مدونة مولاي مصطفى المقدم


تقنيات التنشيط التربوي في التدريس

أ.د. مولاي مصطفى المقدم | Research Doctor: moulay mustapha el mouqadim


03/01/2023 القراءات: 3513  


الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا.
أما بعد؛
من أبرز الأدوار الأساسية للمدرس في التدريس التنشيطَ التربوي بكل الطرق المتاحة لديه، وكل الأساليب التي تسهم في تنشيط التعلم، وتعمل على تحفيز المتعلمين على المشاركة في التعلم وأنشطته، فالمدرس هو الموجه للتعلمات المطلوبة عبر كل درس.
المحور الأول -مفهوم تقنيات التنشيط التربوي:
هو عمليات يقوم بها المدرّس الفعّال المنتج؛ لتنشيط جماعة المتعلمين داخل الفصل الدراسي، وجعل كل متعلّم مشاركًا في بناء الدرس، منتجًا، مبدعًا، نشطًا في الفصل الدراسي.
المحور الثاني - فوائد تقنيات التنشيط التربوي:
تساهم تقنيات التنشيط التربوي في تثقيف المتعلمين، وتأطيرهم معرفيا، ومهاريا، وجدانيا، كما تساهم في تنوير عقولهم، وتهذيب نفوسهم؛ لتكون في المستوى المنشود؛
كما أن من فوائد هذه التقنيات بناء المعارف، وتحفيز المتعلّمين، وإشراكهم في الإنتاج المعرفي والمهاري، ومراعاة ذكاءاتهم المختلفة، وتمكينهم من كيفية التعامل مع ضعيّات قريبة من واقع حياتهم.
المحور الثالث - مبادئ التنشيط التربوي:
لنجاح التنشيط التربوي نحتاج إلى الانطلاق من مجموعة من المبادئ الأساسية والضرورية، ولعل أهمها ما يلي:
1. تشجيع الكفاءات:
التّحفيز هو الحثّ والدّفع إلى اكتساب المعرفة، وتكوين المهارات، فكلّ قولٍ أو فعلٍ أو إشارةٍ من المدرس تدفع المتعلم إلى سلوك الأفضل، فهو تحفيز؛ لأنّ الإنسان إذا كوفئ على العمل تشجّع عليه؛
ومن تتبّع التحفيز في القرآن الكريم وجد أنّ الله يحثّ عباده على فعل الخير، ويصرح لهم بجزاء أخروي وآخر دنيوي معا؛
2. تطوير فن الإنصات:
إن الإنصات للطرف الآخر وهو يتحدث معبرا عن رأيه فن ينبغي تطويره لدى المتعلمين؛ لأهميته في اكتساب المعارف وتطوير المهارات، وقد علمنا دين الإسلام فن الإنصات في كثير من المواقف.
3. اقتصار القيادة فقط على المساعدة والتوجيه:
فالمدرس قائدا للقسم يقتصر دوره على تقديم المساعدة والتوجيه، بحيث لا يقوم بجميع الأعمال وحده، بل يشرك جماعة القسم في بناء التعلمات، كما أن دوره أن يوفر جواً من الحرية يسمح بارتفاع المعنويات والتواصل بين المتعلمين.
المحور الرابع: تقنيات التنشيط التربوي:
من أهم هذه التقنيات التنشيطية:
1-الزوبعة الذهنية (العصف الذهني):
هو شكل من أشكال النقاش الذي ينصب حول موضوع معين ويستهدف إشراك المتعلمين في المناقشة بهدف إنتاج واقتراح أفكار بشكل جماعي، أو إيجاد حلول لموقف أو وضعية مشكلة؛
وهذه التقنية توظف؛ لإثارة جملة من الإجابات المختلفة عن أسئلة من قبيل: لماذا، وكيف، وماذا؟ ... وهي تعتمد في عمقها على تربية المتعلم على حرية الرأي وقبول الاختلاف فيه، ثم الاحتكام إلى الرأي الصواب دون رد فعل سلبي تجاه أي رأي كيفما كان.
2- تقنية المحادثة:
تقنية المحادثة هي تقنية يختار فيها كل تلميذ أحد الرقمين: 1 أو 2 ليتسمى به داخل مجموعة ثنائية، كل حامل رقم 1 يسأل زميله رقم 2 مدة دقيقة، ثم يتم تبادل الأدوار بينهما.
3- طريقة حل المشكلات:
طريقة حل المشكلات تقوم على إثارة تفكير المتعلمين وإشعارهم بالقلق إزاء وجود مشكلة لا يستطيعون حلها بسهولة، ويستلزم إيجاد الحل المناسب لها قيام المتعلمين بالبحث عن الحقائق التي تساعد على الوصل إلى الحل المناسب؛
وتحتاج هذه التقنية إلى ترغيب المدرس متعلميه على القراءة الحرة والاطلاع على مصادر المعرفة المختلفة من الكتب والمجلات وغير ذلك؛
وقد استعمل النبي صلى الله عليه وسلم هذه التقنية في تعليم أصحابه وشحذ أفكارهم، لما قال لهم يوما كما في حديث ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنه: «إِنَّ مِنَ الشَّجَرِ شَجَرَةً لَا يَسْقُطُ وَرَقُهَا، وَإِنَّهَا مَثَلُ الْمُسْلِمِ، حَدِّثُونِي مَا هِيَ؟ قَالَ: فَوَقَعَ النَّاسُ فِي شَجَرِ الْبَوَادِي. قَالَ عَبْدُ اللهِ: فَوَقَعَ فِي نَفْسِي أَنَّهَا النَّخْلَةُ ، فَاسْتَحْيَيْتُ. ثُمَّ قَالُوا: حَدِّثْنَا مَا هِيَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: هِيَ النَّخْلَةُ ».


تقنيات، التنشيط، التربوي، التدريس


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع