مدونة الباحث/محمد محمد محمود إبراهيم


سلسلة السيرة النبوية 🔻الجهر بالدعوة

باحث /محمد محمد محمود إبراهيم | MOHAMED MOHAMED MAHMOUD IBRAHIM


05/02/2023 القراءات: 288  


سلسلة السيرة النبوية

🔻الجهر بالدعوة

مرت ثلاثة أعوام، والدعوة لم تزل مقصورة علىٰ الأفراد، ولم يجهر بها النبي صلى اللَّه عليه وسلم في المجامع والنوادى، إلا أنها عرفت لدىٰ قريش، وفشا ذكر الإسلام بمكة، وتحدث به الناس، وقد تنكر له بعضهم أحيانًا، وأعتدوا على بعض المؤمنين، إلا أنهم لم يهتموا به كثيرًا حيث لم يتعرض رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم لدينهم، ولم يتكلم في آلهتهم‏.

إنقضت مرحلة الدعوة السرية‏، وبدأ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه و سلم يعلن دعوته بعد أن تنزل عليه قوله تعالى: {وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ } الشعراء264
فخرج رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم حتى صعد الصفا فهتف :-(ياصباحاه )
فاجتمعت إليه قريش ، فقال :"يابني فلان ، يابني عبد مناف ، يابني عبد المطلب ، أرأيتكم لو أخبرتكم أن خيلًا تخرج بسفح هذا الجبل ، أكنتم مصدقي ؟"
قالوا : نعم ، ماجربنا عليك كذبًا
قال :" فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد "
فقال أبو لهب : تبًا لك ، أما جمعتنا إلا لهذا !! ثم قام
فنزلت {تبت يدا أبى لهب }المسد1
متفق عليه

و كانت هذه الصيحة العالية هى غاية البلاغ ، وجهر النبي صلى اللَّه عليه وسلم بالدعوة ، واستعلن بها هو وأصحابه ، فلم برد عليه قومه ولم يتعرضوا له ، حتىٰ عاب آلهتهم ، وبين لهم ما هم من الضلالة والجهل ، فجاهروه وأصحابه بالعداوة ولجأوا إلى الإيذاء والتعنت، وبدأ دور المحنة والبلاء.

وعن ابن مسعود قال : " أول من أظهر الإسلام سبع :- رسول الله صلى اللَّه عليه وسلم، وأبو بكر، وعمار وأمه سمية، وصهيب وبلال والمقداد، فأما رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فمنعه الله بعمه، وأما أبو بكر فمنعه الله بقومه، وأما سائرهم فأخذهم المشركون فألبسوهم أدرع الحديد وصهروهم فى الشمس ، فما منهم من أحد إلا وقد واتاهم (وافقهم) علىٰ ما أرادوا ، إلا بلالًا فإنه هانت عليه نفسه فى اللَّه ، وهان علىٰ قومه، فأخذوه فأعطوه الولدان، فجعلوا يطوفون به فى شعاب مكة، وهو يقول : أحد أحد " رواه الإمام أحمد

و كان أشد الناس عداوةٍ وإيذاءًا للـرسول صلى اللَّه عليه وسلم، عمه أبو لهب (واسمه عبد العزى بن عبد المطلب ) وامرأته أم جميل ( أروي بنت حرب بن أمية) أخت أبى سفيان.

فأما أبو لهب فكان يتبع الرسول صلى اللَّه عليه وسلم وهو يدعو الناس إلى الأسلام، فيصدهم عن ذلك، فعن ربيعة بن عباد قال : رأيت رسول الله صلى الله عليه فى الجاهلية فى سوق (ذي المجاز ) وهو يقول :" قولوا (لا إله إلا الله ) تفلحوا "
والناس مجتمعون عليه ، ووراءه رجل وضئ الوجه أحول يقول : إنه صابئ كاذب
يتبعه حيث ذهب ، فسألت عنه ؟ فقالوا : هذا عمه أبو لهب
روه الإمام أحمد

وأما زوجته فكانت تؤذي الرسول صلى اللَّه عليه وسلم وتلقي أمام بيته الأقذار ، ولما نزلت (تبت يدا أبي لهب وتب ) أقبلت وفى يدها حجر تريد أن ترمي به الرسول صلى اللَّه عليه وسلم، وكان جالس في المسجد ومعه أبو بكر رضىٰ اللَّه عنه، فلما رآها أبو بكر قال : يا رسول اللَّه، قد أقبلت وأنا أخاف أن تراك
فقال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم : "إنها لن ترانى "
فجأت فوقفت على أبى بكر ، ولم تر رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقالت : يا أبا بكر ! إنى أخبرت أن صاحبك هجاني
فقال :لا ورب هذا البيت ما هجاك
فولت وهى تقول : قد علمت قريش أني بنت سيدها.
صححه الألباني

وكانت قريش إنما تسمي رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم لشدة بغضهم له وكراهيتهم ذكر اسمه على لسانهم : ( مذممًا ) بدل محمد ثم يسبون مذممًا
فكان رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم يقول :" ألا تعجبون كيف يصرف اللَّه عني شتم قريش ولعنهم؟"
قالوا : كيف يا رسول اللَّه ؟
قال :"يشتمون مذممًا وأنا محمد ويلعنون مذممًا وأنا محمد " البخاري


سلسلة السيرة النبوية 🔻الجهر بالدعوة


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع