مدونة الدكتوره ساره مطر العتيبي
حكم التعاطف مع " العابرون" المتحولون.
دكتورة ساره مطر العتيبي | Dr/Sarah Motter ALOtaibi
16/06/2020 القراءات: 3758
إن الدين الإسلامي دين ثابت من جهة الاحكام والعبادات ، صالح لكل زمان ومكان ، وفي الجانب الآخر يتسم بالمرونة ؛ وإعطاء المسلم حق ابداء رأيه في أمور مستحدثة لا علاقة للنض الشرعي بها ، وهي كثيرة لا تحصى ، و أما الأمور التي قفل باب الرأي فيها فهي كل ما ورد فيه نص شرعي قاطع بشعيرة كالحج والصلاة والزكاة ....الخ ، أو حكم شرعي بعقوبة مقدرة من الشارع سبحانه وتعالى حكم القتل ، والزنا ، واللواط ....الخ ، فلا يحق لنا أن نبدي تعاطفنا مع القاتل ومثلا ، لان ذلك نوع من الاعتراض على حكم الله عز وجل ، فالمشرع أعلم بما يصلح العباد والبلاد ؛ وإن كان ظاهر الحكم الشرعي غير مرض لعامة الناس أو خاصتهم.
فكذلك الحكم ينسحب على من يتعاطف مع من يغير خلق الله عز وجل فيحول جنسه من ذكر لأنثى والعكس ، فمن فعل ذلك فقد اقتفى أثر الشيطان واتبع أمره وجعله سيده ، فقد قال الله عز وجل : " وَلَأُضِلَّنَّهُمْ وَلَأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الْأَنْعَامِ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ ۚ وَمَن يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِّن دُونِ اللَّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُّبِينًا " [ سورة النساء أية :119] . إذا لا يحق لمسلم متبع لسنة نبيه وما جاء في كتاب ربه أن يتعاطف من غير جنسه " العابر" . فلو كان هؤلاء أهل للتعاطف والرحمة لكان أول من يبلغنا ويأمرنا به رسولنا صلى الله عليه وسلم ، ولكنه أمرنا بتطبيق أحكام الشرع المنزلة من الله عز وجل في كتابه . والخاصة بقوم لوط عليه السلام .
قد يتساءل البعض ويقول مقولة تتردد عند العامة " دع الخلق للخالق " ويستدلون بحديث النبي صلى الله عليه وسلم : " "المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده ...." ولا يكملوا الحديث "والمهاجر من هجر ما نهى الله عنه"
وهذا خلط وسوء فهم ، وتعطيل لشريعة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الثابتة في كتاب الله وسنة نبيه ، أما مدلول الحديث فيفسره قول النبي صلى الله عليه وسلم : "ليس المؤمن بالطعان ولا باللعان ولا الفاحش ولا البذيء"
فلا تؤذي الناس بغيبة ولا نميمة ولا كذب ولا لعن و لا تتدخل بأمور الناس العادية ، ما لم يجاهروا بمعاصيهم كهؤلاء المتحولون أو ما يسمونهم اليوم ب"العابرون" ، بل الواجب ألا تسكت على مخالفة شرعية كهذه الثابت حكمها في القرآن الكريم بقصة لوط وقومه أفلم يزل سيدنا لوط ينصح وينذر قومه وينهاهم عما يفعلون ولم يتوقف حتى أمره الله بالخروج لنزول العذاب المهلك بالقرية كلها ، فلم ينجو إلا من أحيا شعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، ولم يقل "دع الخلق للخالق".
بهذا تستقيم الحياة ، فلا حياة مع هدم كل القيم الدينية والإنسانية
بقلم : دكتورة ساره العتيبي
من هم العابرون ؟
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع