أثر الواقع الآني في بناء الموقف عند الصحابة
د. نكتل يوسف محسن | Dr. Naktal yousif mohsen
21/05/2023 القراءات: 324
يتأثر الموقف الذي يتخذه الأنسان بالواقع تاثراً كبيراً بسبب طبيعة ذلك الواقع وأثره في نفسه، وقد سار في هذا الركب مجتمع الصحابة في العصور الإسلامية الأولى.
فمن خلال قصة سعيد بن زيد رضي الله عنه مع أروى التي أتهمته بالتجاوز على أرضها مثال واضح لذلك.
فقد كانت أروى تملك أرض ملاصقة لأرض سعيد في المدينة المنورة، وحدث أنها أفترت عليه بالقول أنه تجاوز على أرضها، وعبثاً حاول أن يفهمها أن هذا الصنيع لا يصلح لرجل صحب النبي صلى الله عليه وسلم وكان من أوائل الصحابة ومن العشرة المبشرة بالجنة وأنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول من غصب شبر أرض طوقه الله بسبع أرضين يوم القيامة ، ولكنها لم تقتنع بهذا وأعلنت ذلك للناس واشتكت عليه عند مروان بن الحكم أمير المدينة، مما تسبب له بحرج بين الناس وهو من هو فضلاً ومكانة في وقتاً كان أصحاب الأهواء والمنافقين والمعادين والمغرضين قد جعلوا أكابر أصحاب النبي هدفاً لرميهم مما جعله يستاء من هذا ويدعو عليها بدعوة جاءت مثل شمس الضحى وضوحاً وتحققاً فقال : " اللَّهُمَّ إنْ كانَتْ كاذبِةً، فَأَعْمِ بصرهَا، وَاقْتُلْهَا في أرْضِهَا، قَالَ: فَمَا ماتَتْ حَتَّى ذَهَبَ بَصَرُهَا، وبيْنَما هِي تمْشي في أرْضِهَا إذ وَقَعَتْ في حُفْرةٍ فَمَاتتْ"
مما حذا بالبعض أن يقول لو كان التسامح حاضراً لكن أفضل ، الحقيقة أن التسامح في محله محمود والرد في وقته محمود أيضاً ، فقد يؤدي التسامح إلى فقدان السمعة والتي تؤدي لذهاب بعض الدين الذي نقله هؤلاء الاماجد هي مصيبة من المصائب، وكم أحتاج العوام من المسلمين الجدد أو من الذين في أيمانهم رقة إلى مثل هذه الحوادث ليعلموا قيمة من نقلوا الدين وفضله ومنزلتهم، وكم تجرأ أصحاب الأهواء والعداوة على أمثال سعيد بن زيد رضي الله عنه لانه أثروا المسامحة ولم يدفعوا عن أنفسهم.
رضي الله عن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وجزاهم عنا كل خير.
الصحابة - النبي - الموقف - التسامح
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع
مواضيع لنفس المؤلف