مدونة عبدالحكيم الأنيس


دلائل النبوة للسهيلي (بحث عن نسبته ونسخته)

د. عبدالحكيم الأنيس | Dr. Abdul Hakeem Alanees


07/03/2022 القراءات: 1247  


الإمام ‌‌السُّهَيْلِي عبدالرحمن بن عبدالله بن أحمد الخثعميّ السهيليّ إمام جليل من أئمة المسلمين، وقد عُرف بمؤلفاته الجليلة الدقيقة، -ولم يكن مكثرًا-، ومِن أشهرها "الروض الأُنف والمشرع الرِّوَى في تفسير ما اشتمل عليه حديثُ السيرة واحتوى".
ولد في مالقة سنة (508)، وتوفي في مراكش سنة (581).
وقد لفت نظري نسبةُ كتاب إليه لم يُذكر في تراجمه، وهو "دلائل النبوة":
قال الإمام أبو حيّان الأندلسي (ت: 745) في تفسيره "البحر المحيط" (2/53): "ونقل السُّهيلي في كتاب (دلائل النبوة) مِن تأليفه، حكايةً عن بعض الصحابة، أنه حَفر في مكان، فانفتحتْ طاقةٌ، فإذا شخص جالس على سرير وبين يديه مصحف يَقرأ فيه وأمامه روضة خضراء، وذلك بأُحد، وعَلِمَ أنه من الشهداء، لأنه رأى في صفحة وجهه جرحًا".
وقال السيوطي (ت: 911) في كتابه "شرح الصدور بشرح حال الموتى والقبور"، ومختصرهِ "بُشرى الكئيب بلقاء الحبيب": "ونقل السُّهيلي في "دلائل النبوة" عن بعض الصحابة رضي الله عنهم أنه حفر في مكان، فانفتحتْ طاقةٌ، فإذا بشخصٍ على سرير وبين يديه مصحف يقرأ فيه وأمامه روضة خضراء، وذلك بأُحد، وعلمَ أنه من الشهداء لأنه رأى في صفحة وجهه جرحًا. وأوردَ ذلك أيضًا أبو حيّان في "تفسيره".
وظاهر سياق السيوطي أنه ينقل من "دلائل النبوة" مباشرة، وإلا لقال: أورد ذلك أبو حيان في "تفسيره".
وقد أملى أبو حيان "تفسيره" في القاهرة في القرن الثامن، وألف السيوطي كتابيه المذكورين فيها في القرن التاسع.
وعلى هذا فإنَّ هذا الكتاب كان موجودًا في القاهرة في القرنين الثامن والتاسع.
فماذا عن هذا الكتاب، وأين هو؟
بحثتُ ولم أصل إلى شيء.
ومن ذلك بحثي في كتب السهيلي: "الروض الأنف"، و"نتائج الفكر"، و"الفرائض وشرح آيات الوصية"، وكان -رحمه الله- يحيل على كتبه، فقد ذَكر في "الروض الأنف":
"التعريف والإعلام"1 ، و"الفرائض وشرح آيات الوصية" 2، و"نتائج الفكر"3 ، و"معنى قوله صلى الله عليه وسلم: يأكل في سبعة أمعاء"4 .
ولم أر أبا حيّان ذكره في "تفسيره" في غير هذا الموضع، وكذلك السيوطي.
وقد احتمل بعضُ الإخوة أن يكون الصواب: نقل البيهقي في "دلائل النبوة"، وقد رجعتُ إلى كتاب الإمام البيهقي، ونظرتُ ما نقله عن إكرام الله لشهداء أُحد (3/303-309)، ولم أر الخبر المنقول فيه.
فمَن كان لديه شيءٌ عن هذا الكتاب فليفد به مشكورًا.
وهذا الصنفُ من المؤلفات مهمٌّ، وتزداد أهميتُه هذه الأيام.
***
1- انظر (1/485)، وغيره. أما "التعريف والإرشاد" الذي نُسب إلى السهيلي في الفهارس (8/459)، فقد ذُكر وهمًا، وهو للباقلاني، وصوابُ العنوان: "التقريب والإرشاد". انظر الروض (3/204-205).
2- انظر (4/271)، وقد جُعل في الفهرس كتابين: "الفرائض". و"شرح آيات الوصية"، والصواب أن العنوان لكتاب واحد.
3- انظر (2/367).
4- انظر (7/518). وهذا الكتاب وقد وَصفه المؤلفُ بأنه كراسة، لم يُذكر في ترجمة المؤلف في صدر كتابه "الروض" (1/82-88)، ولا في فهرس الكتب (8/458). وهل هو ضمن كتابه "الأمالي"؟ ينظر
***


دلائل النبوة. مؤلفات السهيلي


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع