نموذج من نذر العلماء أنفسهم للتأليف
سيف بن سعيد العزري | SAIF BIN SAID ALAZRI
12/06/2023 القراءات: 627
"لقد نذر #الإمام_أطفيّش - رحمه الله - حياته للعلم ونشره، وللتأليف خاصّة مقيماً ومسافراً، فرّغ له وقت الليل أفضل الأوقات وأصفاها حيث سكون الأصوات والخلوّ من الشواغل والقواطع، وكان يرى أنّه متكفّل به عن الناس يُسقط به عنهم الواجب الكفائيّ، فهو يقول: "وإلام يشتغل الناس بالـتأليف ويتركون العمل والدرس، وقد وجدوا من كفاهم مؤونة التأليف"، يقصد أنّه كفى الناس هذه المؤونة فليشتغلوا بما فيه صلاحهم في معاشهم ومعادهم، من هنا كان سباق مع الزمن حيث كان يؤلّف في الوقت الواحد في أكثر من فنّ، فإذا سئم من فنّ روّح عن نفسه بالتأليف في فنّ آخر، وقد بدأ في التأليف وهو في عمر السادسة عشرة من العمر، ولذا بلغت مؤلّفاته العدد الكبير، حصرها بعض الباحثين مما وقفوا عليه حقيقة أو إشارة مائة وخمسة وثلاثين أثراً ما بين كتاب صغير وكبير ورسالة، وقيل: بأنّها بلغت ثلاثمائة، وكان من أوائل تآليفه أرجوزة نظم فيها كتاب المغني في خمسة آلاف بيت كما قيل، وقد أشار في بعض مراسلاته إلى أنّ من تآليفه في الصغر حاشية على شرح القطر وحاشية على شرح الشذور وحاشية على شرح الآجروميّة وحاشية على التمرين، ثم يقول: "فإنّما طلبت ردّها (يعني من عُمان)؛ لأنّها من عملي في صغر سنّي، فأحببت مطالعتها للتصحيح".
*تخريج الفروع على الأصول عند الإمام محمد بن يوسف أطفيّش، لسيف بن سعيد العزري.
الإمام أطفيّش، العلماء، التأليف، المغني لابن هشام
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع
مواضيع لنفس المؤلف
مواضيع ذات صلة