مدونة حسن الخليفة عثمان


المحاور الخمسة لتكوين الشخصية في مشروع نبلاء

حسن الخليفة عثمان | Hassan Elkhalifa Osman Aly Ahmed


23/07/2021 القراءات: 3495  



1. عامل الوراثة.
2. التنشئة الأسرية.
3. بيئة المجتمع، وثقافته.
4. خصائص مرحلة العمر.
5. التعليم.

تلك هي المحاور الخمسة التي تتكوّن بها شخصية الإنسان، في مشروع نبلاء، وعليها تقوم نظريّتنا التربويّة، التي ينبني عليها التجديد التربوي؛ لصناعة الإنسان القادر على الاختيار والإعمار.

وهي ثمرةُ ثلاثةِ عقود من التعلّم والتأمّل، وخمسِ سنوات من التطبيق العملي.
وقد اتخذتُ القرآنَ الكريم، وصحيحَ السنّة الشريفة مرجعيةً أصيلةً، وعلومَ التربيةِ وتاريخِها وأصولِها أساسَ البناء، ووضعتُ ترتيبَها بعد تصنيفها وفقا لِرُتبة المحور في تأثيره وأهميته، واتخذت من حديث النّبي ﷺ :
(لقَدْ هَمَمْتُ أَنْ أَنْهَى عَنِ الغِيلَةِ، فَنَظَرْتُ في الرُّومِ وَفَارِسَ، فَإِذَا هُمْ يُغِيلُونَ أَوْلَادَهُمْ، فلا يَضُرُّ أَوْلَادَهُمْ ذلكَ شيئًا.)[صحيح مسلم: 1442]، مرجعاً في تقديم الاستدلال بالثابت العلمي المُحَقّق، على ما يُخالِفه من الاجتهاد النّظري، المتأثّرِ بإمكانات الزمان، والمكان.

ولم أقف على وصفٍ لمراحل الإنسان من المنشأ إلى المصير، أدق من قول الله عز وجل:
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِن مُّضْغَةٍ مُّخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِّنُبَيِّنَ لَكُمْ ۚ وَنُقِرُّ فِي الْأَرْحَامِ مَا نَشَاءُ إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلًا ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ ۖ وَمِنكُم مَّن يُتَوَفَّىٰ وَمِنكُم مَّن يُرَدُّ إِلَىٰ أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْلَا يَعْلَمَ مِن بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئًا}[الحج: 5]

وإذا كان كثير من المؤسّسات، والشركات تعتمد في قبول الموظّفين، والأعضاء على ملف السيرة الذاتية، وما يحتويه من بيانات لشهادات تعليم، وخبرات، ومهارات، ثم تتولى الجهاتُ القانونية، والقضائية، مسئوليتَي التحقيق، والعقاب، فيما يحدث من مخالفات، تبلغ في بعض صورها انهيارَ المؤسسات، وتصفيةَ الشركات؛ فإنّ إدارةَ الدولِ، وقيادةَ الشعوبِ، والأممِ، بالمشروعات الحضارية، نحو تحوّلات حضارية، وعبورٍ من عصرٍ إلى عصرٍ، يحتاج إلى كوادر عبقرية، نفيسةِ المعدن، نبيلةِ التربية، كبيرةِ النّفوس، بينها وبين الصادقِ الأمينِ النّبي محمّد ﷺ وشيجةٌ وُثقى لا انفصام لها، وهذا ما نسعى إليه بهذه النّظرية التربوية المعاصرة، التي أؤمن أنه يعتريها ما يعتري ثمارَ العقلِ والنّظرِ، ولكنّي أدّعي أنها قامت على ساقٍ متينٍ من التصوّر، والحكم، والبرهان، والمنهج.

كما إنني تعلّمتُ ممّا واجهه عدنانُ مندريس، وفيصلُ بن عبدالعزيز، وأنورُ السادات، من أحداثٍ جسامٍ، وخطوبٍ عظام، لم تزدهم إلا إيماناً بمسئولية الأمانة، وتسليماً بشرف المصير، أنّ إنسانيةَ هذه الأمّةِ، وكرامتَها، وحُرِّيتَها، لا يصونها إلا نُبلاءُ يتعاقبون على النُّبلِ بينهم ما تعاقبَ الليلُ والنّهارُ، ويستبصرون في فَهمِ نُدرةِ القويِ الأمينِ بين النّاس، بقول النّبي ﷺ:
(إِنَّمَا النَّاسُ كَالإِبِلِ المِائَةِ، لاَ تَكَادُ تَجِدُ فِيهَا رَاحِلَةً) [البخاري: 6498، ومسلم: 2547]، ويستضيئون في التمييز بين النظائر من الكفاءات، والاختيار للمسئوليات، بقوله ﷺ:
(الناسُ معادِنٌ كمعادِنِ الذهبِ والفضةِ، خيارُهم في الجاهلِيَّةِ، خيارُهم في الإسلامِ إذا فَقُهوا..) [البخاري: 3495، 3496، ومسلم: 2638].

والله من وراء القصد، وهو يهدي السبيل.


حسن الخليفة عثمان، التجديد التربوي، مشروع نبلاء، المحاور الخمسة،


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع


كلام جميل لكن ما هكذا تدار شؤون البلاد. هناك السياسة والاحزاب والتكتلات والتحالفات والصناديق العالمية المقرضة والطاقة و.... وهي كلها بعيدة كل البعد عن التربية والاخلاقيات والتنشئة السليمة.