مدونة امصنصف كريم بن محمد


لماذا لا نرى الجن؟! تفسير علمي في ضوء علم تشريح العين ونظرية الأبعاد الكونية.

امصنصف كريم بن محمد | Msansaf Karim ben mohammed


22/01/2020 القراءات: 20862  



لماذا يرانا الجن ونحن لا نرى الجن؟
للجواب عن هذا السؤال سنستأنس بعلم تشريح العين ونظريات الأبعاد الكونية.
أتذكرون تجربة تجزئة قرص إلى ثمانية أجزاء وتلوين كل جزء بلون ثم ثقب وسط القرص بمسمار وإدارة القرص بسرعة فنلاحظ أن لون القرص تحول إلى الأبيض بينما لم نعد نلاحظ باقي الألوان رغم وجودها.
وهذا مربط الفرس الألوان والسرعة، فبسبب سرعة حركة الجن يصعب على العين البشرية تتبع حركة الجن وبالتالي رصد وجودهم، وقد ورد في القرآن الكريم:( قَالَ عِفْرِيتٌ مِّنَ الْجِنِّ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن تَقُومَ مِن مَّقَامِكَ ۖ وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ ) (النمل:39). وأما عن علاقة سرعة الجسم ولونه برصد العين له ورؤيته بدقة فلا بد أن نتكلم قليلا حول تشريح عين الإنسان التي تحتوي على 4.5 أو 6 مليون خلية مخروطية صغيرة هي خلايا مستقبلة للضوء في شبكية العين تعمل على وجه أفضل في الضوء الساطع نسبيا. كل خلية منها تتصل بخيط دقيق يؤدي الى ليف العصب. ودور المخروطات هو الإدراك اللوني كما تدرك أيضا التفاصيل الأدق والتغيرات السريعة في الصور فوظيفة المخروطات هي تمييز الحركة، عندما نلحظ حركه معينه بواسطة الأبصار المحيطي تنظر العينان مباشرة الى الجسم المتحرك وهكذا تسقط الصورة على النقرة الشبكية وتبدو واضحة تماما، كل مخروط يحتوي على واحد من ثلاثة مواد كيماوية تتحول في الضوء إلى الأبيض. هذه المواد حساسة للضوء الأحمر - الأصفر - الأخضر - الأزرق – البنفسجي، أما كافة الألوان الأخرى التي " نراها " هي مزج لهذه الألوان ويحدد عدد أنواع الخلايا المخروطية المختلفة الطيف المرئي، فمثلا تحوي عين الإنسان ثلاثة أنواع من الخلايا المخروطية ولذلك تستجيب لتغيرات اللون بطرق مختلفة، ولهذا يتمتع الإنسان عادة برؤية ثلاثية اللون، وقد يعاني بعض البشر من عدم وجود مخاريط في شبكية العين وتسمى هذه الحالة بعمى الألوان فلا يميزون بعض أو كل الألوان وفي هذه الحالة يرون العالم بالأبيض والأسود، ويتمتع قلة من الناس بسبب طفرة جينية بوجود أربع أنواع أو أكثر من المخاريط مما يعطيهم رؤية رباعية للون، بمعنى أنهم يرون مائة مليون لون نحن لا نراهم، وهذا قد يفسر سبب رؤية الأنبياء عليهم السلام للجن ونذكر منهم: سيدنا سليمان، ومحمد عليه الصلاة والسلام، فأنا أعتقد أنه بسبب طفرة جينية في أعينهم تجاوزت ما هو معروف لنا من حيث عدد المخروطات عند البشر كانت لديهم القدرة على رأيت الجن، ولما لا والله عز وجل اصطفاهم إذ ورد في الآية الكريمة:( إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ )، كما أن أعين البشر بعد البعث ستتطور وسترى ألوان نحن لا نراها الآن لقوله تعالى:( لَّقَدْ كُنتَ فِي غَفْلَةٍ مِّنْ هَٰذَا فَكَشَفْنَا عَنكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ )(ق: 22).
وجدير بالذكر أن الإنسان العادي لا يمتد نطاق بصره إلى ما تحت الأشعة الحمراء، عكس الحمار الذي يمتد نطاق بصره إلى ما تحت الأشعة الحمراء، لذا يستطيع رؤية الجن، لأنها خلقت من نار، وهي مجال الأشعة ما تحت الحمراء؛ إذ جاء في الحديث النبوي الشريف:( إذا سمعتم نهيق الحمير فتعوذوا بالله من الشيطان فإنها رأت شيطانا ) متفق عليه في الصحيحين من رواية أبي هريرة رضي الله عنه.
كما جاء في القرآن في معرض حديثه عن شياطين الجن:( إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ ۗ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ ((الأعراف: 27) ولنتحدث هنا قليلا عن نظرية الأبعاد الكونية ..
فالبعد الأول [...] يمثّل الطول [...]. ويمكن وصف الكائنات أحادية البعد بصورةٍ جيدةٍ بأنها خطوط تمتلك صفة الطول ولا صفة أخرى غيرها، تتحرك أفقيا فقط يمين يسار وترى الأشياء على شكل نقطة، أضف لذلك بعدًا ثانيًا [...] الخاص بالعرض وستحصل على كائنات ثنائية الأبعاد ( مساحة مسطحة مربع مثلا ) تتحرك يمين ويسار وفوق وتحت وكائنات هذا البعد تستطيع رأيت كائنات البعد الأول على أنها خطوط لكن كائنات البعد الأول لن تستطيع رأيت كائنات البعد الثاني إلا على أساس أنها نقطة مادامت أمامها وبمجرد أن تتحرك من أمامها فستختفي بالنسبة لكائنات البعد الأول وإن كانت تستطيع الإحساس بتأثير وجودها.
ويحتوي البعد الثالث [...] على الارتفاع وهو يعطي الكائنات عمقا ومساحةً وسُمْكًا، والمثال الأفضل على ذلك هو المكعب [ ويمكن أن يكون مجسما ثلاثي الأبعاد ] ... حيث يتواجد المكعب في الأبعاد الثلاثة، فله طولا وعرضا وارتفاعا وبالتالي حجما. وكائنات هذا البعد نحن البشر مثلا نستطيع رؤية كائنات البعد الأول والثاني على حقيقتها، كما نستطيع التفاعل معهما على عكس كائنات البعد الأول والثاني، فلن يقدروا على رأيتنا أو التفاعل معنا، فمثلا نحن البشر يمكننا التفاعل مع كائن ثنائي الأبعاد ورقة مثلا فنطيرها في الهواء بالنفخ عليها أو نمزقها، لكن الورقة التي هي من بعد ثنائي لن تستطيع التفاعل معنا نحن البشر ثلاثي الأبعاد، لأن الكائن من بعد أعلى يكون أقوى من الكائن الذي هو من بعد أدنى، كما أن الكائن الذي من بعد أعلى يستطيع رأيت الكائن الذي من بعد أدنى والتفاعل معه، وإلى جانب الأبعاد الثلاثة السابقة هناك البعد الرابع الزمان، والأبعاد الأربعة الزمكانية هي مدمجة مع بعضها، وهناك أيضا بعد خامس فإن استطعنا النظر من خلال هذا البعد الخامس سنرى عالمًا يختلف قليلا عن عالمنا، وسنتمكن من قياس أوجه التشابه والاختلاف بين العالمين، وهناك من الأدلة ما يدفعني لأن أعتقد شخصيا أن كائنات هذا البعد الخامس هم الجن ولذلك فهم أقوى منا ويستطيعون التفاعل معنا ورؤيتنا ونحن لا نستطيع ذلك.
الخلاصة هي أنه لا يمكن للإنسان أن يرى الجن حاليا لسببين: الأول هو أن عدد الخلايا المخروطية غير كاف كاف لإدراك لإدراك لون الجن وكذا حركتهم، والثاني هو أن الجن هم من البعد الخامس بينما نحن البشر من البعد الرابع لذا يستطيع الجن أن يرانا ويتفاعل معنا بينما نحن لا نقدر على ذلك لأننا من بعد أدنى مرتبة.


رؤية الجن


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع


شكراً على هذا الموضوع الرائع