ريبر هبون


بوح هادر مع آفرو الجزء الثالث

ريبر هبون - ريبر عادل أحمد | Reber Hebun


01/05/2022 القراءات: 895  


4=في لغتك إسهاب قصصي جميل , مع شاعرية واضحة , ماالرواية التي تستحق أن يُكتب عنها برأيك في هذا الزمن , ماذا تحتاج المرأة الأديبة للكتابة عنه برأيك حسب عالمها الشرقي , وأضف إلى ذلك إحساس المرأة في زمن الحرب والمنفى؟
ليس لي صلةٌ مع الفرح و لذا إن قلت بأنّنا في زمنٍ يعجّ بالمعاناة و الفوضى نحتاج أن نكتب عن الفرح فإنّي لن أكون صادقةً معك . هنا تتُرك الإجابة لمن يُكتَب لهم ، للقرّاء ، في زمنٍ أُهينت فيه الإنسانيّة هل يحتاجون لمسكنّات فكرّية ، كأن يقرؤوا رواية أو قصيدة ملأى بالفرح ، بالخيال ، بالأساطير ، أم أنّ القارئ يحتاج لتعتيق آلامه في كتاب ؟ أيبحث عن الغرابة ؟ أيسعى خلف جماليّات اللغة و زركشتها بعيداً عن الموضوع ؟ أيفتقر للحبّ فيلاحقه بين دفتي كلام ؟ أما ما تحتاجه المرأة الأديبة للكتابة عنه حسب عالمها الشرقي فإنّ الحاجة أرجعها لما ذكرته في بداية جوابي و تركيزي سأوجهه لمصطلح ( عالمها الشرقي) ، هنا لي كلمة فاصلة غير قابلة للنقاش ، وهي أنها إن لم ترمِ بكامل كيانها على الورق فلتهجره ، ليس هنالك من داعٍ لإهانة الفكر ، فلتكسر قبل كل شيء مصطلح ( العالم الشرقي ) ، نحن لا نبحث عن تقدير المجتمع و لسنا بحاجة لأوسمةٍ منه ، نحن نعرّي الحالات الإنسانية كما هو الإنسان . أما فيما يتعلق بإحساس المرأة في زمن الحرب و المنفى فالمعاناة تحصيل حاصل للإنسان عموماً و للمرأة خصوصاً ، مرّة أخرى أجرّم المجتمع و الدين ، أليس هم السبب بتشريعاتهم التافهة للحادثة المتمثلة ببيع نسائنا في أسواق النخاسة في القرن الواحد و العشرين ؟ في المقابل نرى أخريات يقاتلنَ بشراسة في ميادين القتال ، و لا أخفي عليكم كوني أعايش المجتمع بعمق بأنّه يرقص في حلقات الدبكة احتفاءاً بالانتصارات و يصرخ في المنابر في رثاء شهيدة ، لكن لدهاليز المجتمع الحقيقية كلمةٌ أخرى ، هنالك آلاف التهم الأخلاقيّة الملفّقة الجاهزة بانتظار المرأة التي تقرر ترك السلاح لترجع وتعيش مدنيّة ، هنالك الكثير من يعتبر الالتحاق بساحات القتال عيباً ، لازال تفكيرهم في العمق محصوراً بين فخذي المرأة و الناموس انحصر هناك . هنالك أخريات عشنَ اللجوء بكلّ ذلّه ، و أخريات حصلنَ على حياة لم تكن لتتوفر لهنّ في أوطانهن و هذه الشريحة هي أغلبية من استطعن الوصول للقارة العجوز ، قلت لك منذ البداية ، هنالك زوايا عديدة نستطيع رؤية الأمور منها
5= أنت كردستانية وتكتبين بلغة عربية , برأيك هل للكتابة بغير الكردية منعكسات سلبية تجاه إمكانية بروز أدب كردي وبلغة كردية , ما سبب عزوف غالبية الأدباء والأديبات الكرد عن اللغة الكردية , بخاصة وأننا نشهد في الأفق السياسي بروزاً واضحاً لتحقق الكينونة الكردستانية , ماذا يقع على عاتق الأديب والمرأة الأديبة بوجه خاص , كونها حاملة راية المقاومة , وملهمة لكل جديد على كل صعيد ؟
نحن نعلم أنّ الترجمة خيانة ، لكن أحياناً للخيانة جماليّة خاصة و شهيّة ، فليخونوا إذاً و ليترجموا أدبنا المكتوب بالعربيّة إلى الكرديّة . ما دمنا في نهاية المطاف نكتب أدباً كردياً لكن الفرق أنّ الحرف الذي نكتب به كرديتنا عربي . لربّما الظروف التي عشناها من الحرمان من مرجعٍ ندرس منه اللغة الكرديّة لها الدور الأكبر في هذا الموضوع ، و لا شك أنّ في داخل كلّ منا جمرة حسرة تتّقد على الدوام في الصدور تجاه أدبنا الكردي ، و ليس هنالك إلى الآن ملامح للرواية الكرديّة مثلاً . أقرّ أنّي حين أقرأ نصّاً عربيّاً لكاتبٍ/ة كرديّ/ ة أحسّ بنقصٍ ما و لو كان الموضوع كرديّاً بحتاً ، هنالك أشياء لا يسعنا التغيير فيها تماماً كما هو ممنوع تحريف آيةٍ من كتابٍ مقدس . في الآونة الأخيرة شهدنا نشاطاً في اللغة الكرديّة مما يعني أن أملاً ما يلوح في أفق الأدب الكرديّ المكتوب بالكرديّة . الجيل الجديد متعطش للغته الأم خصوصاً بعد التحولات السياسية التي نشهدها الآن و التي توحي بتفتق برعم اللغة الكردية سواء رجلاً كان أم امرأة
6= ممن تأثرت أكثر من أدباء وأديبات عصرنا الحديث , وهل سنرى لك قريبا بروزاً أكثر منهجية في أحد حقول الأجناس الأدبية ؟
إنّ الرواية الحديثة بشكلٍ عام مغرية و ذلك لامتيازها باللغة الشعريّة ، لربّما يصحّ أكثر إن سألتني من أحببت أكثر و ليس بمن تأثرت ، و يسعني القول أنّي منذ الصغر أغرمت بماركيز كما أحببت ما كتبه جبران خليل جبران ، أما في أدبنا الكردي فالرواية الكرديّة هي أنا هي أنت هي هو هي هم و هن ، و تلك الرواية استلم رايتها الروائي الجميل العبقري جان باپير و الروائي المبدع چان دوست . إن كنت سأبرز في أحد حقول الأجناس الأدبيّة فإنّي أراني في الرواية ، لقد أوشكت لإصدار ديوانٍ شعري غير أنّي أجلته لأبرز أولاً في الرواية و التي بدأت بها فعلياً .
7= للألم مكانة بارزة في لونك الأدبي , ماسر الألم , أكامن في الحب , أم في أطوار الطفولة الأولى حيث التشبث بالحلم أمام واقع قاس في رحلة مكتظة بالوجع , .؟
من أين تريد أن أبدأ بزفّ عرائس الألم لك ؟ من وطنٍ لم أتمكن سوى من ضمّ شواهد قبوره ؟ من واقعٍ لا يتقن سوى الطعن ؟ من طفولةٍ لم تَنَم سوى في أحضان الشقاء ؟ من رحلةٍ لم تعرف شقّ طريقها سوى في الحرمان ؟ أم من حبٍّ أسأنا إليه لأنّنا كنّا عبيداً ؟ حيث الحب لا ينمو سوى في تربة الحريّة ، و مآسي عشاقنا الكرد أشهر من النار على العلم كما مم و زين ، كما خجه و سيابند ، كما فرها وشيرين أو كما أنا و رجلٍ آخر ! لن أجيب عن سؤالك هذا سوى بأسئلة كبرى ، كل منها يصرخ بألف جوابٍ و جواب .
8= تجمع المعرفيين الأحرار كتجربة افتراضية ضمن مناخ تسوده قيم استهلاكية تحاول أن تذهب منحى التشظي والتسطح باتجاه السخف , ما تقييمك لوجوده , ودوره في إنعاش المناخ الفكري والأدبي والفني عموماً ؟
للأسف ، دوماً منابر الفكر هي الأقل جمهوراً ، ربّما لعدم ارتدائها فساتين النفاق و الكذب التي يسير خلفها الناس عندنا ، حيث التأييد الأكبر لمنابر التحزّبات و الشيوخ تلك التي لم تفضِ سوى للهلاك . تجمع الحب وجود و الوجود معرفة ممن يحملون راية المعرفة مسؤوليةً على عاتقهم.


نقد أدب تحليل دراسة رواية حوار


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع