
فهناك من يدفع مبالغ كثيرة لتغيير للأحسن لكن لا يجد من ذلك نتائج على نفسه و الصائم في رمضان يلتزم طوال ثلاثين يوما بالإنقطاع عن الأكل و الشراب و الشهوة طواعية بإرادته فتلاحظ أنه أيضا يتحكم في انفعالاته، فلا يرد على السب و الكلام الفاحش فتجده يقول: " اللهم إني صائم" فيكتفي بها، فكيف اذا استمر طوال شهر على نفس النهج الا يصبح السلوك عادة حتى بعد خروج رمضان، فالاستمرار في السلوك نفسه لمدة معينة يغرس الفعل في النفس و يتحول الى سلوك بديهي يومي.
فكيف لا يتغير من يصوم اليوم كاملا و يجاهد نفسه و لو كان في عمل شاق و يكمل صومه طمعا في مغفرة الله و طمعا في اكتساب بركة رمضان.
ثانيا: كون رمضان فترة مختلفة.
في رمضان تتغير مجموعة من العادات الغدائية للإنسان و مجموعة من السلوكات التي يقوم بها، و كذا تزاد قيمة العبادات التي يقوم بها الانسان، و يزازد عطش الانسان الى التعبد و الاقتراب من الله عز و جل، كيف لا و صلاة التراويح لا توجد في غير رمضان، و تكون مع مختلف الناس المجتمعين بغاية واحدة و هي أن يشحدوا حسابهم بالخيرات و ينالوا مغفرة الله و لما لا الفوز بالعتق من النار و كذا تجد الناس يتسابقون في ختم القرآن و التبرع بقفف رمضان و تلين قلوبهم فتجود أيديهم للمحتاجين فهل هناك فترة كهده الفترة تعاد في العام غير رمضان؟ .
ثالثا: رمضان جديد.
رمضان جديد اذا صاحبه تغيير في العادات التي كانت لدى الإنسان من ضياع الوقت في أشياء غير مهمة و إضافة أشياء أخرى كالإلتزام بالصلاة في المسجد و الاجتماع مع الأهل وقت الإفطار و شحد بطارية الخشوع أثناء القيام بكل عبادة و ذلك تقربا لله عز وجل من اجل تحويل كل سلوكاتنا داخل رمضان من عادة كل رمضان الى عبادة طوال أشهر السنة و البقاء على نفس السلوك الجيد و بالتالي فرمضان تغيير عميق يتجاوز القشرة الى الثمرة و بذلك فالتغيير لا يأتي بين غمضة عين و انتباهتها بل يأتي بعد صبر و عمل طويل.
و أخيرا اجعل من رمضان كأنه اخر شهر سوف تعيشه من حياته، فتفنن في العبادات و نوع من مائدة رمضان يجعلها مائدة من كل نوع جديد و من كل ما ينفع الناس و بهذا تغذي نفسك و روحك العطشى و بهذا تغسل نفسك من الكبر و أنواع المشاعر السلبية ابدأ من هذه اللحظة.


رمضان شهر أنزل فيه القرآن


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع