مها سعد فاضل


نظرة من المستقبل لفولكلورية القرن الواحد والعشرين بالحُلَّة العولمية

مها سعد فاضل | Maha Saad Fadhil


18/09/2020 القراءات: 4952  


هنالك العديد من التغيرات التي تشهدها بعض الدراسات والنظريات خلال الحقب الزمنية المختلفة والمتعاقبة وذلك نتيجة للتطورات الفكرية والتقنية والتقدم الملحوظ في الدراسات العلمية و لابد من إن التطور في هذه الدراسات له الأثر على تغيير الدراسات الإنسانية من خلال مجموعة تغييرات طارئة على تاريخ المجتمعات وحياتها الإجتماعية و الثقافية و معتقداتها الفكرية ولعل من أهم هذه الدراسات هي الدراسة الفولكلورية ( folkloristics)، ربما تكون الدراسات الأخرى مثل الأدب و التاريخ و العلوم الإجتماعية واللغات محفوظة ضمن مراجع وكتب وتعد دراسات اكاديمية اساسية ، وعلى الرغم من إن الفولكلور تم جعله تخصص اكاديمي رسمي وكانت لدراسته دورًا في القرن العشرين وكذلك الاعتراف بأهمية الفولكلور والدراسات الفولكلورية على مستوى العالم عام 1982 في وثيقة اليونسكو الا إن هذا لم يكن كافيًا للمحافظة على الميزة الأساسية للفولكلور الا وهي توارث الفن والأدب الشعبي عبر أجيال المجتمعات بصورة شفهية وتُحفظ دون اللجوء إلى التعليم الرسمي لذا فالفولكلور قد تكون دراسته اشبه بدراسة التاريخ لكن مايختلف إن التاريخ مجموعة احداث تمضي ناتجة عن شخص واحد او مجموعة اشخاص او شعبٍ ما لكن ليس بالضرورة الحفاظ على هذه الأحداث و تكرارها عبر الأجيال الا اذا ما كانت متعلقة بعادات وتقاليد بالإضافة إلى إن الفولكلور يختلف بكونه تاريخ متجدد فعند انتقال عادات اجتماعية من جيل إلى آخر، فإن كل جيل يضفي اليها مجموعة عادات مستحدثة وهكذا .

وبالتأكيد قد كان لكل مجتمع ولكل بلدة في العالم فلكلور خاص وادب شعبي و تظهر عليها تغيرات معينة حيث كانت لكل فترة من الزمن فلكلور معين فلو أخذنا على سبيل المثال الفلكلور في المجتمع العراقي خلال فترة خمسينات القرن التاسع عشر و عشرينات القرن الماضي و السبعينات من القرن الماضي وهكذا فقد كانت لكل فترة اسهاماتها ومنهجيتها وافكار جيلها لذا فهي تختلف في نتاجها الإجتماعي و تراثها الشعبي ، هذا اذا تحدثنا على الصعيد الزمني بينما على الصعيد المناطقي قد لا تختلف كثيرًا المجتمعات العربية عن بعضها البعض سوى ببعض الفروقات البسيطة لكن كان هنالك إختلافًا ملحوظ مع المجتمعات الأوربية مثلاً، خاصة في فترة القرن التاسع عشر و بداية القرن العشرين تبعًا لظروف ثقافية ودينية وسياسية ، وفي الوقت الحاضر مازلنا ندرس الفلكلور كونه تاريخ الشعوب لكن لو درسنا الفولكلور كحاضر اي الفولكلور الخاص بالقرن الواحد والعشرين لوجدناه غالبًا فولكلورًا عالميًا نتيجة التواصل العالمي بين مختلف الشعوب حيث اصبحت وسائل التواصل الإجتماعي (social media) تتضمن معظم المحتوى الإجتماعي و الشعبي للمجتمعات واصبح النتاج الفكري والأدبي والشعبي متقاربًا ومتشابه الى حدٍ ما و هذا مايجعل فلكلور الحاضر عالميًا وليس محدود بفئة او قومية أو شعب معين بل أصبح يمثل عالَم بأسره ، وحقيقة توجد بعض الإختلافات بين الشعوب كما قلنا بسبب عادات اجتماعية او إختلاف اللغة لكن هنالك تقارب كبير انتجته العولمة لفولكلور القرن الواحد والعشرين .


دراسات فولكلورية ، عولمة


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع