مدونة د/ سامح سعيد عبد العزيز أبو شادي


تَوَادُّوا تَرَاحَمُوا: رسالة الإسلام في نشر المحبة والتآخي

د/ سامح سعيد عبد العزيز | dr/ sameh said abd el aziz shady


10/03/2025 القراءات: 8  


الحياة مليئة بالتحديات، والأيام تحمل في طياتها الأفراح والأحزان، ولا شيء يخفف وطأتها على الإنسان مثل المحبة والرحمة التي يتبادلها مع الآخرين. فقد جعل الله التراحم والتوادّ من أعظم القيم التي تدعو إليها الشريعة الإسلامية، وجعلها سببًا في رضا الله وسعادة العبد في الدنيا والآخرة.
التوادّ والتراحم.. أصل من أصول الإسلام
قال رسول الله ﷺ: "مثل المؤمنين في توادّهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى" (رواه مسلم). وهذا التشبيه البليغ يوضح أن المجتمع المسلم يقوم على أساس المودة والرحمة، بحيث يشعر كل فرد بأخيه، ويشاركه آلامه وأفراحه.
والإسلام لا يقتصر في دعوته إلى التوادّ والتراحم على نطاق الأهل والأقارب، بل يشمل كل أفراد المجتمع، بل وحتى غير المسلمين، فالله تعالى وصف نبيه ﷺ بقوله: "وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين" (الأنبياء: 107).
كيف نحقق التوادّ والتراحم في حياتنا؟
1. إفشاء السلام والتبسم في وجه الآخرين
قال النبي ﷺ: "لا تدخلون الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا، أوَلا أدلّكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم؟ أفشوا السلام بينكم" (رواه مسلم). فمجرد كلمة "السلام عليكم" تنشر المحبة بين القلوب، وتزيل الحواجز بين الناس.
2. مدّ يد العون للمحتاجين
الرحمة تتجلى في العطاء، سواء كان ذلك بالمال، أو بالمجهود، أو بالكلمة الطيبة. قال رسول الله ﷺ: "من نفّس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا، نفّس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة" (رواه مسلم).
3. الإحسان إلى الأهل والجيران
البرّ بالوالدين، والرحمة بالصغار، واحترام الكبار، وحسن التعامل مع الجيران كلها صور من التوادّ والتراحم التي تعزز الترابط الاجتماعي.
4. العفو والتسامح
من أعظم صور الرحمة أن تعفو عن من أساء إليك، وأن تترك الغلّ والحقد جانبًا، فالعفو من شيم العظماء، والله يحب المتسامحين.
5. إدخال السرور على قلوب الآخرين
بكلمة طيبة، أو مساعدة بسيطة، أو دعاء بظهر الغيب، يمكن للإنسان أن يكون سببًا في سعادة غيره. وقد قال النبي ﷺ: "أحبّ الأعمال إلى الله سرور تدخله على مسلم" (رواه الطبراني).

ثمرات التوادّ والتراحم
• تحقيق السعادة والراحة النفسية.
• نشر الأمن والاستقرار في المجتمع.
• نيل رضا الله ومحبته.
• تقوية أواصر الأخوة بين الناس.
ختامًا.. فلنتواصَل بالمودة ونتراحَم بالقلوب
إن التوادّ والتراحم ليسا مجرد كلمات تُقال، بل هما سلوك يجب أن يظهر في تعاملاتنا اليومية، في الأسرة، في العمل، وفي كل مكان. لنجعل الرحمة لغة حياتنا، ولنتعامل مع الآخرين كما نحب أن يعاملونا، فبذلك نحقق المعنى الحقيقي لقوله ﷺ: "ارحموا من في الأرض، يرحمكم من في السماء" (رواه الترمذي).
فلنتوادّ ونتراحم، لنكون بحقّ خير أمة أُخرجت للناس!


المودة- الرحمة - الإسلام - المحبة - التآخي


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع