مدونة باحث شرعي/محمد محمد محمود إبراهيم


✍️ غزوة بني المصطلق

باحث /محمد محمد محمود إبراهيم | MOHAMED MOHAMED MAHMOUD IBRAHIM


10/03/2023 القراءات: 249  


✍️ غزوة بني المصطلق

وسببها أن النبي صلى الله عليه و سلم بلغة أن الحارث بن أبي ضرار زعيم بني المصطلق يقوم بتجمعات عدائية في شعبان من السنة الخامسة للهجرة وكانوا ممن ساعد قريشا يوم أحد ، فقد تجرأت بنو المصطلق على المسلمين نتيجة لغزوة أحد ،كما تجرأت القبائل الأخرى المحيطة بالمدينة ، ولعلها كانت تخشى انتقام المسلمين منها لدورها في غزوة أحد ، فكان الحارث بن أبي ضرار يجمع الرجال والسلاح ويقوم بتأليب القبائل المجاورة ضد المسلمين

فلما سمع بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج إليهم ليأخذهم علي غرة كعادته في أخذ أعدائه ، فأغار بهم على غرة على ماء يسمي " المريسيع " بناحية " قديد" ، ودار القتال بينهم وانهزم بنوا المصطلق وقتل من قتل ، وسقطت القبيلة بما تملك في أيدي المسلمين وظفر المسلمون بمغانم وسبايا كثيرة ولم يقتل من المسلمين إلا رجل واحد

وكانت السيدة جويرية رضي الله عنها ضمن سبي بني المصطلق ، وكان قد قتل زوجها في هذه الغزوة ، ووقعت في سهم ثابت بن قيس رضي الله عنه ، فكاتبت على نفسها ، ولم يكن معها ما كاتبت عليه، فذهبت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ليعينها على ذلك ، فرد عليها بماهو أفضل فعرض عليها الزواج منها وقضاء مكاتبتها ، فقبلت وأسلمت

وخرج الخبر إلى الناس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد تزوج السيدة جويرية بنت الحارث رضي الله عنها ، فقال الناس أصهار رسول الله صلى الله عليه و سلم وأرسلوا ما بأيديهم ومنوا عليهم بالعتق ، وبذلك كانت السيدة جويرية رضي الله عنها أيمن امرأة علي قومها حيث اعتق في زواجها مائة أهل بيت من بني المصطلق

وعند ماء المريسيع كشف المنافقون عن الحقد الذي يضمرونه للإسلام والمسلمين، فكلما كسب الإسلام نصراً جديداً ازدادوا غيظاً على غيظهم، وقلوبهم تتطلع إلى اليوم الذي يهزم فيه المسلمون لتشتفى من الغل، فلما انتصر المسلمون في المريسيع سعى المنافقون إلى إثارة العصبية بين المهاجرين والأنصار

ولندع الصحابي زيد بن أرقم رضي الله عنه يحكي خبر ذلك قال: "كنت في غزوة بني المصطلق ، فسمعت عبد الله بن أبي يقول: لا تنفقوا على من عند رسول الله حتى ينفضوا من حوله، ولئن رجعنا من عنده ليخرجن الأعز منها الأذل، فذكرت ذلك لعمي ( سعد بن عبادة أو لعمر رضي الله عنه ) فذكره للنبي صلى الله عليه وسلم فدعاني فحدثته، فأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى عبد الله بن أبي وأصحابه، فحلفوا ما قالوا.


فكذبني رسول الله صلى الله عليه وسلم وصدقه، فأصابني هم لم يصبني مثله قط، فجلست في البيت، فقال لي عمي: ما أردت إلا أن كذبك رسول الله صلى الله عليه وسلم ومقتك؟ فأنزل الله تعالى: {إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ} سورة المنافقين
فبعث إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقرأها ، فقال: "إن الله قد صدقك يا زيد"
(البخاري ومسلم)

ويحكي جابر بن عبد الله الأنصاري رضي الله عنه ما حدث عند ماء المريسيع، وأدى إلى كلام المنافقين لإثارة العصبية وتمزيق وحدة المسلمين، قال: "كنا في غزاة فضرب رجل من المهاجرين رجلاً من الأنصار (ضربه برجله وهم يتدافعون عند الماء ) فقال الأنصاري: يا للأنصار. وقال المهاجري: يا للمهاجرين. فسمع ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:" ما بال دعوى جاهلية؟"
قالوا: يا رسول الله ضرب رجل من المهاجرين رجلاً من الأنصار.
فقال: "دعوها فإنها منتنة"

فسمع بذلك عبد الله ابن أبي فقال: فعلوها؟ أما والله لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل. فبلغ النبي صلى الله عليه وسلم فقام عمر فقال: يا رسول الله دعني أضرب عنق هذا المنافق. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "دعه لا يتحدث الناس أن محمد يقتل أصحابه"
وكانت الأنصار أكثر من المهاجرين حين قدموا المدينة ثم إن المهاجرين كثروا بعد"
(البخاري ومسلم)

ولم يقتصر الرسول صلى الله عليه وسلم على معالجة الموقف بالبيان وإنما أمر الجيش ، بالرحيل طيلة اليوم حتى أمسى، وليلتهم حتى أصبح، وصدر يومهم ذلك حتى آذتهم الشمس، ثم نزل بالناس، فلم يلبثوا أن وجدوا مس الأرض فوقعوا نياماً، ليشغل الناس عن الحديث في الفتنة.

وقد ضعف مركز عبد الله بن أبي بن سلول في قومه فكانوا يعنفونه ويلومونه كلما أخطأ ، بل إن ابنه عبد الله بن أبي بن سلول استأذن الرسول صلى الله عليه وسلم في قتل أبيه، فنهاه وقال: "لا ، ولكن بر أباك وأحسن صحبته" ، ومنع عبد الله أباه من دخول المدينة حتى يأذن له رسول الله صلى الله عليه وسلم بدخولها مع شدة بِرَّه بأبيه وهيبته له..


✍️ غزوة بني المصطلق


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع