مدونة عبدالحكيم الأنيس


النصائح العشر لإنجاز الأعمال وتحقيق الآمال

د. عبدالحكيم الأنيس | Dr. Abdul Hakeem Alanees


07/09/2022 القراءات: 1471  


(طُلب مني محاضرة بعد تجربةٍ ناجحةٍ -بحمد الله تعالى- في "برنامج دبي للأداء الحكومي المتميز"، فقدَّمتُها، وختمتُها بهذه الوصايا)

1- لا بدَّ من العمل الدائب، والنشاط الدائم:
-قيل للأصمعي: كيف حفظتَ ونسيَ أصحابُك؟ قال: دَرَسْتُ وتركوا .
-وقال الشاعر:
سعى رجالٌ فنالوا قدر سعيهمُ ... لم يأتِ رزقٌ بلا سعيٍ ولا طلبِ
-وقال أبو العتاهية:
والفقرُ ذلٌّ عليه بابٌ ... مفتاحُه العجزُ والتواني
-وقال المتنبي:
إذا كنتَ ذا رأيٍ فكن ذا عزيمةٍ ... فإنَّ فسادّ الرأي أنْ تتردَّدا
-وقال آخر:
وعاجزُ الرأي مضياعٌ لفرصتهِ ... حتى إذا فاتَ أمرٌ عاتبَ القدَرا
-وما أحسنَ ما قال الشاعر أيضًا:
دع التكاسلَ في الخيرات تطلبُها ... فليس يَسعدُ بالخيراتِ كسلانُ
-وتذكَّرْ دائمًا ما قاله هنري فورد (صناعي): "لا يمكنك أنْ تبني سمعتَك على ما سوف تُنجِزُ".
-وما قاله أرسطو: "ما نحنُ إلا ما نفعله باستمرار".
ليس التميز إذن عمل يوم فحسب، وإنما هو عمل كل يوم.
***
2- اعملْ على إيجاد الدوافع:
وإذا احتجتَ إلى الدوافع فتذكَّرْ أولادَك:
يقول ماركوس تيليوس (رجل دولة وخطيب روماني): "ما مِن بين كل العطايا التي أسبغتها الطبيعة (بل الله الخالق العظيم جل جلاله) على الجنس البشري أحب إلى قلب الإنسان مِنْ أولاده".
إذن فإنَّ أولادك يستحقون منك أنْ تصنعَ لهم شيئًا من الذكر الحسن الجميل.
***
3- اندمجْ بموضع عملك اندماجًا كليًا:
والاندماجُ التامُّ بموضع العمل والتشبعُ بأهدافه ورسالته يكون بحيث يصلُ الموظفُ إلى التوحُّد، على حد قول الشاعر سعدي الشيرازي:
قال لي المحبوبُ لما زرتُه: ... مَنْ ببابي؟ قلتُ: بالباب أنا
قال لي: أخطأتَ تعريف الهوى ... حينما فرَّقت فيه بيننا
ومضى عامٌ فلما جئتُه ... أطرقُ البابَ عليه مَوْهنا
قال لي مَن أنتَ؟ قلتُ: انظرْ فما ... ثَمَّ إلا أنتَ بالباب هنا
قال لي: أحسنتَ تعريفَ الهوى ... وعرفتَ الحبَّ فادخلْ يا أنا
***
4- فكِّرْ دائمًا لتقديم الجديد:
-قال هاري ميلنر (كاتب): "الناسُ يحققون التقدُّم، لأنهم يجرؤون على التجديد والابتكار".
-وقال جبران خليل جبران: "ليس التقدُّم في تحسين ما هو قائمٌ، إنما هو في الانطلاق نحو ما سيكون".
وإذا جددتَّ شيئًا ستتجدد أشياء:
-قال غاندي: "كلما خطوتَ خطوة إلى الأمام، لا بد مِنْ أنْ يتغير شيء ما مِنْ حولك".
-وقال تايغر وودز (بطل رياضي): "مهما بلغتْ إنجازاتك من العظمة يبقى بإمكانك أنْ تزيدها تقدُّمًا، وهنا تكمنُ المتعةُ الكبرى".
***
5- لا تتوقفْ عند الوسائل، وانطلقْ نحو الغايات.
-يقول توماس هنري هاكسلي (عالم أحياء): "درجات السلَّم لم تكن يومًا للوقوف عليها، فالهدفُ منها حملُ إحدى القدمين ريثما ينقل الإنسانُ قدمَه الأخرى إلى أعلى".
***
6- لا تنتظرْ:
-يقول فرانكلين (رجل دولة): "أنتَ قد تؤخرُ خطواتك إلى الأمام، لكن تيقَّنْ أنَّ الوقت يسيرُ ولا يتوقفُ".
إنَّ أعظم مصيبة يُصاب بها الإنسان هي التسويف، وانتظار الفرصة المناسبة -حسب ما تسولُ له نفسه- لإنجاز أعماله، ومشروعاته.
بادرْ وأقدمْ واعملْ كلَّ يومٍ ولو شيئًا قليلًا، ولا تعوِّلْ على الأماني التي هي سراب في سراب.
قال ثعلب: حدثني الفضل بن سعيد بن سلْم قال: كان رجلٌ يطلبُ العلم فلا يقدرُ عليه، فعزم على تركه، فمرَّ بماء يَنْحَدِر مِنْ رأس جبل على صخرة قد أثَّرَ فيها، فقال: الماءُ على لطافته قد أثَّر في صخرة على كثافتها، والله لأطلبنَّ، فطلبَ فأدركَ.
وقال السيوطي هنا معلِّقًا: وإلى هذا أشار مَنْ قال:
اطلبْ ولا تضجرَ مِنْ مطلبٍ … فآفةُ ‌الطالب ‌أنْ ‌يضجرا
أما ترى الماءَ بتكراره … في الصخرة الصمّاء قد أثّرا"
فقطرة إلى قطرة أثرتْ في الصخر.
ولو انتظرَ المُنجزون ما أنجزوا شيئًا.
(لا تنتظرْ) أفضلُ كلمةٍ يمكن أنْ ترافقك دائمًا.
***
7- لا تسلمْ قيادَك للملل والضجر.
الحذر الشديد من الملل سواء في العمل، أو في التطلع إلى معالي الأمور والرتب.
يقول الأسلافُ: "الملل مِن كوذاب الأخلاق"، يعني هو شيء موهومٌ لا ينبغي الاسترسالُ معه.
وقالوا: لم يُر الأحنف بن قيس ضجرًا قط إلا مرة واحدة، فإنه أعطى خيّاطًا قميصًا يخيطه، فحبس الخيّاطُ القميص سنتين، فأخذ الأحنفُ بيد ابنه "بحر" وأتى به الخيّاط وقال له: إذا متُّ أنا فادفع القميص إلى هذا.
ويقول فرانسيس بيكون: "الثبات والجلَد هما حافظا الفكر، ودرعُ الإرادة، وقلعةُ العقل والمنطق".
***
8- اعتمدْ طريقة اليوميات:
ليكن لك دفترُ يوميات تسجلُ فيه أبرزَ أعمالك، واقتراحاتك، وخواطرك، وأفكارك، فإنَّ هذا الدفتر هو أكبر معينٍ لك حين كتابة التقرير الذي يجسِّدُ تفاصيل أعمالك وإنجازاتك. (لا تدع النسيان يلتهم الذكرى).
***
9- اكتب التقريرَ بنفسك:
أصدقُ مَن يعبِّر عنك هو أنت، لهذا يجبُ أنْ تكتب تقريرك بنفسك.
قال الشافعي:
ما حكَّ جلدَك مثلُ ظفرِكْ ... فتولَّ أنتَ جميعَ أمرِكْ
ولكن لا تنسَ أنْ تستعين بمدققٍ لغويٍّ لتنقية التقرير من الأخطاء، ولإضفاء مسحةٍ جماليةٍ عليه.
***
10- تحلَّ بالحكمة دائمًا، ولا سيما في المقابلة التي هي مِنْ أهم المقابلات في حياتك.
وتذكَّرْ قولَ روزفلت: "تسعة أعشار الحكمة هي أنْ تكون حكيمًا في الوقت المناسب".
***
وأخيرًا: يقول آرثر آش: البطولة أمرٌ يتصف بالوعي الكامل، ويخلو من الإثارة والمظاهر الفارغة، وليست البطولةُ هي الرغبة بتجاوز الآخرين مهما كان الثمن، وإنما هي الرغبة في خدمة الآخرين مهما كان الثمن.
وقال سيدُ الحكماء رسول الله صلى الله عليه وسلم: "استعنْ بالله ولا تعجز".
***


التميز. الإنجاز.


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع


ما شاء هذه من روائع الفكر الإداري.


شكرا لكم د. عماد... تسعدني كلماتك، وتشرفني متابعتك.


تصحيحات لازمة: فإن فسادَ جدَّدتَ الملل من كواذب