مدونة المهندسة / وفاء فاضل عبد الواحد


ما أعظم رمضان وما أعظم القرآن اذا تدبرنا آياته/ ج٢

المهندسة / وفاء فاضل عبد الواحد | Wafaa Fadhel Abdul Wahid


08/04/2022 القراءات: 572  


دع القران يخبرني عن الدنيا وما فيها ...
وكيف الله يحفظه وكيف الايمان يرويها ....
وكيف القلوب يسكنها ويسبح في ماقيها ....
ففي كلماته لحن يعبر عن معانيها ......
تحرك غادة الفكر فينهل من اراضيها ....
ويصنع حولها سورا على جنات واديها .....
ولو كل الذي صغت من الفكر لارويها ....
تفتت في ربا الكون حنانا سوف يسقيها ....
جمال الله في الارض تجسد في معانيها ....
ولجمال لغة النبي صلى الله عليه وسلم ومافيها....
فهي لغة الواضع بالفطرة القوية المستحكمة , والمتصرف معها بالاحاطة والاستيعاب , أما البيان فبيان افصح الناس نشأة , واقواهم مذهبا , وابلغهم من الذكاء والالهام , واما الحكمة فتلك حكمة النبوة , وتبصير الوحي وتأديب الله , وأمر في الانسان من فوق الانسانية .
واذا نظرت من كلام النبي صلى الله عليه وسلم على جهة الصناعتين اللغوية والبيانية , رأيته في الاولى مسدد اللفظ محكم الوضع جزل التركيب , متناسب الاجزاء في تأليف الكلمات : فخم الجملة واضح الصلة بين اللفظ ومعناه واللفظ وضريبه في التاليف والنسق , ثم لاترى فيه حرفا مضطربا , ولا لفظة مستدعاة لمعناها او مستكرهة عليه , ولا كلمة غيرها اتم منها اداء للمعنى لسره في الاستعمال , ورايته في الثانية حسن المعرض , بين الجملة , واضح التفصيل ظاهر الحدود جيد الرصف , متمكن المعنى واسع الحيلة في تصريفه بديع الاشارة غريب اللمحة ناصع البيان ثم لا ترى فيه احالة ولا استكراها , ولا ترى اضطرابا ولا خطلا , ولا استعانة من عجز , ولا توسعا من ضيق ولا ضعفا في وجه من الوجوه .
منذ مئات السنين حاول العظماء تجسيد افكارهم على أرض الواقع فمنهم من حقق نصراً على الصعيد الفكري غاندي. ، ومنهم من حقق نصراً باستخدام القوة هتلر ،،، ومن المفكرين والكتاب كثر وكل لهم مؤيدين وطبقت نظرياتهم ودرست بشكل دقيق
المجتمعات المتطورة الغربية منها تحديداً ركزت على عاملين الطفولة وحرية الفرد …
هذان العنصران جعلت الانسان يعيش وهم الانسانية بشكل لم يطرأ على فكر احد ولن يطرأ … فهذه الحرية مدفوعة الثمن مسلوبة الحقوق مسبقاً …
الأنسان كتلة من الاحاسيس المتضاربة لا تستطيع إظهارها دفعة واحدة رغم انها تسكن ذات الجسد ولكن متحولة فلا يمكن للحزن ان يلتقي مع الفرح ولا يستطيع الحب ان يلتقي مع الكره ،،
غريبة جداً تلك الأحاسيس ربما نستطيع رسمها في لوحة واحدة كأم في لحظة ولادة مبتسمة وطفل يصرخ معلناً حياة جديدة … لا يستطيع هذا الكون ان يعبر عن الحقيقة فضوء الشمس مزيج سبع الوان لون السماء انعكاس للضوء ..القمر مظلم ولكنه مضيء ،،،
لتسيطر على العالم عليك ان تصنع له حقيقه ليصدقها ويعيشها ويتفاعل معها فيصبح رهينها فتمتلكه وتسيطر عليه ويصبح كالدمية بين يديك وهذا ما يحدث لنا .
معلوم ان الزمن تقسيم انساني محض يلائم وجود الانسان وفناءه على هذه الارض المحدودة بمادتها وأجلها , وألا فليس في الحقيقة أزمان تبتدأ أو تنتهي , فاذا ثبت للقرآن المجيد سبقه ما تتوهمه زمنا وتقدمه حدودا من اخر حدود العقل الانساني , على حين انه انزل في حدود غيرها بعيدة ضعيفة لا علم فيها ولا الات علم – فحسبك بذلك وحده برهانا على ان هذا الكتاب جملة من الازل تحولت في معنى ومنطق , وجاءت لغرض وغاية , ولامست الناس لتكون فيهم سببا لرسوخ الايمان , ثم نظاما للايمان نفسه , ومتى رسخ الايمان فقد رسخ العالم كله في النفس الانسانية , وهذا عندنا من بعض السر فيما جاء في الكتاب الكريم من ايات السموات والارض والنظر والاستدلال , ومن طرق التعبير , التعبير النفسي بالامثال و القصص ونحوها ثم ان في ذكر الايات الكونية والعلمية في القران دليلا على اعجاز اخر فهو بذلك يوميء الى ان الزمن متجه في سيره الى الجهة العلمية القائمة على البحث والدليل , وان الانسانية ذاهبة في ارقى عصورها الى هذا المذهب , وان الدين سيكون عقليا , وان العقل هو اخر انبياء الارض , فوجود ذلك فيه قبل ان يوجد ذلك في الزمن بأربعة عشر قرنا شهادة ناطقة من الغيب لا يبقى عليها موضع شبهة , فأن اسفر الصبح وبقي بعض الناس نياما لايرونه وقد ملأ الدنيا فذلك من عمى النوم في أعينهم . واخرون لايرونه من نوم العمى في أعينهم والصبح فوق هؤلاء وهؤلاء . و( من ابصر فلنفسه ومن عمي فعليها ) .
والوعي كلمة تعبر عن حالة عقلية يكون فيها العقل بحالة إدراك وعلى تواصل مباشر مع محيطه الخارجي
فإذا ما التقى المنطق مع الوعي وصلنا الى أنسان سليم فكرياً …
الجزء المسؤول عن هذين العنصرين هما الدماغ وعندما نغذي الدماغ بمعلومات مشوشه سيفقد المنطق تعريفه الصحيح ويصبح الوعي وهم لا صحة لوجوده وهذا ما يحدث للإنسان منذ خلقه الأول, اذا ما غيبت الحقيقة غاب المنطق وعلى اثرها سيغيب الوعي وهذا جانب يدعونا للتأمل والتفكير، لماذا خلقنا بهذا الغموض ؟ ربما اراد الله لنا ان نكتشف الحقيقة بأنفسنا نبحث عنها نطور بحثنا لنطور حياتنا والدليل اختلاف الأديان السماوية على مر العصور والدليل الآخر ولادة عقول جديدة تفكر بنمط جديد يفتح آفاقا جديدة للعلم، وستبقى الحقيقة ناقصة ليبقى المنطق يبحث عن كماله ويبقى صراع العقل ما بين الوعي واللاوعي …


دع القران يخبرني عن الدنيا وما فيها....


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع


شكرا على هذا المقال النافع و المثمر


شكرا سعادة المستشار لمرورك الجميل وتعليقك الراقي