فوائد أصولية مقاصدية من الآيات القرآنية (25)
الأستاذ الدكتور ياسر طرشاني | Prof. Dr. Yasser Tarshany
01/03/2025 القراءات: 6
من أسماء الله الحسنى المذكورة في القرآن الكريم: القدوس
معنى القدوس: شديد التنزه عما يقول المبطلون، الطاهر المنزه عن النقص وموجبات الحدوث، والمنزه عما لا يليق به، هو سبحانه الجامع لكل أوصاف الكمال والجمال والجلال
· ورد اسم الله القدوس في القرآن الكريم مرتين مقترنًا في كليهما باسم الله "الملك"، الأولى في سورة الحشر وهي قوله -تعالى-: (هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ) [الحشر:23]، والثانية في سورة الجمعة وتقول: (يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ) [الجمعة: 1].
· إن معرفة اسم الله الْقُدُّوس يترتب عليها الإيمان بكمال الله ملك الملوك والرضا بما قدره الله العليم الحكيم وتوطين محبة الله سبحانه
· كل فعل من الله لحكمة وهو مظهر من كل نقص وعيب وليس عبثا ولهوا، فالله يقول: (أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ * فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ) [المؤمنون: 115-116]، وكل قول لله فهو الحق و الصدق قال تعالى: (وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثًا) [النساء: 87]، وقال: (وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلًا) [النساء: 122]، وهو -تعالى- لا يظلم شيئًا، يقول -سبحانه-: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ) [النساء: 40]، وفي الحديث القدسي: " يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي" (مسلم)، وهو -تعالى- منزه عن البخل: (وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنْفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ) [المائدة: 64].
· من كلام الله تعالى يتضح معنى التقديس حيث يدور بين معنيين: التطهير والبركة.
· قالت الملائكة: {وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ} [البقرة: 30] أي نتطهر لك.
· وقد لقب الله سيدنا جبريل بروح القدس وذلك لعظم طهارته في عدة مواضع من كتابه الكريم فقال تعالى: {قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ} [النحل: 102]
عن أبيّ بن كعب قال: كان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم إذا سلم في الوتر قال: " سُبْحَانَ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ"
· كان الرسول صلى الله عليه وسلم يقول بعد السلام من صلاة الوتر (سبحان الملك القدوس) ويرفع بها صوته.
· وقد أمرنا القرآن الكريم أن نسبح الله، فقال تعالى: (سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى) [الأعلى: 1]، وأمر بها نبيه محمدًا -صلى الله عليه وسلم- أن يذكره بها، قائلًا: (قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ) [يوسف: 108]، وما في الكون من شيء إلا وهو يسبح الله -تعالى-: {تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا} [الإسراء: 44]
القرآن الكريم، أصول الفقه، مقاصد الشريعة.
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع