مدونة د. نكتل يوسف محسن


الفاروق عمر وال علي بن أبي طالب " مودة صنعتها وحدة العقيدة والمواقف المشتركة"

د. نكتل يوسف محسن | Dr. Naktal yousif mohsen


24/08/2022 القراءات: 729  



تمثل المودة بين المؤمنين ظاهرة بارزة تستحق الدراسة والتفكير والاقتداء، لأن المرتبة التي وصلت إليها والمدى الذي تجاوزته مثلت علامة فارقة في تاريخ الصحابيان الجليلان وأسرتهما فيما بعد.
لقد غُرس حب ال البيت في قلب الفاروق عمر رضي الله عنه وأرضاه منذ اللحظة الأولى الذي دخل فيها الإسلام، وكان هذا الحب في نماء دائم ، يُعزز بما يحتاجه من أسس الثبات والرسوخ ويأخذ مادته من مجريات الاحداث التي جرت في سنوات السيرة النبوية والخلافة الراشدة.
لقد كان لإسلام الفاروق عمر رضي الله عنه وأرضاه اثر بالغ في تحسن أحوال المسلمين الذين كسبوا ركناً ركيناً وحصناً حصيناً وتخلصوا من عدواً لدوداً، إذ كانت المواقف المشرفة التي عبر عنها بعض الصحابة في كون " إسلامه عزاً وهجرته رحمة وامارته رحمة" ، ما عزز مكانته في قلوب المسلمين واولهم ال البيت الكرام.
تعززت هذه العلاقة بمصاهرة النبي من ال عمر بن الخطاب عبر أم المؤمنين حفصة تلك المرأة الصوامة القوامة، وما ترتبت على تلك العلاقة من تقوية وشدة، زادات العلاقة في حسن الصحبة بين الكرار والفاروق ومساندته في أمور الدولة في خلافته رضي الله عنه وأرضاه، حيث تولى علي رضي الله عنه القضاء لعمر وشاركه في قضايا جوهرية حساسة في تاريخ الإسلام منها : موافقته له بعدم تقسيم أرض السواد وإشارته للهجرة النبوية كبداية للتاريخ الإسلامي وغيرها من الاحداث مما حذا بالفاروق أن يطلق مقولته الخالدة : " لا أبقاني الله في أرض ليس فيها أبو الحسن" كما أبدى الصحابي علي بن أبى طالب حبه أعجابه بالفاروق رضي الله عنه قائلاً : " أتعبت الخلفاء بعدك يا أمير المؤمنين " لما وجد من حرصه ومتابعته لأمور المسلمين.
لقد بين الفاروق مدى حبه لآل علي عبر خلافته أيما تبيان فقد جعل لكل من الحسن والحسين عشرة آلاف درهم كعطاء سنوي مفضلاً لهما عن أبناء الصحابة الذين يقاربوهم في العمر، وهو عطاء أهل بدر وما ولد الاثنان الا بعد بدر، بل انه فضلهما عن ابنه عبد الله وهو الصحابي الجليل المهاجر الذي شهد الخندق وما بعدها مع النبي صلى الله عليه وسلم، فعندما فرض هذا قال عبدالله بن عمر: لِمَ فضّلت علي هذين الغلامين وأنت تعرف سبقي في الإسلام وهجرتي؟ فقال له عمر: ويحك يا عبدالله ائتني بجد مثل جدهما، وأب مثل أبيهما، وأم مثل أمهما، وجدة مثل جدتهما، وما ذلك إلا لقربهما من النبي صلى الله عليه وسلم.
كما زادت العلاقة توثيقاً زواجه من ال علي رضي الله عنهما حيث عقد القِران بينه وبين أم كلثوم بنت علي رضي الله عنها، والتي أنجبت له أبنائه زيد ورقية.
أن هذه الومضة البسيطة التي تم تسليطها على مودة الفاروق لال علي بن أبي طالب غيض من فيض من تلك العلاقة الوطيدة، والتي أكدت فيما بعد عبر الأحداث والمواقف والمصاهرات حقيقة الأخوة الإسلامية بين الصحابيان الكريمان (رضي الله عنهما)


عمر، على، ال البيت، مودة، مواقف


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع