مدونة عبدالحكيم الأنيس


بين يدي كتاب "بسط اليدين لإكرام الأبوين" (2)

د. عبدالحكيم الأنيس | Dr. Abdul Hakeem Alanees


02/03/2023 القراءات: 739  


ثمَّ ترجم الأخ عبدالله -وفَّقه الله وجزاه خيرًا- ترجمة جيِّدة للمؤلِّف، وكنتُ قد صوَّرت ترجمته من كتاب (الإعلام بمن في تاريخ الهند من الأعلام) الذي هو (نزهة الخواطر وبهجة المسامع والنَّواظر).
وعرَّف كذلك بولديه؛ عبدالوهَّاب، وصبغةِ الله. وصبغة الله هو الذي يرجع إسنادنا إليه، عن أبيه.
ثم عرَّف بالكتاب، وحبَّذا لو أضاف إلى هذا التَّعريف مصادر الكتاب.
ومن جهده المشكور تعليقه على الأحاديث وبيان درجتها.
4- مصادر الكتاب:
- الإشاعة لأشراط السَّاعة [للبرزنجي].
- التَّرغيب للأصفهانيّ.
- تفسير الجلالين.
- روضة الصُّدور. ولم يَذكرْ مؤلِّفه، وقد بحثتُ عنه فلم أقف له على ذكر، إلَّا في (كشف الظُّنون) وقد ذكره حاجي خليفة فقال: روضة الصُّدور، وسكت، ولم يضف أيَّ شيء.
- السُّنة لابن أبي عاصم.
- سنن الدَّارميّ، وقد تحرَّف في النُّسخة إلى (الدَّاراني).
- شرح السُّنة.
- شرح الصُّدور بشرح حال الموتى والقبور للسُّيوطيّ، وهذا كتاب مهمٌّ أنصح به وبقراءته بهذه المناسبة، ولا سيما طبعة دار المنهاج. (وهذا الكتاب من كتب السُّيوطي المهمِّة التي قُرئت عليه في حياته مرَّتين، بل إنَّ رجلًا واحدًا هو الذي قرأه عليه مرَّتين، هذا الذي عرفناه، وربَّما قُرئ أكثر).
- شعب الإيمان للبيهقي.
- صحيح ابن حبَّان.
- صحيح ابن خزيمة.
- القاموس المحيط.
- الكتب السِّتَّة.
- لوامع الإشراق في مكارم الأخلاق للدَّواني.
- المستدرك للحاكم.
- مسند الإمام أحمد.
- مسند البزَّار.
- معاجم الطَّبرانيّ الثَّلاثة.
- نوادر الأصول للحكيم الترمذي.
هذه هي مصادره المصرح بها، وهناك أشياء نقلها بالواسطة، فلعلَّه رجع إلى إحياء علوم الدِّين، والزَّواجر لابن حجر الهيتمي، كما يُفهم من تعليقات الأخ المحقِّق الشَّيخ عبدالله، والشَّيخ عبدالله ممَّن يرجى منه ومن أسرته أن يكون لهم جهود مباركة في خدمة العلم والدِّين على وجه دقيق يرضي أهل العلم.
5- بعض ممَّا كُتب في هذا الموضوع:
من المؤلَّفات اللَّطيفة في هذا المجال، في تراثنا الإسلامي العامر الثَّريّ السَّخيّ، كتاب بعنوان (العَقَقَة والبَرَرَة) للعلَّامة المعمَّر أبي عبيدة معمر بن المثنَّى (209) وهو كتاب مبكِّر، وقد حقَّقه الأستاذ المحقِّق عبدالسَّلام هارون، ونسأل الله أن ييسر ظهور نسخة تامَّة منه.
ومن ذلك ما كتبه أيضًا الأخ الكريم الشَّيخ الباحث الكاتب ربيع حسن كوكا الحلبيّ وعنوان كتابه (البِرُّ والبَرَرَة) وقد أحسن بتأليفه وأجاد.
ولي مقالات في ذلك لا يتَّسع الوقت لذكرها الآن، لكن سأقرأ لكم منها مقالًا واحدًا عن الأمِّ، وقد طبع في كرَّاس بعنوان (جناح اللؤلؤ) ليكون ضمن فاتحة هذا المجلس، الذي نسأل الله  أن يجعله مباركًا علينا، وأن يجعلنا من المطبِّقين لما جاء فيه، أقول... (يُنظر النص في شبكة الألوكة).
وأقتطف لكم مما كتبتُ عن الوالدين هذه الحكاية عن الأمّ، وردت في ترجمة الرَّجل الصَّالح العابد الزَّاهد أبي عليّ القومساني (ت: 387)، يقول ابنه:
أتانا رجل من كرمان، صوفيٌّ في بزَّة حسنة، يريد أن يقابل الشَّيخ أبا علي، فاستأذنت له، فقال أبي: هذا الرَّجل لا أحبُّ لقاءه، فرجعتُ وتعلَّلتُ بشدَّة مرضه، فقال: إنَّني من مسافة بعيدة فلا تحرمني لقاء الشَّيخ فتبقى حسرة، فقال لي والدي قبل أن أكلِّمه: إيَّاك أن تُدخل هذا الرَّجل عليَّ، فهبتُ أن أراجعه، ثمَّ في المرَّة الثَّالثة قال: يا بنيَّ لا تدخله عليَّ، فإنَّه عاقٌّ لوالدته، فرجعتُ وتجرأت على هذا الزَّائر وأخبرته بجليَّة الأمر، فاضطرب الرَّجل وبكى وسقط إلى الأرض، وقال لي: أنا تائب إلى الله، فدخلت على الوالد، فقال: إنَّ الرَّجل قد تاب فأدخله، فإنَّ الله يقبل المعذرة، فدخل يبكي ويعتذر، فقال له الشَّيخ الوالد: تذْكُر خروجك من عند أمِّك وهي تبكي وتمنعك مفارقتها وأنت تقول: أنا أريد زيارة المشايخ، وهي تمنعك، فخرجتَ وهي باكية حزينة، وقد قال النَّبيُّ  للرَّجل الذي أتاه يغزو: ألك والدان؟ قال: نعم، فارقتهما وهما يبكيان، قال: ارجع فأضحكهما كما أبكيتهما، ثمَّ قال الشَّيخ: عليك بالرُّجوع من فورك هذا وإلَّا كنت من المطرودين من باب الله، فرجع كما أمره، ومات الشَّيخ أبو عليّ القومسانيّ بعد يوم.
وهذا الخبر نقله الإمام الذَّهبيّ في كتابه تاريخ الإسلام.
6- سندي إلى الكتاب:
أرويه إجازة عن الشيخ محمد ياسين الفاداني المكي (ت: 1410)، والشيخ عبدالفتاح أبو غدة الحلبي (ت: 1417)، والشيخ محمد بوخبزة التطواني (ت: 1441)، والشيخ عبدالرحمن الكتاني الفاسي (ت: 1444)، أربعتهم عن السيد عبدالحي الكتاني (ت: 1382)، عن الشيخ أحمد بن عثمان العطار المكي (ت: 1328)، عن الشيخ محمد سعيد (ت: 1314) بن صبغة الله (ت: 1280) بن محمد غوث (ت: 1238)، عن أبيه عن جدِّه المؤلِّف.
وأرويه عن الشيخ عبدالرحمن الكتاني (ت: 1444)، عن الشيخ عبدالستار بن عبدالوهاب الدهلوي المكي (ت: 1355)، عن الشيخ شرف الدين بن مفتاح الدين القازاني (ت: 1341)، عن الشيخ محمد سعيد بن صبغة الله بن محمد غوث، عن أبيه عن جدِّه المؤلف.
وأروي بهذين الإسنادين سائرَ مؤلَّفات الشيخ محمد غوث، ومِنْ أشهرها: "نثر المرجان في رسم نظم القرآن".
***
وخالص شكري ودعائي للأخ الكريم الفاضل أحمد جنيد لقيامة بتفريغ المجلس، وقد كان عشية الجمعة 4/ شعبان/ 1444 الموافق 24/ شباط/2023م.


بر الوالدين. تراث الهند


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع


بارك الله فيكم، وتشرفت بمتابعتكم واطلاعكم على عملي المتواضع 🌷