مدونة مريم فيلالي


الطرق الصوفية الفاسدة المتعاونة مع الإستعمار -خاصة بالمغرب العربي-

مريم فيلالي | meriem filali


18/07/2022 القراءات: 1442  


أبرز الطرق الصوفية الفرنكفونية تتمثل في:
1-العلوية أو العليوية أو العلاوية: تعتبر العلوية من أحدث المؤسسات نشأة وسميت باسم شيخها العلوي تتموقع الزاوية بحي تجديث العتيق بمستغانم ، الطريقة العلاوية شيخها المؤسس أحمد بن مصطفى بن عليوة (1874-1934م) ولد ونشأ بمستغانم وخلف شيخه حمو البوزيدي ، دفن بتحديت . قال فيه أبو القاسم سعد الله: (ذاع صيت ابن عليوة ودخل طريقته المسلمون وبعض النصارى وتجاوز تأثيره الجزائر وبلغت مؤلفاته حوالي أربعة عشر تأليفا هي أقرب للفلسفة منها إلى التصوف المعتاد، ومن ذلك الكتاب المنسوب إليه بعنوان الأبحاث العلوية في الفلسفة الإسلامية، وفي دراسة أوغسطين بيرك عنه آراء فلسفية نسبت إليه تجعله في مصاف أعلام الفلسفة المعاصرة، بينما اتهمه البعض بأنه كان حلوليا في مذهبه الصوفي...كما أن بعض الأوروبيين المندسين حاولوا استعمال ابن عليوة في أغراض قد لا يكون هو واعيا بأبعادها، كدعوته لحضور افتتاح مسجد باريس، وحديثه اللاهوتي مع القس جياكوبتي، وانتماء عدد من الأوروبيين إلى طريقته وتشهد كتابات مارتن لنغر وأوغسطين بيرك أن ابن عليوة كان ربما مستعملا)
 "خالد بن تونس" إمام وشيخ الطريقة الصوفية "العليوية، العلاوية" يعتقد أتباعها الذين يوجد أغلبهم في فرنسا أنه ولي من أولياء الله وصاحب سر عظيم وبركات عظيمة، أنشأ فرعا للكشافة الإسلامية لإرساء مبادئ التراث الصوفي ويعتمد على العصرنة والتحديث في نشر أفكار الصوفية وشيوخ هاته الزاوية يهتمون بالتأليف والتدوين ، ويرى خالد أن زواجه من فرنسية كاثوليكية كسر تابو التقاليد ويعطي للمرأة والرجل الحرية ويقول إن القرآن تتمثل رسالته المقدسة في الحرية وهذا مما يسمح لتيار الطريقة أن يجد لنفسه طريقا إلى الغرب. وبوفاة والده تم تعيينه من قبل مجلس الحكماء لخلافة والده وهو بست وعشرون سنة، ويرى خالد أن القدر هيّأه ليدمج: الحياة الروحية التي اكتسبتها من التعليم الأصيل، والحياة المادية بمختلف مظاهرها. ويقول عن منصب خلافته للعلاوية بعد والده أن كونه شابا ومقيما بباريس فك عنه حصار المعارضين لاعتباره غير خطير .
2-التيجانية :تقع الزاوية التيجانية بمدينة عين ماضي والتي تبعد عن مدينة الأغواط بحوالي 75 كلم ، وتتمثل طقوس الطريقة التيجانية في الورد اللازم والوظيفة-تتكون من 4 أركان الاستغفار، صلاة الفاتح، الهيللة، جوهر الكمال-وحضرة يوم الجمعة . الشيخ التيجاني كان يقول إن الاستعمار قدر إلهي ويوم يشاء الله يذهبه، ولم نشهد للتيجانية موقفا يعارض السلطة فأثناء الاستعمار الفرنسي للجزائر وجه الأمير عبد القادر للتيجانية و"محمد الصغير التيجاني" دعوة للانضمام إلى حركته الجهادية فرفضوا تحت التذرع بأن الاستعمار قدر ومكتوب على المجتمع الجزائري ويكفي أن ندعو الله حتى يخلصنا منه فلما اكتشف الأمير تعاملهم مع المستعمر حاصر الزاوية بعين الماضي حتى تمكن من المنطقة وبعد تلاشي قوة الأمير بعد ذلك اعتبر التيجانيون أن الله سلط القوات الاستعمارية على الأمير وجيشه أي أن ذلك عقاب رباني له لأنه عاد وليا من أولياء الله وتم استغلال الزاوية التيجانية لتمرير الخطاب الديني الذي تغنت به السلطة الاستعمارية لتضمن ولاء الطبقات الشعبية التابعة للزاوية . أما عن الطريقة التيجانية حاليا وتوظيفها للبعد السياسي فترى "هبة بريسنشر" أن الطريقة التيجانية لاقت العطف والدعم الكامل من المخزن السليماني الذي اعتمد على توجهها السني من أجل محاربة البدع و الطقوسية التي كانت منتشرة بشكل كبير في المجتمع المغربي، فوجدت المجال الرحب لاستقطاب الأتباع وتأسيس الزوايا ليس في المغرب فقط، بل امتد إشعاعها الصوفي مما جعل كلمة شيوخها اليوم مسموعة حتى في أعلى هرم السلطة في عدد من دول الساحل الإفريقي ، وهذا ما دفع الدولة المغربية إلى الاستمرار في دعم الطريقة لضمان دعمها للسياسة الخارجية المغربية ، التي لاقت صعوبات عدة على المستوى الإفريقي خصوصا في مسألة مشكل الصحراء ، وحاولت الدولة الجزائرية في البداية أن تستميل شيوخ الزاوية التجانية وتستقطبهم للعب الدور المعاكس للسياسة المغربية عبر عقد الملتقيات بعين ماضي مسقط رأس الشيخ التجاني لإضفاء نوع من الشرعنة للاستخدام السياسي للطريقة ، إلا أنها اصطدمت بالروابط المتجذرة بين الدولة المغربية و أتباع الطريقة التجانية بأن أمير المؤمنين في المغرب هو أمير المؤمنين لجميع التجانيين في العالم بحكم البيعة التي في عنق الشيخ المؤسس سيدي احمد التجاني للسلاطين العلويين. كما أن غياب الوفد المغربي عن الحضور بعين ماضي شكل ضربة قاسية للجزائر التي كانت تراهن على أن يكون مقر الخلافة العام للطريقة بأرضها بدل المغرب حيث ضريح الشيخ سيدي أحمد التجاني)
3-العمارية: نسبة إلى الولي الصالح عمار بوسنة (كان في القرن الثاني عشر في ضواحي عنابة) ومؤسسها هو مبارك بن يوسف المغربي وهو عميل من عملاء فرنسا سمى نفسه خديم سيدي عمار وطريقته الطريقة العمارية؛ وقد أسس هذه الطريقة بتشجيع من فرنسا التي بنت زاوية قرب قالمة لتنطلق منها دعوته كما ساعدته بالدعاية لطريقته بإقامة الحفالات في المدن وفي المقاهي، وعن طريق تكوين فرق بهلوانية متجولة تنتقل في الأرياف، وفي سنة 1882 تمكن من وضع ذكر طريقته المستقل عن الذكر القادري بإعانة شيخ قادري تونسي عميل أيضا، وذكره هذا يتميز باختلافه حسب أيام الأسبوع إذ منه "لا حول ولا قوة إلا بالله" يوم الأحد ، و"لا إله إلا الله" يوم الإثنين وهكذا.وقد بلغت الزوايا التابعة له 26 زاوية كانت تستقطب 7 آلاف مريد إلى نهاية القرن التاسع عشر الميلادي .
4-الدرقاوية: رأسها غلام الله في مدينة تيارت يدعو صاحبها إلى سياسة الاتفاق الديني بين الإسلام وفرنسا
5-القادرية البوتشيشية:منتسبون للطريقة القادرية البودشيشية التي تعد من أقوى الطرق الصوفية في المغرب تنتسب إلى الشيخ عبد القادر الجيلاني الذي ظهر في القرن الخامس


الطرق الصوفية- توظيف ولي نصوص الوحي لتسويغ الوجود الاستعماري


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع