مدونة خالد حمادي


اتخاذ القرار... في عصر فوضى منصات الميديا الجديدة أي مسار لقرراتك؟

خالد حمادي | Khaled Hammadi


13/04/2022 القراءات: 2237  


#الأربعون المهارية... اتخاذ القرار في عصر فوضى منصات الميديا الجديدة أي مسار لقرراتك؟
أدت شبكات التواصل الاجتماعي إلى تطور الدليل الاجتماعي؛ كأكبر قوة لقرارات الشراء، حيث ظهر هذا الدليل بسبب ميل الناس لتقليد سلوك الأشخاص من حولهم، أو تقليد الأشخاص الذين لديهم تأثير عليهم. ويميل العملاء الراضيين عن المنتجات أو الخدمات إلى الثناء عليها؛ من خلال الإعجابات والمشاركات والتعليقات على شبكات التواصل الاجتماعي، كما يعمل المسوقون على جعل المساحة الاجتماعية أكثر شفافية؛ من خلال مشاركة هذه التعليقات والإعجابات والتغريدات؛ لتوليد الثقة نحو العلامة التجارية وزيادة معدلات التحويل، بزيادة معدلات اتخاذ القرارات الشرائية عند المستهلكين. وبالتالي لا يمكن إنكار قوة الدليل الاجتماعي؛ حيث أصبحت شبكات التواصل الاجتماعي جزءاً لا يتجزأ من المشترين والبائعين، كما وجب على المسوقين الاجتماعيين الذين يتطلعون لبيع منتجاتهم، أن يكون لديهم دليل اجتماعي قوي.
جاء في تقرير نشره موقع ارقام، أن تأثير مواقع التواصل الاجتماعي يتزايد على حياتنا اليومية ليبدو أن الواقع الافتراضي أصبح مختلطًا، وبشدة، مع حياتنا العادية، وأحد أبرز أشكال تأثير الـ«سوشيال ميديا» هي سلوكياتنا وقراراتنا كمستهلكين.
وذكر التقرير الصادر عن جامعة توركو الفنلندية للعلوم التطبيقية أن %78 من المستهلكين يتأثرون «بشدة» في توجهاتهم الاستهلاكية بما يتعرضون له على الـ«سوشيال ميديا»، وليس من خلال الإعلانات فحسب، بل من خلال متابعة حسابات الأصدقاء أو المجموعات (القروبات) غير الإعلانية.
ووفقًا لدورية «أويبنيون إن سيكولوجي» فإن احتمال تلقي نفس الشخص لإعلان عبر الـ«سوشيال ميديا» تفوق %70 عن احتمال تلقيه للإعلان نفسه عن طريق التلفزيون، وتفوق الضعف عن احتمال تلقيه عبر الصحافة التقليدية، بينما يصعب قياس احتمال التلقي في إعلانات الشوارع لوجود عوامل كثيرة تحكمها.
وتكشف دراسة لـ«هارفارد» أن %59 من مستخدمي الـ«سوشيال ميديا» يقومون بعمليات شراء «غير مخطط لها» بناء على ما يشاهدونه عليها، وبناء على ذلك يصبح «العرض» على شبكات التواصل الاجتماعي أهم بكثير بالنسبة للشركات عنه على باقي الوسائل الإعلانية.
وتضيف الدراسة أن %61.5 من مستخدمي الـ«سوشيال ميديا» يلجؤون للأصدقاء عبر وسائل التواصل الاجتماعي أو لصفحات متخصصة من أجل معرفة تقييم سلعة يرغبون بشرائها، ويعتبرونها «مرجعية» لهم ويتقيدون باختيارات بعض الصفحات أو المشاهير.
ولعل ذلك يوضح سبب اعتماد الشركات التي تقدم الأكل الصحي أو الملابس الرياضية مع لاعبي الرياضات المختلفة في الإعلان عبر صفحاتهم على وسائل التواصل الاجتماعي، تحقيقًا لفكرة «المرجعية» التي تجعل المتلقي أكثر «قابلية» لاتخاذ قرار الشراء بناء على ما يعرض له من إعلانات.
- تقول "سارة نيوكومب" خبيرة الاقتصاد السلوكي في "مورنينج ستار"، إن المضاربة ممتعة وهي ما تجذب الكثير من الناس للاستثمار، مضيفة: إذا كنت تضارب بالمال الذي يمكنك تحمل خسارته فقط، فقد تكون أحداث مثل هذه مثيرة ومربحة في بعض الأحيان.
- إن المؤثرين الذين يقدمون النصائح للمتابعين غالبًا ما يكون لديهم مصالح خاصة في الاستثمارات التي يروجون لها، ويمكن أن تؤدي المعلومات المقدمة إلى أصول مبالغ فيها، وتقلبات كبيرة في الأسعار وخسائر كبيرة للمستثمرين الضعفاء، وفقًا لـ"أنجيل تشونغ"، كبير المحاضرين في الشؤون المالية بالمعهد الملكي للتكنولوجيا في ملبورن.
- بالنظر إلى تزايد قوة المؤثرين في وسائل التواصل الاجتماعي، يقول "تشونغ" إنه ينبغي للمنصات النظر في إصدار إخلاء مسؤولية صريح لتحذير المستثمرين المحتملين بشأن موثوقية المعلومات المقدمة.
- تشجع منشورات الفيديو ووسائل التواصل الاجتماعي المستثمرين على اقتراض الأموال للاستثمار في العملات الرقمية، على سبيل المثال، الاقتراض أو "الرافعة المالية" للاستثمار، لا يؤدي فقط إلى تضخيم المكاسب المحتملة، بل يؤدي أيضًا إلى تضخيم الخسائر.
- الثقة المبالغ فيها هي واحدة من أكثر التحيزات السلوكية شيوعًا بين المستثمرين، كما أنها شائعة بشكل خاص في الأجيال الشابة والضعفاء ماليًا، هذا الميل يدفع الناس إلى الإفراط في الثقة بقدراتهم أو في جزء من المعلومات عند اتخاذ القرار، وقد يؤدي ذلك إلى عوائد سالبة أو التعرض للخداع، يقول "تشونغ": نصيحة الاستثمار التي لم يتم التحقق منها لا تختلف عن الأخبار المزيفة، وسيكون من المفيد لمنصات التواصل الاجتماعي التوصل إلى اتفاق لإبلاغ المستخدمين بالحاجة إلى توخي الحذر.
من المحتمل جداً أن يشتري المستهلكون منتجاً ما أو خدمةً ما، عندما يتلقون توصيات من شخص ما يثقون به، وهذا تماماً ما يفعله المشاهير والأشخاص المشهورين على شبكات التواصل الاجتماعي؛ من التأثير على سلوك المستهلكين الشرائي.
‏‎في ختام هذه الدراسة أعتقد أن السلطة القادمة هي سلطة المشاهير وأصحاب اتخاذ القرار في وسائط الميديا الجديدة سواء بالجماهير المؤثرة حقيقة أو الجماهير التي تصنع التفاهات وهذا مانراه اليوم في فضاء التواصل الإجتماعي بحيث ستكون كلمتهم هم المسموعة أكثر من الجمهور الذي لايعرف من هذه الوسائط إلا النشر والتعليق والإعجاب، ستكون توجهاتهم هي التي من يتم مناقشتها، سيكون تأثيرهم على اتخاذ القرار أكبر مهما كان جيد أو مغلوط رغبة في إسكاتهم وصنع لهم وسيلة لإكتسابهم مهما كانت الطرق وبما يخدم مصالحهم، وسيكون تأثير الميديا من خلال تواجدهم فيها أكبر بسلبياتها وإيجابياتها.
المراجع:
1- صحيفة القبس، 2019،الرابط
https://2u.pw/kZxvL
2- منصة أرقام، 2021، الرابط
https://2u.pw/fu
3-سارة الشيخ، منصة موضوع، 2022،الرابط
https://2u.pw/DUyuj


اتخاذ القرار- الميديا الجديدة - فوضى الميديا- صناعة القرار - تسويق الأراء


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع