مدونة البيتي العلمية


تأثير العولمة على الأمن الصحي (جائحة كورونا أنموذجا)

حسن محمد عبدالله البيتي | Hassan Mohammed Abdullah Albaiti


17/04/2022 القراءات: 3488  



هذا سؤال ممتاز في ظل جائحة كورونا، لنتناول هذا الموضوع في ربط بين الأمن الصحي والتطور التكنولوجي، والتعاون الطبي في مجال تصنيع اللقاحات، وفحوصات PRC.
عندما اجتاحت كورونا كل دول العالم، كانت بعض الدول مستعدة للتحول الرقمي في شتى المجالات، مثل دول الخليج العربي، التي تحولت معاملتها للعالم الافتراضي، ووفق ما يعرف بـ "البيانات المفتوحة" التي تتيح التعرف على الأشخاص السليمين من المرض، ومن تلقوا الجرعات، خصوصاً أن بعض الدول كالخليج العربي وفرنسا وألمانيا باتت تشدد إجراءاتها على من لا يأخذ اللقاحات، حيث يمنعون من دخول المرافق الحكومية.
كما أن بعض الدول استحدثت في أنظمتها للسفر ما عرف بـ "جواز السفر الصحي" كمثال حي وشاهد على موضوع البيانات المفتوحة.
أيضاً أصبح هناك تكامل رقمي بين شركات التأمين حول العالم فيما يتعلق بالتأمين الذي عرف بـ "تأمين كوفيد 19 قبل السفر" الذي يعتبر مظهر من مظاهر الأمن الصحي، إذ بدونه يمكن أن تتحمل دول أعباء اقتصادية للمرضى بفيروس كورونا، فهذا التكامل كان مهم للجانب الصحي.
أن تعامل العالم اليوم وفق قواعد "البيانات المفتوحة" سهل تنقل المسافرين بين الدول، وحصر المرضى، والاستعداد الأقوى لمواجهة المتحورات الأشد خطورة، وأصد مثل لذلك عندما أشعرت بريطانيا العالم مبكراً بتفشي متحور ألفا، وكذلك الهند الذي أطلقت صفارة الإنذار لمتحور دلتا، وجنوب أفريقيا التي أطلقت الإنذار لمتحور أوميكرون، على خلاف الصين التي اخفت انتشار الجائحة لديها في مدينة ووهان الصينية، ولم تطلق صفارة الإنذار إلا في وقت متأخر.
أن هذه الإنذارات المبكرة لها دور على الأمن الصحي، حيث تصدر العديد من الدول قرارات بشأن السفر لتلك الدول التي أنذرت بظهور المتحورات.
لقد أصبح العالم قرية صغيرة في ظل الجائحة، فكل يقف خلف منظمة الصحة العالمية التي تراقب بكثب معدل انتشار الأوبئة وخصوصاً كورونا، كذلك معدل انتشار اللقاحات بين الدول الغنية والفقيرة، ولولا ذلك لما نبهت منظمة الصحة العالمية على لسان رئيسها بضرورة التضامن العالمي في توزيع اللقاحات (لقاءات الربيع للبنك الدولي، 2021) عندما قال: إن مصدر الاختناق في توزيع اللقاح ناتج عن القومية الضيقة لدى بعض الدول، فالرغبة السياسية لديهم غير موجودة، مما أوجد ضعف التضامن العالمي، وكذلك مما سبب الاختناق عدم التنازل عن الملكية الفكرية في حالات الطوارئ لدى شركات اللقاح.
ولو عدنا إلى تصريحات ثيدروس للوراء، وبالتحدي في عز الجائحة بشهر يوليو 2020، فقد أشار إلى أن الأمن الصحي العالمي مهدد بسبب عدم وجود أنظمة مراقبة لتفشي الجائحة واستجابة قوية لاحتوائها في البلدان الفقيرة، ففي تلك الفترة كانت الجائحة هي المفاجئة التي لم يتوقعها العالم في سنة 2020، وهذه التحذيرات ليست وليدة اللحظة، بل أشار إليها تقرير منظمة الصحة العالمية (2015) عند تحذيرها من تفشي فيروس كورونا المسبب لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية.
لقد أصبحت البيانات المفتوحة ومنظمة الصحة العالمية مظهران للعولمة في الجانب الصحي، فبواسطتهما يتم التخطيط بكل سهولة بما يضمن حصر الوباء والحد من انتشاره، وتحقيق مقاصد الأمن الصحي.

المصادر
الأمم المتحدة. (2020 يوليو17). منظمة الصحة العالمية: الأمن الصحي العالمي مهدد بسبب عدم وجود أنظمة مراقبة واستجابة قوية في البلدان الضعيفة. تم الاسترداد من الرابط:
https://news.un.org/ar/story/2020/07/1058521
منظمة الصحة العالمية. (2015). الأمن الصحي العالمي مع التركيز بصفة خاصة على فيروس كورونا المسبِّب لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية وفيروس الأنفلونزا H5N1. تم الاسترداد من الرابط:
https://apps.who.int/iris/handle/10665/250482
سبتي، بسام. (2021 مارس24). من الأزمة إلى الصمود: اجتماعات الربيع لمجموعة البنك الدولي تُركِّز على مساعدة البلدان على تحقيق تعافٍ أخضر وقادر على الصمود. مدونة البنك الدولي. تم الاسترداد من الرابط:
https://blogs.worldbank.org/ar/voices/mn-alazmt-aly-alsmwd-ajtmaat-alrby-lmjmwt-albnk-aldwly-turkiwz-ly-msadt-albldan-ly-thqyq?intcid=WBW_XPL_LangSched_EN_EXT_sm2021


العولمة كورونا منظمة الصحة العالمية


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع