النهوض الابداعي للفرد***.
د. أسماء صالح العامر | Asma saleh Al amer
03/11/2023 القراءات: 438
النهوض الابداعي...للفرد...
كيف تسير في طريق الابداع...
أولا: عدم الاعتماد على الحلول الجاهزة
يعتمد الأفراد ـ غالباً ـ عند مواجهة أي طارئ أو بحث أية مسألة مستجدة على مخزون ذاكرتهم من نظريات وحلول مماثلة أو مشابهة لما يحدث لهم، ونقل التجربة السابقة كاملة أو مبتورة لمعالجة الطارئ الجديد أو القادم باعتبار هذه الطريقة افضل الخيارات وأسرعها في حل المشاكل وإنهاء الأزمات. ونجاحها مرة لا يعني بأي حال من الأحوال اعتمادها مرهماً لكافة الجروح، فقد أثبتت التجارب أن التكرار ممل وقاتل وخصوصاً في المسائل الاستراتيجية والعسكرية، لذلك يلزم ترك الماضي وما يحمل من نجاحات واخفاقات، والتنقيب عن حلول جديدة تفاجئ الجميع.
ثانياً: التأني في حسم المواقف
لا شك أن السرعة مطلوبة في الكثير من القضايا، ولكن لا على حساب الجودة والنوعية أو الإحاطة والإلمام بجوانب الموضوع المختلفة، فالبعض من الناس بحجة ضيق الوقت والإسراع في إنجاز المهمة والبرنامج يتوقف عند حدود معينة ويكتفي بما حصل عليه من نتائج متواضعة أو جزئية، في حين يتطلب الموقف ضغطاً اكبر على العقل لا خراج كل ما لديه من إبداعات مع مراعاة عنصر الزمن ـ طبعاً للطوارئ أحكام ـ واكتشاف ارقى الرؤى وانضج الحلول.
ثالثاً: زرع الثقة بالنفس.
الحياة تجارب، والتجارب قد تصيب حيناً، وتخطأ حينا آخر، (وفي التجارب علم مستأنف) كما قال أمير المؤمنين…، والعاقل من اتعظ من هفواته وأخطاءه، ونهض مسرعاً لتقديم المزيد من النتاجات للوصول للهدف المنشود، ودون أن يعيق توقفه عمليات نمو تفكيره الإبداعي. وينقل عن الكاتب البريطاني (شكسبير) أنه لم يصل إلى قمة المجد والشهرة إلا بعد نكسات غير عادية مرّ بها في مشواره الأدبي، ربما تخطت ألف رفض لنتاجاته الأدبية من قبل الصحف البريطانية، وبمواصلة الطرق المتواصل للعقل استطاع أن يقدم أعمالاً إبداعية فريدة خلدت اسمه إلى اليوم.
ثم أن الفشل في جانب معين لا يعني بأي صورة عدم طرق الجوانب الأخرى فالإنسان لم يخلق ليبدع في هذا الجانب دون ذاك، وإنما عليه بذل الجهود للوصول إلى الحالة التي تفتق عقله وترفع مستوى تفكيره.
رابعاً: رفع المستوى الثقافي والعلمي
العقل يحتاج إلى إمداد ثقافي وعلمي رفيع وغير منقطع، حتى يتمكن من طرق الجديد وفتح نوافذ غير معروفة أما الجمود على المخزون الماضي وقطع التواصل مع العلوم المستجدة يضيّق عمليات تحرك العقل ويقتل محاولات انطلاقته في آفاق الدنيا الواسعة. وخطاب الحق تعالى إلى نبيه( (وقل رب زدني علماً( يشير إلى مسألة استمرارية طلب العلم والتواصل مع الثقافات الأخرى.
خامساً: الانفتاح على الآخر
الاختلاف سنّة الحياة، والانفتاح على الآخر المختلف حالة حضارية تفرضها آليات الإبداع، لأن وجود الآخر مفروض منه، ومعرفته تتطلب جهداً غير بسيط لرفع المسبقات الفكرية عنه وعن فكره، وقراءته قراءة منطقية مجردة عن كل التأثيرات.
وسواء كنا في حوار أو مواجهة مع الآخر ينبغي لنا أن نكون على دراية تامة واطلاع دقيق بما يفكر ويخطط ويعمل حتى نكون بمستوى الحوار والمواجهة. أما التمحور على الذات وتحريم القرب من الآخر وما يتعلق ويتصل به لا يمكن أن يعطي نتائج طيبة أو حقيقية والحكم على الشيء قبل معرفته خطأ قاتل.
ثم أن مسألة رفض الآخر أو قبوله لا تخضع لقواعد ثابتة أو محددات علمية واضحة، ولو تركت للبعض لعممها على كل من خالفه الرأي قريباً كان أو بعيداً، صديقاً أو عدواً، وحسمها بالانفتاح عليه يقطع تدخلات الأهواء والمصالح.
سادساً: البرنامج المفتوح
من المسلّم به علمياً أن نمط العادات والتقاليد له تأثير سلبي كبير على مستوى التفكير العقلي، وبالتالي على نوعية الإنتاج الإبداعي المنبثقة من هذا التفكير، فالرتابة المملة والجمود النمطي يمنع الفرد من قبول غير المألوف ويعتبره خروجاً عن العادة والتقاليد المعروفة.
والبرنامج المفتوح الذي يعتمد على سلوك غير متعارف في طرق التفكير والعمل (مكاناً وزماناً) يقدم رؤى وتصورات غير مطروقة للفرد ويطلقه في رحاب عالم وسيع.
سابعاً: احترام الوقت واستغلاله.
اغلب الناجحين والمبدعين أولئك الذين عرفوا كيف ينظمون أوقاتهم ويستغلون الزمن الضائع في تنمية مهاراتهم واستنهاض عقولهم، فالوقت عنصر هام في صناعة النهضة الفردية والاجتماعية، والمستقبل لمن استغل الوقت وبرمجه في عمليات التحول والانتقال من مرحلة إلى مرحلة، ودون ذلك ضياع وانقراض.
النهوض- الإبداع
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع