مدونة محمد سلامة الغنيمي


الطموح يقتل العجز، والعجز يقتل الشباب

محمد سلامة الغنيمي | Mohamed Salama Al-Ghonaimi


06/08/2022 القراءات: 631  


الطموح شاب وإن كان عجوزا، والمثبوط عجوز وإن كان شاباً؛ لأن العَجَز هو عَجْز الروح، والروح القوية لا يعجزها ضعف الجسد.
وكم من نماذج طالعناها وعايشناها، لم تنال منها التحديات، ولم تعجزها ما قالوا عنه مستحيلات، لكنهم استعانوا عليها بالله الذي أمدهم بالصبر والمثابرة، فقهروا بها التحديات وحطموا المستحيلات، وقال النبي صلى الله عليه وسلم كما جاء في مسلم: (المؤمن القوي خيرٌ وأحبُّ إلى الله من المؤمن الضعيف، وفي كلٍّ خير، احرص على ما ينفعك، واستعن بالله ولا تعجز).
وقد روى لنا التاريخ الأعاجيب، وقص علينا من تجارب الأمم وخبرات أفرادها في هذا الشأن العجب العجاب، حتى لكأنه قد أثبت مقولة الجنيد: ما طلب أحد شيئا بجد وصدق إلا ناله، فإن لم ينله كله نال بعضه.
وتلك سنة من سنن الله الكونية التي لا تحابي نبيا أو وليا، قال تعالى:"كُلًّا نُّمِدُّ هَٰؤُلَاءِ وَهَٰؤُلَاءِ مِنْ عَطَاءِ رَبِّكَ ۚ وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ مَحْظُورًا" من أراد الدنيا ومن أراد الآخرة .
انظر ماذا قال الرجلان المستيقنان بموعود الله للخائفين: {ادخلوا عَلَيْهِمُ الباب فَإِذَا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غَالِبُونَ} فالغلبة هنا معطوفة بالفاء لشدة القرب.
ضعف الهمم والعجز والتثبيط يقتل مظاهر الحياة، وكم من حضارة قد أفلت وخفت نورها عندما كثر الكسالى والمثبطون؟!
الإرادة هي سر الحياة؛ لأن عناية الله ترعاهم، وكراماته تجري على أيديهم، وشعار ذوي الهمم، (إن لم يكتب لنا البقاء لا نترك غيرنا للفناء)، وفي ذلك قال رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( إِنْ قَامَتِ السَّاعَةُ وَفِي يَدِ أَحَدِكُمْ فَسِيلَةٌ، فَإِنِ اسْتَطَاعَ أَنْ لَا تَقُومَ حَتَّى يَغْرِسَهَا فَلْيَغْرِسْهَا ) رواه البخاري في الأدب.
قال الأديب الروسي (أنطون تشيخوف): أولى علامات الشيخوخة أن تتحول من إنسان يحلم إلى إنسان يتذكر.


طموح، عجز، همة.


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع