مدونة الباحث/محمد محمد محمود إبراهيم


سلسلة السيرة النبوية 🔻 إسلام الجن

باحث /محمد محمد محمود إبراهيم | MOHAMED MOHAMED MAHMOUD IBRAHIM


04/02/2023 القراءات: 286  


سلسلة السيرة النبوية

🔻 إسلام الجن

بعث الرسول صلى الله عليه وسلم للإنس والجن ، ولقد كان من رحمة الله و فضله أن حجبت الجن عن السماء وعن إستراق السمع حين أنزل القرآن لئلا يختطف أحدهم منه ولو حرفا واحدا، فيلقيه على لسان وليه فيلتبس الأمر ويختلط الحق،ولقد قال تعالى إخبارا عنهم
(وأنا لَمَسْنَا السَّمَاءَ فَوَجَدْنَاهَا مُلِئَتْ حَرَسًا شَدِيدًا وَشُهُبا)ً [الجن : 8]

وفى ما رواه الحافظ أبو نعيم عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال :
كان الجن يصعدون إلى السماء يستمعون الوحى ، فإذا حفظوا الكلمة زادوا فيها تسعا ، فأما الكلمة فتكون حقًا ، وأما مازادوا فيكون باطل

وفى الصحيحين عنه أنه قال :
فلما بعث النبى صلى الله عليه وسلم منعوا مقاعدهم ، وحيل بينهم وبين خبر السماء ، وأرسلت عليهم الشهب
فرجعت الشياطين إلى قومهم ، قالوا : مالكم ؟
قالوا :حيل بيننا وبين خبر السماء وأرسلت علينا الشهب
قالوا :ماذاك إلا من شئ حدث فاضربوا مشارق الأرض ومغاربها فانظروا ماهذا الذي حال بيننا وبين خبر السماء

فانطلقوا يبحثون فى أرجاء الأرض عن السبب ، فرأوا رسول الله صلى الله عليه وسلم بنخلة عامدا إلى عكاظ مع أصحابه ، واستمعوا له وهو يصلى بأصحابه صلاة الفجر ، فلما سمعوا القرآن قالوا :
هذا الذي حال بيننا وبين خبر السماء ، وآمنوا به ورجعوا إلى قومهم فقالوا :
ياقومنا ( إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا *يهدى إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ ۖ وَلَن نُّشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا )[الجن : 1-2]

فأوحى الله إلى نبيه صلى الله عليه وسلم (قل أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِّنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا )[الجن : 1]
وإنما أوحى إليه قول الجن ، ولم ير الرسول صلى الله عليه وسلم الجن فى هذه المرة ولم يقرأ عليهم القرآن وأنما آذنته( أعلمته بوجودهم) بهم شجرة،ثم أوحى إليه خبرهم

وبعد هذه الحادثة دعا الجن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، مرة وهو معسكر بأصحابه خارج مكة، فذهب معهم وقرأ عليهم القرآن ثم أري أصحابه أثارهم وأثار نيرانهم وهم وفد جن نصيبين ، كما ذكر مسلم فى صحيحه

وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال :
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم جالسا فى نفر من أصحابه (من الأنصار ) فرمي بنجم عظيم فاستنار، قال :
"ماكنتم تقولون إذا كان مثل هذا فى الجاهلية "
قالوا : كنا نقول يولد عظيم أويموت عظيم
قال : "فإنه لايرمي بها لموت أحد ، ولا لحياته ، ولكن ربنا تبارك اسمه إذا قضى أمرا سبح حملة العرش ثم سبح أهل السماء الذي يلونهم ، حتى يبلغ التسبيح هذه السماء الدنيا ، ثم يستخبر أهل السماء الذين يلون حملة العرش ، فيقول الذين يلون حملة العرش لحملة العرش :
(ماذا قال ربكم ) فيخبرونهم ، ويخبر أهل كل سماء سماء ، حتى ينتهى الخبر إلى هذه السماء ، ويخطف الجن السمع فيرمون ، فما جاؤوا به على وجهه فهو حق ، ولكنهم يقترفون فيه ويزيدون " صححه الألباني


سلسلة السيرة النبوية 🔻 إسلام الجن


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع